سلف ودين بقلمي أمل مصطفي
سلف ودين
البعض يعتبر تضحيه الأم والتنازلات التي تقوم بها حق مكتسب فيتمادي ليصبح الشخص الأسواء في العائله
الأم تعطي وتفرط في حقوقها من أجل أبنائها بحب ورضي وليس ضعف فرحموا قلوب أمهاتكم
حتي لا يغضب أو يحزن هذا القلب لتصبح حياتكم عيشة ضنكا
عاد محمد من البحر بعد غياب عشرون يوما
والاطمئنان جلس يشكو لها ضيق الحال وأنه رغم تعبه في تلك الأيام لم يجبر إلا بالقليل وكيف
يستطيع سد حاجة بيته بذلك المبلغ البسيط
تأثرت الأم كثيرا وظلت تصبره وتدعوا له بسعة الرزق
بعد صعوده جلست تبكي علي حال إبنها يوجد علي عاتقه خمسة بنات بأعمار متفاوته
صعد السلم حتي وصل باب منزله
استقبلته زوجته حنان بفرحه كبيره
كان يحدثها في الهاتف قبل رجوعه وأخبرها أن الله رزقه من وسع وسوف يعطيها
كل ما يرضيها هي وبناتها
أخذت منه شنطه بها بعض أنواع السمك التي وضعها علي السلم قبل دخوله لأمه حتي لا تراها
طلب من زوجته أن تضع له الطعام وبعد ذلك تحضر له الحمام لكي يستريح من تعب البحر
بعد وقت قصير خرج من الحمام
وجد زوجته تنتظره علي احر من الجمر لأخذ ما تريد
هتفت بنعومه خير يا أبوالبنات بجد هتعطيني الفلوس أجيب هدوم للبنات وأفسحهم
قبل جبينها طبعا كل اللي نفسكم فيه هاتوه
ثم ناولها المال الذي يكفيهم .
أخبرت بناتها بأن يستعدوا بعد المغرب للذهاب لشراء كل ما ينقصهم
نزل هو بعد خروجهم بساعه في طريقه إلي القهوه مر علي أمه
التي الحزن علي حاله منذ صعوده وجدها تخرج له بعض المال بحنان خد يا حبيبي أنا عارفه أنه مبلغ صغير بس ده اللي فضل من المعاش والمبلغ ال أختك بتبعته كل شهر
أصل العلاج بتاعي غالي
مد يده وأخذ منها المال وهو لا يستحي من نفسه
واستمر في إستغلالها رغم عدم حاجته
وبعد مرور سنوات مرضت الأم وأصبحت في حاجه ضروريه لإجراء عمليه شارك أولادها جميعا في جمع مال العمليه
ماعدا محمد الذي جلس جوارها في غياب أخيه يشتكي لها ضيق الحال وأنه لو يستطيع لانفق ما معه من أجلها
بعد رجوع إبنها الكبير من زيارة الطبيب ليحدد ميعاد العمليه
وبررت كلامها بأنه
يعمل بذراعه عند الناس وډخله بسيط لا يكفي حاجته
ليهتف عمر ابنها الكبير بتعجب من الذي تتحدث عنه
علم ماذا يفعل أخيه الخبيث مع أنه الحنونه
أردف بسخريه عن أي دخل بسيط تتكلمي يا أم عمر
إن دخل محمد في كل سرحه كبير لو قام بتوفير
ربع ډخله لأصبح من أصحاب الأملاك
لكنه لا يحمد ربه وزوجته لا تعمل حساب الأيام
وأنه لن يظل بصحته للأبد فمن منا يضمن المال والصحه
حزنت الأم بشده لأنه دائما يستغلها ويأخذ ما معها من مال لكنها لم تظهر تلك المشاعر أمام إبنها الكبير حتي لا يعلم خسة أخيه
هتفت لنفسها كله سلف ودين
توفت الأم بعد العمليه
وبعد مرور الأشهر حدث لإبنها حاډثه شنيعه
فقد قطع له الواير يده (سلك سميك في المركب )
جلس في البيت عاجز أخوانه لم يتركوه
وتطوعوا بمرتب شهري له
تجنبته زوجته وبناته وكأنه غير موجود
أشتغلت أبنته الكبري والبنت الوسطي حتي
يجهزوا أنفسهم كانوا يرجعوا من عملهم بالكثير من شنط الفاكهة والحلويات ويدخلوا بها غرفهم دون أن يعيروه أي إهتمام وإذا سال عن المال
تتحدث له أبنته الكبري بجفاء
وترفض إخباره
وفي يوم هتف بعصبيه
أنا والدكم ومن حقي معرفة كل شيء عنكم
كان رد أبنته الكبري قاسې وهي تتحدث له
لقد ضاع هذا الحق منذ أن كنت تطلب منا الصعود بشنط الطعام والفاكهة في الخفاء حتي لا ترانا جدتنا
بكي بقوه عندما تذكر ما كان يفعله بأمه وعلم أنه حان وقت دفع ما جنت يداه
أمل مصطفي