امبراطوريه الرجال بقلم رحاب إبراهيم
رد آسر بدهشة والمطلوب مننا ايه دلوقتي نظر لهم يوسف بقوة وقال نعتذرله..حتى لو هنتحايل شوية..ونبدأ صفحة جديدة معاه..الاجتماع ده اكيد وراه قرار مش سهل..نبدأ احنا بالاعتذار عشان تعدي على خير.. صمت الشباب بوجوم ولم يجيب احدا فيهم ليقل يوسف _ طالما سكتوا يبقى مش معترضين..تمام..كده اتفقنا.. قال جاسر بمرح نحتفل بقى.. استغفر الله العظيم باليوم التالي...بمكتب فاروق بشركة آل الزيان وقف الرباعي أمام العم وجيه متصافين بجانب بعضهم ليتوجه سليم إليهم بنظرات غيظ وهتف _ بالذمة مش مكسوفين من نفسكم! أربع شباب كل واحد فيهم شبه الجدار ومالوش أي لازمة في الدنيا !! شاطرين بس تاخدوا فلوس وتصرفوا ! ده أنتوا لو بنات كان افيد!! امتقع وجه آسر بضيق شديد بينما لوى رعد شفتيه وهمس لجاسر وقال عمك بيهزأنا يا جاسر..استخدم غباوتك بسرعة وكزه جاسر متمتما بشيء وقال غباوة مين اللي تنفع مع القطر ده ! انا اخري ميكروباص وفاضي كمان تقدم يوسف وتوجه لعمه وجيه ثم قبل كتفه ببسمة وهتف بباقي الشباب يلا قولوا النشيد اللي سرقناه..ااقصد اللي الفناه لعمنا حبيبنا بدأ الشباب يرددون الكلمات رغما عنهم مابين الضيق والضحكة المكتومة فقالوا عمو وجيه يا عمو وجيه حياتنا من غير هتبقى چحيم ابعد بس وجرب وأمشي هتلاقي الدنيا متنفعش كلنا ايد واحدة آه آه وبنحبك والله والله كاد رعد أن يطلق ضحكة عالية فوضع جاسر يده على فم ابن عمه سريعا وهمس هتفضحنا خلينا نخلص من إذاعة الصباح ونمشي فتابعوا بآخر مقطع أوعى ياعمو تسيبنا وتمشي لأ لأ قال رعد وهو يكتم ضحكته تبقى معدية ردد يوسف متسلمش عليا..يااااااسااافل قالها وقد تحكم بنفسه ولا زال آثر على ضيقه وقف يوسف موازيا للصف ليقف أمامهم بمكر وقال المرادي مفيش عقاپ صافح الشباب بعضهم ببهجة وابتسامة وهم يتلقوا التهاني حتى قال وجيه فجأة في طرد توقف الشباب فجأة كالتماثيل فالټفت يوسف اليه بفم مفتوح وقال ها لوى جاسر شفتيه بسخرية وقال أنا طردت نفسي من زمان وليا شقتي اللي عايش فيها لوحدي وكزه رعد بخبث وهمس لوحدك يا كداب ! أجابه جاسر بخفوت تقصد توتو لأ دي سافرت..جبت مكانها كاريمان حتت بت مانجا ضغطت رعد على شفتيه بغمزة ماكرة فابتسم جاسر بثقة قال آسر بكبرياء حاضر يا عمي اللي أنت شايفه هتفت يوسف بغيظ مش وقت كبريائك خالص دلوقتي بيقولك طرد يعني مش هنتعشى !! ابتسم وجيه رغما عنه وقال لأ ومش بس من القصر..ده من هنا كمان اكفهر وجه جاسر وهتف طب وهصرف على حريمي منين كتم يوسف فم جاسر وصحح هدومي..يقصد هدومه يا عمي ماتفهموش صح.. أضاف العم متأملا أبناء أشقائه بعمق وقال _ اديتلكم فرص بعدد شعر راسكم وانتوا مصممين تفضلوا كده..قراري هو أنكم هتتعاقبوا لمدة سنة..لا ليكم علاقة لا بالشركة ولا بالقصر واما حصتكم في الأرباح هتكون محفوظة لكن متجمدة لحد ما السنة تنتهي..عايز اتفرج عليكم وانتوا بتشحتوا ومش عارفين تصرفوا على نفسكم..يمكن ساعتها تعرفوا قيمة الشغل.. نظر له الشباب بحدة وڠضب مكبوت فختم وجيه قوله _ أنا عارف أنكم هتفشلوا اكتر من الأول وعمركم ما هتعتمدوا على نفسكم وتبقوا رجالة أبدا..تقتدروا تتفضلوا..محدش يدخل هنا غير بعد سنة واتمنى تلتزموا بالقرار ده حتى لو جرالي حاجة..محدش عارف بكرة في ايه.. قال آسر مؤكدا فعلا محدش عارف بكرة فيه ايه!! بس لو جينا واحنا ناجحين قاطعه وجيه بتحدي هعمل مؤتمر كبير واتنازل عن منصبي ليكم انتم الأربعة قدام الدنيا بحالها..ولأني عارف أن ده مش هيحصل بتحداكم وانا مرتاح..انتم فشلة!! خرج جاسر من المكتب پغضب يقتدح بمقلتيه وتبعه بقية الشباب واحدا تلو الآخر.. وقف الموظفون على الجانبين عندما خرج أبناء عائلة الزيان الثلاثة خلف بعضهم وكأنهم يهرعون لقتال محتد..بينما وقف يوسف خارج المكتب بحيرة فاقترب منه حميدة بقلق متساءلة _ حصل ايه شكل ولاد عمك ما يطمنش! نظر اليها يوسف بضيق وهم انطردنا..مش هتشوفني تاني يا حميدو!! لأول مرة تغاضت حميدة عن ما يضيقها بمنادتها وكأنها رجل وانشغلت بكل تركيزها بالمصېبة الكبرى..تمتمت پصدمة _ اتطردت!! يعني مش هتكون هنا !! هز يوسف رأسه بنفي لأ طبعا..ده كمان أنا ممنوع ادخل هنا غير بعد سنة كاملة..معتقدش أن حتى بعد السنة انا ممكن اجي هنا تاني تركها واقفة ورحل..أصبح وجه حميدة شاحبا كالأموات بينما عندما خرجت من تيهتها لم تجده أمامها!! تلألأت الدموع بعيناها وركضت باحثة عنه وتخلت عن النظرة المنبعثة من الأعين بأستفسار هذه الأدمع بعيناها.. لا إله إلا الله دخل كل شاب سيارته وانطلق بالطريق دون حديث مع الآخر..بينما ركضت حميدة لخارج الشركة تتعارك مع الوقت لتلحق بيوسف..علها تنظر اليه وتشبع قلبها الذي انشق
شوق ولهفة ولكنه رحل منذ ثوان..وقفت بمنتصف الطريق باكية
وشعور مؤلم بأنها لم تراه مرة أخرى...