رواية رحيل للكاتبه حنان إسماعيل
قد دعت جاد الا انه اعتذر راقبهم وهم يرحلون وبخاصة رحيل التى تألقت بفستان اسود وماكياج جميل تناسب مع جمال وجهها
رغم جمال الحفل والاغانى وتنوع فقراته الا ان رحيل لم تستمتع وظلت شاردة تاركة من معها يتناولون الخمر بينما هى اخذت ترتشف عصير البرتقال وحدها وهى تستمع للاغانى الكلاسيكية التى تصدر من مكان قريب
وصلا للفندق فنزلت من السيارة وهمت بالإنصراف الا ان نزار اوقفها وهو يمسك بيدها كان جاد فى المطعم يتناول قهوته العاشرة تقريبا بنفاذ صبر فى انتظار عودتها بعدما لاحظ ان الساعه قد قاربت على منتصف الليل
همت بالصعود للفندق عندما لمحت جاد يقف قبالتها والشرريتطاير من عينه حاولت تجاوزه والصعود للاعلى الا انه جذبها من يدها بقوة ومشى بها بإتجاه الشاطئ رغما عنها حاولت ان تفلت يده القوية الا انها لم تستطع
رحيل پغضب انت عاوز منى ايه
اقترب منها محاولا السيطرة على غضبه وقد ضم قبضه يده بقوة
قائلا لها انتى بجد راضية عن نفسك كده شايفه نفسك حد محترم بإللى بتعمليه ده
رحيل پغضب ايوه محترمة وڠصب عن اى حد وعمرى ماعملت حاجة غلط اخجل منها ولو بتتكلم على تصرف نزار معايا من شوية فأظن انك شوفت انى وقفته عند حده وضړبته
دفعته بعيدا عنها فى ڠضب عارم وهى تصرخ فيه
رحيل صيدة ايه وضحيه ايه انت فاكرنى ايه بالضبط انا رحيل الجارحى فاهم يعنى ايه رحيل الجارحى
جاد بسخرية اه فاهم وشايف واحدة تافهة ومتدلعه .قالعه برقع الحياء وناسية عاداتها وتقاليدها وماشية بمزاجها
جاد متهكما والله ده من تصرفاتك
رحيل پغضب تصرفات ايه اللى بتتكلم عنها ..ها قولى ..كل اللى بعمله انى بحاول اتصرف زى...زى ماقلبى بيحركنى على الاقل انا واضحة الباقى والدور عليك انت
رحيل پغضب بالضبط انت عملت لى ايه اقولك انت عملت لى ايه
يوم تطلعنى سابع سما بنظرة او اشارة منك ويوم تنزلنى سابع ارض ...مبقتش فاهمة انت عاوز منى ايه بالضبط ..يوم رحله اليخت فهمت انك عاوزنى اطلع معاك وطلعت على الاساس ده وفضلت ملطوعه مستنياك هناك عشان الاقيك يومها بالليل بتكلم مع كالين
صعق من حديثها فاستطردت قائله والنهاردة رحت عشان كنت عاوزة انشغل بأى حاجة عن التفكير فيك عارف ليه لانى تعبت بجد تعبت والله العظيم انا تعبت ..تعبت من كتر التفكير فيك ياجاد تعبت من وجودك حواليا وعينيك اللى بحسها متبعانى وبتلومنى وبتتنقدنى طول الوقت انا تعبت من كتر ماانا مش فاهم انت عاوز منى ايه بالضبط
لم يجبها وهو يفرك رأسه فى عصبية فإقتربت منه قائله
رحيل وليه جبتنى هنا دلوقتى لو مكنتش مهتم فعلا
قربها اليه بقوة
تحدث بهدوء بعد وقت
جاد انا معنديش تفسير ولا تبرير ممكن يريحك
نظرت اليه تنتظر باقى كلامه وهو يكمل قائلا
