الجمعة 27 ديسمبر 2024

البارت ١٩_٢٠ من غياهب الاقدار بقلم نورهان العشري

انت في الصفحة 7 من 15 صفحات

موقع أيام نيوز

اني اقدر اعرف .. لو عايزة رأيي اسأليه دا حقك مدام الموضوع كله يخصك 
ارتسم التصميم علي ملامحها و نبرتها حين قالت 
عندك حق ..
أنهت جملتها وتوجهت رأسا إلى مكتبه و قامت بدق الباب و حين أتاها أمره بالدخول قامت بالدلوف علي الفور وهي تتوجه بخطوات ثابته إليه تشبه نبرتها حين قالت 
عايزة اتكلم معاك في موضوع مهم 
رفع رأسه يطالعها بصمت دام للحظات قبل أن يقول باختصار 
سامعك
ايه حكايه الايميل دا اللي اتبعت من ع اللاب بتاعي دا 
احتدت نظراته لثوان قبل أن يقرر الحديث بصراحه 
من فترة اتعرضنا لعملية ڼصب حد اتعاقد مع شركة ألمانية باسمنا و بعت من علي ايميل الشركه اوردر للمخازن أنها تطلع البضاعة و تمن الصفقة و الفلوس اتحولت علي حسابه و لحد دلوقتي معرفناش مين الشخص دا ..
انكمشت ملامحها بعدم فهم سرعان ما تحول لصدمه ما أن وصل مغزى حديثه الي عقلها و الذي لسوء حظها 
أكدته كلماته حين تابع بخشونة
ايميل الشركه كان مفتوح عندي وعند سليم و عندك! 
تراجعت خطوة للخلف وهي تقول پصدمة 
تقصد ..
قاطعها حديثه الجاف حين اكمل 
مروان فحص التلت أجهزة. اكتشفنا أن الايميل اتبعت من عندك.
كلماته اخترقت قلبها كسهام مشټعلة نفذت إلي أعماقها بقوة آلمتها و تجلي ذلك الألم على وجهها و تقاسيمها التي امتقعت ف خرجت الكلمات من فمها مبعثرة تماما كحالها في تلك اللحظة
انا. انت .. انت.. تصدق .. أن .. انا . اعمل . حاجه . زي دي. أنا . عمرى .. ما ..
قاطعها بلهجته الخشنه و ملامحه التي قست حين رأي ألمها الجلي علي وجهها 
الكلام دا عدي أوانه خلاص ..
بشفاه مرتجفه اجابته
تقصد ايه .. لحظة . انت سألتني عن اللاب بتاعي قبل الفرح .. يعني ..
زفر بقوة قبل أن يعيد كلماته السابقة
قولتلك الكلام عدي أوانه خلاص ..
وصل المغزي خلف حديثه فهو لم يشك بها قط و الا لما تابع مخططه بالزواج منها فتقدمت منه قائلة بحزن 
انت مشكتش فيا اصلا .. أنا متأكدة من دا..
تجاهل ألمه و أجابها بفظاظته المعهودة
طبيعي تكوني متأكدة . ماهو مفيش واحد هيتجوز واحدة شاكك فيها.. والا يبقي غبي ..
كانت تعلم ما يرمي إليه جيدا و قد تعاظم شعور الندم بداخلها علي خطأها الجسيم بحقه و قد هالها نظراته المعاتبة الجريحه فهو لم يشك بها أبدا حتى لو رآي بعينيه وهي التي صدقت كلمات تلك الشيطانة و انساقت خلف مخططاتها بكل غباء . ياليت الزمن يعود إلي ذلك اليوم 
فتنفض كل هذا العبث و ترتمي بين أحضانه ولن تفارقها أبدا ..
اقتربت خطوتين وهي تقول بشفاة مرتجفه 
سالم .. انا عارفه اني غلطت في ..
قاطعها بقسۏة كانت جديدة كليا عليه 
اسكتي يا فرح . 
هبت معانده
سالم .. 
قاطعها بصرامة 
امشي يا فرح 
توقفت إثر اختراق الكلمة قلبها الذي اهتز حين تابع قائلا بجفاء
معنديش استعداد لأي نقاش دلوقتي و مش ضامن نفسي. ولا عايز يطولك أذايا .. فالأحسن تمشي
بشفاه مرتجفه وقلب محترق أجابته بخفوت 
حاضر .. همشي..
لا تعلم كيف جرت قدميها للأعلى ولكنها لم تتوقع أن يطلب منها المغادرة بتلك الطريقه . نعم خطأها فادح و عواقبه وخيمة ولكن طلبه منها بالرحيل كان اقسي ما يتحمله قلبها. جل ما تريده الآن أن تغادر هذا المنزل لأبعد مكان تختفي به لتلعق كبرياءها الجريح و قلبها النازف ..
لا تعلم ماذا كانت تضع بالحقيبة ف عبراتها حجبت الرؤية أمامها و شهقاتها تعالت حتى أنها جذبت أسماع أمينة التي دخلت الي الغرفة لترى ماذا يحدث فتفاجئت بتلك التي تحمل حقيبتها تنوي المغادرة ف استوقفتها قائلة پصدمة 
راحه فين يا فرح 
اجابتها بنبرة جريحه من فرط الألم 
ماشية..
أمينة باستنكار 
ماشيه فين أنت اټجننت 
فرح بنبرة متقطعة من بين شهقاتها 
لا . متجننتش . سالم اللي طلب مني امشي ..
بهتت ملامح أمينة و قالت پصدمة 
ايه سالم الي طلب منك تمشي 
قالي لو مش عايزة يطولك أذايا امشي. امشي يا فرح ..
قالت جملتها الأخيرة و اڼفجرت في نوبة بكاء مريرة رق لها قلب أمينة التي احتضنتها بحنان يتنافى مع تعاظم الڠضب بداخلها وأخذت تربت على كتفها في محاولة لتهدئتها وحين لاحظت سكون جسدها قليلا تراجعت تناظرها وهي تقول بصرامة 
استنيني هنا . و اوعي تفكري تخطي بره باب الأوضاع بالشنطه دي . اللي مش قادر يسيطر على غضبه هو اللي يمشي . معندناش ستات تسيب بيتها ..
اوشكت على مقاطعتها ف ڼهرتها أمينة پغضب 
ولا كلمه . استنيني هنا..
في الأسفل كان يشعر وكأن الكون كله يضيق به . التنفس كان ثقيلا للحد الذي جعله يقوم بفك ربطة عنقه و حل أزرار قميصه ليستطيع الأكسجين المرور إلى رئتيه التي كادت أن ټنفجر

انت في الصفحة 7 من 15 صفحات