الثلاثاء 24 ديسمبر 2024

سلف ودين بقلمي أمل مصطفي

موقع أيام نيوز

سلف ودين

البعض يعتبر تضحيه الأم والتنازلات التي تقوم بها حق مكتسب فيتمادي ليصبح الشخص الأسواء في العائله 
الأم تعطي وتفرط في حقوقها من أجل أبنائها بحب ورضي وليس ضعف فرحموا قلوب أمهاتكم 
حتي لا يغضب أو يحزن هذا القلب لتصبح حياتكم عيشة ضنكا 
عاد محمد من البحر بعد غياب عشرون يوما  

مر علي أمه إبتسمت له بسعاده وبعد السلام

والاطمئنان جلس يشكو لها ضيق الحال وأنه رغم تعبه في تلك الأيام لم يجبر إلا بالقليل وكيف

يستطيع سد حاجة بيته بذلك المبلغ البسيط

تأثرت الأم كثيرا وظلت تصبره وتدعوا له بسعة الرزق 
بعد صعوده جلست تبكي علي حال إبنها يوجد علي عاتقه   خمسة بنات بأعمار متفاوته

صعد السلم حتي وصل باب منزله

استقبلته زوجته  حنان بفرحه كبيره

كان يحدثها في الهاتف قبل رجوعه  وأخبرها أن الله رزقه من وسع وسوف يعطيها 
كل ما يرضيها هي وبناتها

أخذت منه شنطه بها بعض أنواع السمك التي وضعها علي السلم قبل دخوله لأمه حتي لا تراها

طلب من زوجته أن تضع له الطعام وبعد ذلك تحضر له الحمام لكي يستريح من تعب البحر

بعد وقت قصير خرج من الحمام 
وجد  زوجته تنتظره علي احر من الجمر لأخذ ما تريد 
هتفت   بنعومه خير يا أبوالبنات بجد هتعطيني الفلوس أجيب هدوم للبنات وأفسحهم

قبل جبينها طبعا كل اللي نفسكم فيه هاتوه 
ثم ناولها  المال الذي يكفيهم .

أخبرت بناتها بأن يستعدوا بعد المغرب للذهاب لشراء كل ما ينقصهم

نزل هو بعد خروجهم بساعه  في طريقه  إلي القهوه مر علي أمه 
التي  الحزن علي حاله منذ صعوده وجدها تخرج له بعض المال بحنان خد يا حبيبي أنا عارفه أنه مبلغ صغير بس ده اللي فضل  من المعاش والمبلغ ال أختك بتبعته كل شهر

أصل العلاج بتاعي غالي

مد يده وأخذ منها المال وهو لا يستحي من نفسه

واستمر في إستغلالها رغم عدم حاجته

وبعد مرور سنوات مرضت  الأم وأصبحت  في حاجه ضروريه  لإجراء عمليه شارك أولادها جميعا في جمع مال العمليه 
ماعدا محمد الذي جلس جوارها في غياب أخيه يشتكي لها ضيق الحال وأنه لو يستطيع لانفق ما معه من أجلها

بعد رجوع  إبنها الكبير  من زيارة الطبيب ليحدد ميعاد العمليه 

طلبت منه أمه برجاء عدم طلب المال  من أخيه لضيق حاله
وبررت كلامها بأنه 
يعمل  بذراعه عند الناس وډخله بسيط لا يكفي حاجته

ليهتف  عمر ابنها الكبير بتعجب من الذي تتحدث عنه
علم ماذا يفعل أخيه الخبيث مع أنه الحنونه 
أردف بسخريه عن أي دخل  بسيط تتكلمي يا أم عمر  
إن دخل محمد في كل سرحه كبير لو قام بتوفير 
  ربع ډخله    لأصبح من أصحاب الأملاك
  
لكنه لا  يحمد ربه  وزوجته لا تعمل حساب الأيام 
وأنه لن يظل بصحته للأبد فمن منا يضمن المال والصحه

حزنت الأم بشده  لأنه دائما يستغلها ويأخذ ما معها من مال لكنها لم تظهر تلك المشاعر أمام إبنها الكبير حتي لا يعلم خسة أخيه  
هتفت  لنفسها كله سلف ودين  

توفت الأم بعد العمليه

وبعد مرور الأشهر حدث لإبنها حاډثه شنيعه  

فقد قطع له الواير يده (سلك سميك في المركب ) 
جلس في البيت عاجز  أخوانه  لم يتركوه 
وتطوعوا  بمرتب شهري له

تجنبته زوجته وبناته وكأنه غير موجود

أشتغلت أبنته الكبري والبنت الوسطي حتي  

يجهزوا أنفسهم كانوا يرجعوا من عملهم  بالكثير من شنط  الفاكهة والحلويات ويدخلوا بها غرفهم دون أن يعيروه أي إهتمام  وإذا سال عن المال 
تتحدث له أبنته الكبري بجفاء 
وترفض إخباره

وفي يوم هتف بعصبيه 
أنا والدكم ومن حقي معرفة كل شيء عنكم

كان رد أبنته الكبري قاسې وهي تتحدث له  

لقد ضاع  هذا الحق منذ أن كنت تطلب منا الصعود بشنط الطعام والفاكهة في الخفاء حتي لا ترانا جدتنا 
بكي بقوه عندما تذكر ما كان يفعله بأمه  وعلم أنه حان وقت دفع ما جنت يداه

       أمل مصطفي