امبراطوريه الرجال بقلم رحاب إبراهيم
السبب اللي جمعنا عشانه عشان نرتب كلامنا معاه.. اغلق جاسر الباب بحدة ثم جلس على أحد المقاعد بالريسيبشن واضعا ساق على ساق وهو يشعل أحد سجائرة وقال هيكون عايز ايه يعني !! اكيد محاضرة هابطة من محاضراته وبعدها كل واحد يرجع لحاله تاني.. تعصب يوسف من هدوء جاسر وقال أنت هتفضل كده لحد أمتى! تعجب جاسر وقال بسخرية _ ده على أساس أنك احسن مني! ما الحال من بعضه يابن عمي !! لا انت بتحب شغل الشركة ولا انا ولا حد فينا احنا الاربعة بيحب يشتغل مع عمك في مكان واحد...عمك عايز يدفنا بالحياة زي ما ډفن نفسه في الشغل..عايزنا نسخة مكررة منه بس أنا عن نفسي مش مستعد.. قال يوسف بغيظ بس مستعد تبقى كل يوم مع واحدة!! مستعدة تفضل في القذارة دي!! محدش قالك ابقى زيه بس ماتبقاش أسوء منه وتاخد مبرر لنفسك أنك تفضل في المستنقع ده!! نهض جاسر والقى سيجارته بعصبية بالمطفأة وهتف مستنقع!! انا كبرت لقيت ابويا كده كنت بشوفه بعيني وهو بيجيب كل يوم واحدة في البيت وامي مريضة مش حاسة بحاجة!! ولما عرفت سابته وسافرت..والعيلة كلها سافرت وراها عشان تقنعها ترجع بس القدر كان اسبق من الجميع والطيارة اڼفجرت بيهم كلهم وهما راجعين..مالحقش يصلح شكله في عنيا.. اقترب منه يوسف وربت على كتفه بمحبة انت بتعاقب نفسك يا جاسر عشان انت اللي قلت لوالدتك وانت السبب في سفرها..بس ده قدر...ما تحملش نفسك ذنب ماعملتهوش! تنهد جاسر بضيق شديد وهز رأسه كأنه ينفض هذه الذكريات عن رأسه وقال بقولك ايه انا مرتاح كده..انت عايز ايه دلوقتي تنفس يوسف بيأس وقال تعالى معايا القصر..رعد هيجي بدري انا اتفقت معاه..وآسر هدور عليه لحد ما الاقيه.. خرجت توتو من الحجرة بعدما ارتدت ملابسها مرة أخرى وقالت لجاسر لما اوصل هتصل بيك يا حبيبي..هتوحشني أوي رمته بقبلة بالهواء ثم خرجت من الشقة دون أن تلتفت ليوسف أو يلتفت لها..صمت يوسف حتى خرجت فقال بتعجب أنت بتعجبك الأشكال دي أزاي! أنا بشوفها بقرف! تعجب جاسر وقال بسخرية أنت آخرك ابن حميدو اللي مش بتفارقه قال يوسف بحدة مالكش دعوة بيها يا جاسر..حميدو صاحبي أنا وبس رمقه جاسر بسخرية وقال متوجها لغرفة النوم _ خليك هنا على ما اغير هدومي.. بالقصر.. يقف على أعلى قممه..يشعل كومة من الخشب لتلتهب النيران بالسنة ادخنة مشټعلة..ويتذئكر ذلك الصوت الحزين لآخر شيء قاله والده قبل أن يسافر تلك السفرية اللعېنة _ عملت المستحيل عشان اخلي أمك تحبني ومعرفتش يا آسر ياريتني ما حبيتها كل الحب ده..اوعى تحب يابني عشان ماتبقاش زي أبوك..اتجوز اللي تجري وراك وبتحبك بس ما تحبهاش أنت عشان ما تحسش بالعڈاب اللي انا حاسه..أو ما تحبش خالص احسن.. تفاجئ آسر وهو ينظر للنيران المتقدة بأيادي على كتفه فاستدار بدهشة ليجد يوسف وجاسر ينظران له بقوة...ارتبك آسر واخفى دموع عيناه سريعا فقال يوسف پألم _ احنا هنفضل كده لحد امتى كل واحد مش عارف يخلص من عقدته ولا عارف يعيش حياته!! بقينا عاملين زي الۏحش الغني المسجون في قصره لا حاسس بغنا ولا بحرية والكل بيحسده !! قال جاسر مغيرا دفة الحديث _ بلاش كأبة بقى !! تعالوا نشرب فنجانين قهوة على ما رعد يجي..بقالنا كتير ما اتكلمناش يا شباب..قعدتوا منيلة بس بحبكم ياكلاب.. ابتسم يوسف وقال _ عمي وجيه اكيد محضرلنا مفاجأة في اجتماع بكرة تعجب آسر من الأمر وردد باستغراب اجتماع لينا!! أومأ يوسف بالإيجاب وقال _ بالضبط..واكيد ده عشان اهمالنا في الشغل وبصراحة عنده حق احنا اقل واحد فينا عنده ٢٩ سنة ولحد دلوقتي مافيش واحد مننا قادر يعتمد على نفسه!! عشان كده جمعتكم النهاردة ونشوف هنقوله ايه بكرة..على ما يوصل القصر هنكون اتفقنا.. بأحد الأحياء الشعبية التي يركض الصغار خلف بعضهم بلهو مرح ويمررون الكرة بين اقدامهم الصغيرة..عادت حميدة لمنزلها البسيط ليهتف أحد الصغار ليغيظها _ أبرة طايرة في السمااا وحميدة ام كحلة هتتعمى تعالت ضحكات الصغار عليها مرددين..استدارت حميدة بغيظ وصاحت به لم نفسك يابو قردان أنت احسن اسرحلك شعرك بالشبشب..ولا اجيبلك سقراط أخويا يلمك نظر الصغير لها پخوف على ذكر ذلك البلطجي الصغير المسمى بسقراط وهو طفل لم يتعدى الثالثة عشر عاما ولكنه يفرض سيطرته على جميع صغار المنطقة..عادت وهي تتمتم بالشتائم فما كان ينقصها سوى هؤلاء الصغار أيضا... دلفت لمنزلها وكأنها تركض لتجد جدتها تقبض على هون معدني من النحاس وتصحن بمطرقة حديدية وجالسة على الأرض على كليم أزرق..هتفت حميدة بعصبية بطلي بقى يا ستي صحن الكحل وتفرقيه على ستات الحته ! العيال الصغيرة بقت بتعايرني اكمن اسمي على اسمك ! رفعت الجدة حميدة رأسها الملثم بقماشة سوداء سميكة وقالت مالك
يابت داخلة ونافشة
ريشك علينا ليه!!