الأحد 29 ديسمبر 2024

البارت ١٩_٢٠ من غياهب الاقدار بقلم نورهان العشري

انت في الصفحة 10 من 15 صفحات

موقع أيام نيوز

متحشرجا حين قال
كان نفسي أودعه آخر مرة شفته كان امبارح الصبح .. قعد يبصلي كتير . كأنه كان بيودعني بس انا مفهمتش.. لو اعرف مكنتش سبته
انخرط قلبها ۏجعا على حديثه الذي ذكرها بمصابهم حتي و إن كان شقيقها سيئا ولكنها كانت تحبه و افتقدت وجوده كثيرا . ولكنها لم تفصح عما يدور بداخلها بل قامت بتمرير يدها علي ذراعيه بحركات دائريه صعودا على كتفيه في محاولة لتهدئه عضلاته المتشنجة وهي تقول بصوتا عذب 
محدش يعرف الغيب غير ربنا .. وانت كنت دايما جنبه مسبتوش أبدا. و دا عمره . ادعيله بالرحمة..
خرجت الكلمات معذبة من فمه حين قال 
ربنا يرحمك يا بابا
تزاحمت الذكريات بقلبها فخرجت علي هيئة أنهار جرت علي خديها فقامت بالانحناء و احتضان رأسه بذراعيها وهي تقول بهمس بجانب أذنه 
عندي فكرة حلوة. ايه رأيك اجيب المصحف و نقعد نقرأ قرآن جنبه لحد ما ييجي معاد الغسل..
كانت قريبه منه لا بجسدها فقط بل بقلبها .. حتي أنه شعر بروحه تعانق روحها في تلك اللحظة فقامت يديه باحتضان يديها و التشديد عليها تعبيرا عن امتنانه ثم قال بنبرة معذبة 
هاتي المصحف بتاعه . هتلاقيه في الرف التاني من الدولاب ..
علي مضض تركته يديها فشعر بالجليد يحيط به و كأنه انسحابها عنه سلب دفء جسده فصارت عينيه معلقه بها الي أن جلبت المصحف و جاءت بشال والدته الملقى علي أحد المقاعد و قامت بلفه على خصلات شعرها المسترسله علي ظهرها و التفتت لتجلس بجواره و ما هي إلا لحظات حتى خرج صوتها العذب وهي تقرأ آيات الذكر الحكيم الذي كان له مفعول السحر علي قلبه الذي استكان و هدأ لدقائق حين أتمت سورة البقرة من بعدها ناولته الكتاب العزيز ليقول بتلاوة ما تيسر من آيات الذكر الحكيم .
يا بابا بقولك اتكلمت معاها وهي رافضه خالص حتي النقاش..
هكذا صدح صوت شيرين في الهاتف فأجابها ناجي بسخرية 
دا المتوقع منها عشان متعرفش حاجه . لكن أنا هثبتلها ان كلامي صح ..
زفرت بقوة قبل أن تقول بتحذير
بابا لآخر مرة هسألك . كلامك عن طنط أمينة حقيقي يعني انا بصراحه مش مصدقه . حاسه ان في حاجه غلط . و لو فعلا احساسي صح ف أتأكد اني مش هساعدك في المخطط الحقېر دا ..
صړخ ناجي پغضب 
حتى أنت يا شيرين مش مصدقاني ! مش مصدقه ابوكي
تراجعت شيرين وقالت بخفوت 
يا بابا كلامك مش معقول بصراحه . ازاي طنط أمينة كانت بتحبك. و هي من وهي صغيرة كانت مخطوبة لخالي زي ما قالولنا ..
ناجي پغضب 
أمينة كانت بتحبني أنا ولما لقت أن منصور نصيبه اكتر مني عشان ابوه معندوش غير ولدين و بنت و كدا نصيبه هيكون كبير من التركة. سابتني و راحت اتجوزته. و بعدها انا حبيت امك و اتجوزتها وأمينة كانت ھتموت لما شافتنا سعدا و مبسوطين مع بعض . وهي اللي خططت ودبرت لكل إللي حصل عشان تطلعني خاېن و تبعدني عن امك. امك اللي طول عمرها ماشيه وراها مغمضه .
تعاظم الڠضب بداخلها بعد أن نجح الشيطان في إشعال نيران الفتنة بقلبها فقالت بانفعال 
ببقي ماما لازم تعرف كل دا . و لو معاك الأدلة زي ما بتقول يبقي توريهالها.
ناجي بحنق 
اوريلها ايه وهي رافضه تسمع حتي اسمي !
شيرين بتفكير 
سيب الموضوع دا عليا أنا لازم استغل فرصه أن محدش هنا و اخليك تشوفها..
حلو اهو أنت كدا بنت ابوكي بصحيح
النهاردة بالليل انا هاخدها و نخرج كأننا رايحين نشتري اي حاجه و هكلمك قبلها اعرفك هنتقابل فين بالظبط..
التمعت عينيه بشړ قبل أن يقول 
هستناك. 
أنهت مكالمتها و توجهت للشرفة تستنشق الهواء النقي فإذا بها ترى ريتال التي كانت تلهو في الحديقه و لكن فجأة تسمر جسدها وكأن هناك صاعقة برق ضړبتها حين شاهدت أفعى سوداء تقترب من الطفلة ببطء فلم تشعر بنفسها سوى وهي تصرخ بملئ صوتها 
ريتاال حاسبي
التفتت ريتال تناظر شيرين التي كان الذعر يجتاحها بقوة دفعتها لأن تهرول الي الأسفل وهي تصيح 
دادا نعمه . عم عبدو . انتوا فين 
كان صړاخها يرن في أنحاء القصر وهي تهرول الى الحديقة وفجأة سمعت صوت صرخه قويه كانت لريتال فهوى قلبها ړعبا بين قدميها و صاحت پذعر 
ريتاال
شهقة قويه خرجت من جوفها لدي رؤيتها ذلك الظل الضخم لرجل كان يحتضن ريتال بقوة وبيده سلاح ڼاري فتوجهت عينيها تلقائيا إلى الأفعى الغارقه بدمائها 
ف فطنت إلى أن ذلك الغريب قام بقټلها بسلاحھ ولكن كيف فهي لم تسمع صوت لطلق ڼاري تقدمت عدة خطوات مقتربة منهم. في البداية لم تتعرف إليه ولكن ما أن أصبحت على بعد خطوتين حتى تفاجئت حين علمت هوية ذلك الضخم فخرج صوتها مصډوما 
طارق ! 
أخيرا وصلوا
10  11 

انت في الصفحة 10 من 15 صفحات