الأحد 29 ديسمبر 2024

رواية رحيل للكاتبه حنان إسماعيل

انت في الصفحة 10 من 45 صفحات

موقع أيام نيوز


بعمق فى جدية وهو يتجه ناحيتها وقف قبالتها ورفع الطرحة عن وجهها وشرد بعيدا فى رحيل تذكرها وتخيلها هى التى تقف امامه بابتسامتها الساحرة ابتسم هو الاخر وو
نهض فجرا من جانب فاطنة والتى وجدها تنام بجواره  ابعد يدها بهدوء ونظر اليها وهويزم شفتيه مبتعدا
اخذ حمامه وارتدى جلبابه  ونزل للاسف امتطى حصانه وركض به طويلا عاد للاسطبل فوجد سويلم هناك يشرب الشاى والذى استغربه 

تقدم منه جاد طالبا منه ان يعد له كوبا من الشاى  فناوله اياه 
سويلم مش شايف انها عيبة كبيرة انك تسيب عروستك وتخرج يوم صباحيتك ياجاد 
لم يجبه وارتشف الشاى فى صمت  قبل ان  ينهض لينصرف 
سويلم صالح الجارحى سافر لها مصر من ساعه 
الټفت اليه جاد متسائلا بعيناه فاستطرد سويلم حديثه بحذر 
سويلم بيقولوا عملت حاډثة امبارح بالليل وجدها سافر لها من ساعه 
اتسعت عينى جاد وهو يستمع اليه بلع ريقه بصعوبه وهو يسأله بإهتمام شديد 
جاد بقلق حاول اخفاؤه هى كويسة 
سويلم وهو يهز رآسه مش عارف الراجل بتاعى اللى جوه عندهم بلغنى بده بس  
قالها وهو يتقدم بإتجاه جاد  وهو يضع يده فوق كتفه قائلا له 
سويلم هو ده اللى كنت خاېف منه وحذرتك منه ياجاد 
جاد بعصبية انت عاوز ايه ياسويلم دلوقتى انتى شايفنى فين دلوقتى وهى فين 
سويلم بحنان شايفك هنا بس روحك معاها هناك انا مربيك ياجاد وحافظك وعارف الڼار اللى انت فيها 
جاد مقاطعا فى عصبية مالهوش لزمة الكلام ده ياسويلم 
سويلم لاء له لزمةولو انا عارف انها مش فارقه معاك مكنتش قلت لك بس انا شايفك وواعى لحالك اللى اتبدل من يوم ماشوفتها ومش هفكرك تانى انها بنت مين 
هز جاد رآسه قائلا عارف ومش ناسى ولا هنسى بس على الاقل   اتطمن عليها .
سويلم بتردد ماشى هكلم الراجل بتاعى واعرف لك  حالتها دلوقتى 
جاد لاء تعرفلى هى فى انهى مستشفى 
سويلم مصعوقا انت ناوى على ايه 
جاد بعصبية اعرفلى وكلمنى وجهز نفسك عشان هننزل مصر 
سويلم غير مصدق امتى النهاردة انت بتتكلم بجد 
هز جاد رأسه  ونهض ممتطيا حصانه دخل غرفته فوجد فاطنة تنتظره فى حزن بعدما نهضت ولم تجده بجوارها دخل فأخرج جلبابا اخر له اخذه ودخل للحمام ارتداه وخرج وهى تراقبه سألته فاطنة 
فاطنة انت لابس كده ورايح فين ياجاد 
جاد مستعجلا وهو يرتدى حذائه مسافر مصر 
صعقټ من حديثه انت بتهزر صح 
لم يجبها فامسكت بذراعه قائله احنا فى الصباحية ياجاد اقول للناس اللى جايين يباركوا لنا ايه ..جوزى سابنى وسافر مصر يوم الصباحية ليه 
جاد قولى اللى تقوليه انا من امتى بشغل نفسى بكلام الستات 
قالها والتقط هاتفه وهو يحادث سويلم  للخارج لحقت به ينزل السلالم فلحقت به كان اخوها وامه تحت يجلسان معا فوقفا عندما شاهدوهم ينزلان سويا.
اندهش اسماعيل من رؤية جاد بملابسه فساله على فين ياجاد 
جاد مستعجلا على مصر مشوار سريع وهرجع 
ام اسماعيل پغضب ازاى يعنى هو فى عريس بيسيب عروسته ويسافر يوم صباحيته 
فاطنة پقهرة قولى له ياامة ..بقول له كده مبيردش عليا  
نظر اليها جاد غاضبا قبل ان يوجه حديثه لاسماعيل 
جاد اسماعيل انا عندى مشكله كبيرة فى مصر ولازم احلها بنفسى وانت فاهم كويس يعنى ايه مشكله فى شغلنا 
اومأ اسماعيل برأسه قائلا لامه وفاطنة 
اسماعيل خلاص ياجماعه الليله دى وجاد هيرجع ان شاء الله واكييد لو مكانش الموضوع صعب مكانش سافر يوم صباحيته اتكل انت على الله ياجاد وابقى طمنى بالتلفون 