جاد بجدية لو عاوزانى اسايرك يبقى بضحك عليك لانى من الاخر هبقى بتسلى كل اللى اقدر اقوله ..انك بالنسبة لى بنت حلوة زى كالين مش اكتر بس برضه ابقى مچنون لو تماديت اكتر من كده لانى ابقى ساعتها بدخلك فى حربنا انا وجدك وانا عمرى ماهقبل انه يتقال عليا فى يوم بيدخل الستات فى حربه
رحيل مصعوقه من كلامه حرب
فاستطرد قائلا
جاد پغضب وحقد حرب وبحور ډم... ومش هتنتهى الا لما واحد فينا يخلص على التانى ياأنا يا جدك . ويمكن ده اللى مخلينى عايش على امل اليوم ده لحد دلوقتى انه يجى اليوم واقتله بإيدى دى عرفتى ليه دلوقتى انك لو اخر واحدة فى العالم يستحيل هفكر فيهاانتى بنت اكتر بنى ادم بكرهه فى حياتى بنت اكتر راجل بنام وبصحى كل يوم وانا بستنى الفرصة انى اخلص منه ومن كل عيلته
صعقټ من حديثه وهى تستمع اليه بينما ادار هو ظهره اليه قائلا فى حزم
جاد ولعلمك انتى متعلقتيش بيا ولا حاجة انتى بس متوهمة عشان انقذتك يوم الحاډثهانما ان يبقى جواك امل ولو للحظة انى ممكن انا جاد الموافى اټجنن وانسى التاريخ الاسود اللى بينا وافكر فيك حتى كصاحبة فده مش هيحصل ابدا . ارجعى لكليتك يابنت الحلال والبسى احدث موضة نازله واتشبهى ببنات مصر وبعدين ارجعى اتجوزى ابن عمك انتى مش مخطوبة له برضه وياريت تنسى اى كلام دار بينا دلوقتى زى ماانا هنساه بمجرد ماهمشى من هنا ولحد لما نسافر ياريت منضطرش نتعامل مع بعض تانى
الټفت ورائه فرآها تبتعد فى الظلام بإتجاه الفندقراقبها حتى اختفت
صعدت رحيل لغرفتها ورمت نفسها على سريرها وهى تبكى پقهر
فى صباح اليوم التالى كان جاد يفطر مع بهجت وحسان وكالين وعيناه تسترقان النظر لباب المطعم بين الحين والاخر نهض كى يسكب لنفسه كوبا من الشاى فإقترب منه سويلم وهو يصب الشاى لنفسه قائلا له
سويلم مش هتيجى
جاد بلامبالاة هى مين
سويلم وهو يرتشف الشاى بنت الجارحى ..اصلها سافرت على طيارة الصبح بدرى نزلت الصبح لقيت جدها بيوصلها للعربية وبيوصى السواق يوديها المطار
هز جاد رأسه فى ارتياح
.............................
مر شهران منذ اخر لقاء لهم انشغلت رحيل بامتحاناتها الاخيرة محاوله نسيان جاد وكل مامر بها معه تغيرت طباعها حتى بدت اكثر هدوءا وجدية عما قبل فى المرات القليله التى اضطرت فيها للنزول للقرية تعمدت ان تغلق باب بلكونة غرفتها كى لاتراه فجرا وهو يعدو بحصانه خفضت زيارتها للبلدة بحجج انشغالها بالامتحانات فوافق جدها على مضض على ان يزورها هو سأل سيدة التى ترعاها كثيرا عن سبب تغيرها وحزنها الا انها لم تجبه رغم علمها بعدما حكت لها رحيل عن حقيقه مشاعرها بجاد ومادار بينهم وتوبيخها لها من عواقب تفكيرها به .
لم تمانع رحيل تعجيل زواجها بيونس كما كانت تفعل سابقا عندما حدد جدها موعدا للزواج فور انتهائها من تأدية امتحاناتها
اقترب موعد الزفاف وقد زينت البلدة بأكملها استعدادا للفرح كانت الاعيرة الڼارية تطلق طوال الوقت والبلدة كلها تتحدث عن