البارت ١١_١٢ من غياهب الأقدار نورهان العشري
هيئة أنهار غزيرة أحرقت جلدها الطري و حفرت وديان من الألم فوق خديها.
كان الجو بديعا و السماء صافيه علي عكس سماءها الملبدة بالغيوم التي مهما امطرت لا تنضب أبدا وكأنها تعاند وهنها الذي تمكن منها ف أعياها و جعلها لأول مرة تستسلم لدوامات سوداء ابتلعتها وكانت هي أكثر من مرحبة بها.
اختارت أن تبقى جالسة مع حزنها علي أن تذهب مع شقيقتها حتى تستنشق الهواء النقي و اختارت أن تبقى حبيسة غرفتها التي شهدت على أكثر لحظاتها ألما و حين كانت غارقه بلحظات حزنها سمعت أصوات هلع في الخارج فتحاملت على نفسها وهبت من مخدعها وقامت بفتح باب الغرفة لمعرفة ما حدث فوجدت الخدم يهرولون هنا و هناك و كان ياسين هو الآخر يهبط الدرج فلحقته قائلة بلهفة
لم يتوقف إنما قال بعجالة
بيقولوا في حريقه في الاسطبل الي ورا و الخيل كلها هربت بره المزرعة..
شهقت پعنف وقد هالها ما سمعت و لكن ياسين كان يهرول إلي الخارج فأتاها صوت قاس من خلفها يأمرها قائلا
ادخلي اوضتك و أجفلي بابك عليك و متخرجيش واصل غير لما نعرفو ايه الي حوصول..
التفتت لتجد عمار الذي كان يطالعها بنظرات تحمل الندم الذي لم يتجاوز حدود شفتيه فلم تجبه بل توجهت الى غرفتها تغلق الباب خلفها و ما أن التفتت حتى تسمرت بمكانها لدى رؤيتها لذلك الظل الضخم الذي يقف أمام باب الشرفة فخرجت منها شهقة قويه حين سمعته يقول بصوت يملؤه الشوق
في البداية تلبسها الخۏف حين رأته ولكن بعد ذلك حل محله شعور من الصدمة حين سمعت صوته و علمت هوية هذا الضخم الذي أضاء نور القمر جانب وجهه الذي اشتاقته بقوة حتى ظنت أنها تتوهم وجوده فهمست باسمه في رجاء أن يكون وجوده حقيقي
سالم..
اقترب منها بخطوات سلحفية تنافي لهفته في رؤيتها و بنبرة معاتبة خاطبها وعينيه تلتهم تقاسيمها الرائعه
كان همسه و عتابه الخاڤت أكثر ما يمكن أن تتحمله في تلك اللحظة فاندفعت العبرات من مقلتيها بغزارة و خارت قوتها ف أوشكت على الوقوع أرضا ولكن ذراعيه القويتين التي احتضنتها بقوة حالت دون ذلك فقامت بډفن رأسها في كتفه تبكي قهرا و ۏجعا و شوقا كان اضعافه بقلبه الذي للمرة الثانيه يحتوي ألمها و يمسد بحنانه چراحها فقد كان وجوده الآن بمثابة معجزة لم تجروء على تمنيها من فرط استحالتها ولكن من تقع بعشق رجل حقيقي يجب أن تعلم بأن المعجزات تتحقق والمستحيل يخر خاضعا أمام طغيان عشقه الجارف..
حاسة بإيه دلوقتي
أجابت دون أن تعي ما تقول
حاسه اني مرتاحه.. و أنت
حاسس اني عايز اقفل عليك هنا و مخرجكيش أبدا.
كان يشير إلى داخل صدره فدغدغت إجابته حواسها و سرت حزمة من المشاعر القوية في أوردتها فاخفضت رأسها تخفي عينيها التي تفضح عشقا فاض به القلب فإذا بيده تمتد أسفل ذقنها ترفع رأسها إليه وهو يقول بخشونة
بلاش تداري عيونك عني دانا جاي مخصوص عشانهم..
اه صحيح. انت دخلت هنا ازاي و ايه اللي جابك اصلا. يعني اقصد جيت ليه . اقصد..
قاطعها نبرته العاشقة حين قال بصوت قوى
جيت عشانك.. عشان اقولك متخلقش الي يبكي وانا عايش على وش الدنيا..
اخترقت كلماته جميع حواسها حتى خدرتها فقالت بهمس
انت عرفت اللي حصل
سالم پغضب نجح في إخماده حتي لا يخيفها
عرفت. و حق القلم اللي خدتيه هيرجع عشرة..
اړتعبت من حديثه فقالت بلهفة
سالم ارجوك اوعي ټأذي حد. عمار معذور أي حد في مكانه كان هيعمل كدا. يعني يشوف بنت عمه واقفه مع واحد..
قاطعها غاضبا
ليه مقولتيلوش أننا مخطوبين. ليه مقولتيش لجدك لما قال اللي قاله
رفعت رأسها تناظره پصدمة فقد كانت تريد اخبارهم بذلك ولكنها كانت خائڤة من مكروه قد يصيبه علي يد احدهم و ايضا تخشى من نوبة عناد قد تجعلها تخسره للأبد ولكنها لم تريد أن تخبره بكل هذا حتي لا تثير حنقه أكثر من ذلك فقالت مخادعة
ماهو انت مكررتش طلبك تاني من وقت اللي حصل. فقلت مينفعش افرض عليك وضع ممكن تكون غيرت رأيك فيه..
لوهلة امتلأ صدره بالڠضب تجاهها ولكنه لاحظ اهتزاز حدقتيها و يدها التي كانت تتحرك بعشوائية وطبقا للغة الجسد الذي يجيدها فقد أيقن كذبها لذا تجاهل منحني الڠضب وقال