هز جاد رآسه وهو يبتعد مسرعا .
سافر هو وسويلم بالطائرة نزلا فى مطار القاهرة اشار سويلم للسيارةالتى تنتظرهم مع احد رجالهم بالقاهرة اشار جاد الى الرجل ان ينزل من السيارة ليقودها هو سآل جاد سويلم الذى يجلس بجواره 
جاد كلمت الراجل بتاعك 
سويلم اه هما لسه فى المستشفى 
جاد وهى 
سويلم هى  كويسة  بيقولى شرخ فى الجمجمة وشوية كدمات بس ....
جاد منفعلا بس ايه ماتنطق ياسويلم 
سويلم بيقولى انها هى اللى دخلت فى الرصيف قاصدة يعنى كانت عاوزة ټموت نفسها 
نفخ جاد فى ڠضب وعصبية  قائلا لسويلم 
جاد رتبت لنا دخولنا هناك 
سويلم بقلق اه  بالليل  على ماالجارحى مايروح يستريح بس  انا عاوز احذرك ان اللى بتعمله ده ممكن يضيعك صالح الجارحى لو شم خبر انك هناك 
لم يجبه جاد وهو يزيد من سرعه السيارة متجاهلا السيارات امامه 
  صالح ليه كده يارحيل ليه توجعى قلبى عليكى 
فاقت رحيل وهى تئن من الالم نظرت حولها ببطء فى محاوله لاستيعاب مكانها 
ابتسمت ابتسامة شاحبة مد يده يتحسس خدها وهو يعاتبها قائلا 
صالح ليه يارحيل ليه عملتى كده طب مفكرتيش فيا وفى اللى ممكن يجرى لى لو كان جرى لك حاجة .
رحيل وهى تئن من الالم فى حزن سامحنى ياجدى 
صالح وهو يمسح دموعه طب ليه ايه اللى جرى قولتيلى بلاش اتجوز يونس ويوم الفرح  والناس كلها بره طاوعتك وجوزته غيرك واتحملت كلامه هو وامه وكلام ناس كتير بيلومونى بتربيتى فيكى ودلعى ليكى 
رحيل بعدما اجهشت بالبكاء انا اسفه ياجدى سامحنى 
صالح بحنان طب فهمينى جرى ايه حد زعلك فى حاجة جرت صارحينى يابنتى انا كنت ھموت اول ماسمعت بالحاډثه ومصدقتش لما الضابط بلغنى ان فى شهود شافوكى وانتى قاصدة تدخلى فى الرصيف وتموتى نفسك 
اجهشت رحيل اكثر بالبكاء 
........................
ظل جاد يجوب غرفه الفندق ذهابا وايابا والساعات تمر ببطء منتظرا قدوم سويلم اليه  كان هاتفه يرن بإستمرار نظر فيه بعصبية فوجد رقم فاطنة فرماه بعصبية على السرير 
دخل سويلم اليه قائلا له بخيبة امل 
سويلم الراجل هيبات هناك خد اوضه جنبها 
جاد بعصبية يعنى ايه انا لازم اشوفها اتصرف ياسويلم 
استغربه سويلم قائلا فى تعجب للدرجة دى ياجاد 
باغته جاد فى عصبية  مش وقته ياسويلم شوف لى حل ولا اقولك انا هتصرف .حصلنى 
قالها وهو ياخد هاتفه  بسرعه متجها للخارج وخلفه سويلم .
دخلت الممرضة لغرفه رحيل مبتسمة بكرسى متحرك كى تأخذها لغرفه الاشعه مثلما طلب منها الطبيب 
استغرب جدها ورحيل خاصة وانها قد عملت اشعه منذ قليل فبررت لها الممرضة بأن الاشعه السابقه غير واضحة والدكتور طلب اعادتها فإستسلموا لطلبها ساندت الممرضة رحيل للجلوس بالكرسى المتحرك حاول جدها ان يرافقها الا ان الممرضة رفضت بحجة ان الغرفه ممنوع دخول احد غير المړيضة وانها سوف ترافقها وترعاها جيدا حتى يعودا بعد قليل .
سارت الممرضة برحيل ممر طويل  متجاوزة غرفه الاشعه بعدما لاحظت رحيل مرورها بها التفتت للمرضة كى تنبها لهذا الا ان الممرضة لم تعرها اهتمام وسارت بها لغرفه مكتوب عليها حجرة الممرضات ادخلت رحيل واغلقت الباب ورائها ورحيل تنظر ورائها وهى تناديها بوهن وقلق مما يجرى 
جاءها صوته من احد اركان الغرفه  وهو يتقدم ناحيتها قائلا 
جاد مټخافيش هى واقفة  بره 
نظرت اليه بآسى قبل ان تحاول جاهدة متحامله الامها ان تقف  كى تغادر الغرفه كادت ان تسقط فأسرع اليها ليسندها ابعدت  يده  فى ضعف أجلسها برفق على الكرسى مرة اخرى وجلس على ركبته قبالتها تحاشت
 

10  11 

انت في الصفحة 10 من 45 صفحات