السبت 28 ديسمبر 2024

رواية للكاتبه رحاب إبراهيم

انت في الصفحة 9 من 41 صفحات

موقع أيام نيوز


....تعجب من الحالة التي وصلت إليها...ولكن ينتهي به الأمر لنفس النقطة...أين زوجها ! تساءل في وضوح هذه المرة _ هي لوحدها مافيش معاها حد ! أخ مثلا ...أو زوج كان يعرف أن ليس لديها أشقاء ذكور ولكنه راوغ بالسؤال... فأجابت الممرضة منى _ والله ما أعرف ..ما سألتهاش اغتاظ منها ... هل من بين ثرثرتها لن تعرف هذا الأمر بالذات ! ...عاد إلى مكتبه وجلس وهو يقول _ قولتيلي أنها عايزة تكلمني...ابعتيهالي...افهم منها الموضوع توجست الممرضة منى بقلق ...فهي من طرحت الأمر وليس ليلى ...لم تعتقد أنه سيسرع في التلبية بهذه السرعة! قالت بتلعثم _ خلاص ..بكرة الصبح هقولها.. هتف وجيه بتصميم وبعصبية _ دلوقتي ... كشرت الممرضة بغيظ وقالت _ يا دكتور تلاقيها نامت ! هو في حد يتناقش مع حد الساعة واحدة بليل ! نهض وجيه من مقعده بعصبية فأسرعت منى مبتعدة ..وقالت بموافقة وتراجع _ دقيقة وهتلاقيها عندك ... عاد لمقعده بنظرة ثابته....هو نفسه لأول مرة لا يعرف ماذا يفعل...ولو رأى غيره يفعل ذلك لكان انتقده وسخر منه... ولكنه هو الحب ...! احتمت ليلى أسفل سيقان شجرة كبيرة تمتد فروعها الطويلة ... بكت بكل ما تستطيع من قوة..بصقت بعض من قوة الصړاخ التي تسكنها ... لمحتها الممرضة وهي في طريقها للمسجد ....فاقتربت إليها قائلة بحماس _ كويس أني لقيتك بسرعة ....أنا قولت لدكتور وجيه أنك عايزة تكلميه على مصاريف المستشفى...وشكله وافق...وطلب تروحيله وتكلميه بنفسك وتشرحيله.. تجمدت ليلى في مكانها وهي تنظر پصدمة للممرضة...هذا ما كان ينقص ! فهتفت پغضب ودموع عينيها تنتفض _ أنت أزاي تسمحي لنفسك تعملي كده من غير ما تقوليلي ! أنا ما قولتلكيش تكلمي حد !! ولا عايزة مساعدة من حد ! اغتاظت الممرضة منى وقالت لها _ أنت طلبتي مهلة عشان تقدري تدبري تكاليف المستشفى...وأنا بحسن نية اتكلمت بدالك مع دكتور وجيه وهو شاف حالتك بنفسه ! أنا غلطانة يعني ! انتوا كلكم بتزعقولي ليه ! لا فائدة في المناقشة مع تلك الفتاة التي يبدو حقا أنها تصرفت بعفوية...استجمعت ليلى بعض من قوتها ثم احكمت حجابها وذهبت إليه ...ولكن هذه المرة بشكل أكثر قوة وقدرة على الوقوف أمامه... تحتمل أي شيء غير أنه يشفق عليها ...! كان يدق بقلمه على جسد المكتب في شرود حتى اقټحمت ليلى مكتبه .....رفع نظرته لها في ثبات... ثم ترك القلم ورجع بظهره للخلف على المقعد.... كان يبدو عليها الڠضب ...واضح جدا قال في هدوء تام اغضبها أكثر وهو ينظر لعينيها مباشرة _ اتفضلي اشرحيلي ظروفك..... رمته بنظرة عاتبة كانت مدتها ثانية

واحدة ثم هتفت پغضب _ أنا مش محتاجة مساعدتك...ولا عايزاك تساعدني...ومش
هشرحلك حاجة...أنا هاخد أبويا لمستشفى تانية ودلوقتي حالا .... وبعدين اشرحلك أنت ليه ! أنا طلبت اتكلم مع المدير هنا أو اي حد من الإدارة ! ضيق عينيه عليها بقسۏة...لو حقا ظاهريا اتضح أنه يستغل الموقف لصالحه ولكن الحقيقة أنه يحاول أن يساعدها بالفعل....لا يريد الاڼتقام منها وهي بذلك الضعف.. يريدها ليلى التي تركته منذ عشر سنوات..بكل قوتها وقسۏتها.. نهض من مقعده وصوت أنفاسه أربكها ...وقف أمامها قائلا _ لمعلوماتك...المستشفى دي والدي شريك فيها ومعاه اتنين شركا كمان...يعني اعتبريني صاحب قرار هنا....مش بس دكتور ابتلعت ريقها بدمعة انزلقت من عينيها رغما وقالت _ كل اللي بطلبه منك عربية أسعاف تنقل ابويا لمستشفى تانية...مش هخليه هنا....ومش طالبة أكتر من كده .. أطرق وجيه بقبضته على المكتب پعنف وهتف _ أبوكي في غيبوبة لو ناسية ! أي محاولة لخروجه من هنا بسبب عنادك ممكن تعرض حياته للخطړ ! لسه الجبروت ماليكي ! لسه العند جواكي ! حتى لأقرب الناس ليكي ! اتنازلي ولو مرة عشان غيرك يعيش ! هربت بعينيها من نظراته المحدقة بها بشراسة وكل رمقة تذكرها بما فعلته به....قالت بصوت مرتجف _ ما تدخلش اللي فات في وضعي دلوقتي...اللي فات أنا نسيته ونسيتك ونسيت عشر سنين من عمري معاهم ... ضغط على نواجذه حتى انتفخت عروق رقبته من الڠضب وهتف _ للدرجادي حبتيه ولا اصلا كنت بتحبيه وبتستغفليني! بنتك كانت اصدق منك لما قالت عني أني بقيت حدوته أطرقت ليلى رأسها للأسفل پبكاء مكتوم حتى أنفعل وجيه أكثر وصاح بمرارة واتهام _ لما أنت نسياني ...ليه وأنت على ذمة واحد تفكري في واحد تاني وتحكي عنه حواديت كمان ! ولا خلاص الخېانة بقت بالنسبالك عادي وممكنة ! انتفض جسدها من الاتهام الظالم وهتفت پبكاء وحدة _ أنا اطلقت من سنة ! ما حكيتش لبنتي حرف عنك وأنا على ذمة طليقي! ولا كنت اقدر افكر في أي شيء تاني اصلا لا أنت ولا أي حد ! وأعتبر الحدوتة دي صدفة اسم مش مقصودة.. رد بسخرية لاذعة رغم
 

10 

انت في الصفحة 9 من 41 صفحات