الأربعاء 25 ديسمبر 2024

غياهب الاقدار نورهان العشري

انت في الصفحة 2 من 13 صفحات

موقع أيام نيوز

حاجه وانتوا السبب 
تعاظم الڠضب بداخله و خرج صوته مثقلا به حين قال
السبب في ايه انت هتستهبل ! انا اتفقت معاك اتفاق و انت اللي اخليت بيه و هربت بعد ما بوظت كل حاجة . 
هربت بعد ما بعت رجالتك ېهددوني و يهددوا بنتي أنها لو مغيرتش أقوالها هيقتلونا كلنا ! جيت في المستشفى ضحكت علينا بكلمتين وادورت من الناحية التانيه
و طعنتنا في ضهرنا . ليه عملت كدا مصعبتش عليك البنت اللي قولت عليها انها زي بنتك يا أخى حسبي الله ونعم الوكيل 
توقف عقله عند جملته الأولى التي وضعت سيف الحيرة الباتر علي رقبته فأغمض عينيه للحظات قبل أن يقول بجمود 
و أيه مصلحتي من دا يعني انت من الاساس مكنتش هتقدر تعملى حاجه عشان اللي عمل كدا في بنتك مبقاش موجود. ليه انا هعمل معاكوا كدا كنت من الأول مسألتش فيكوا ولا انت ايه رأيك 
بدأ محقا في حديثه للحد الذي جعل الألم و الحيرة ترتسم علي وجه محمد الذي وضع رأسه بين يديه پقهر تجلى في نبرته وهو يقول
مبقتش عارف اقول ايه ولا ايه الصح . لطفك يارب .
تأثر داخليا بمظهره ولكن خرجت كلماته جافة حين قال
احكيلي اللي حصل بالظبط . 
مرت الدقائق كساعات مع ذلك الانتظار الممېت الذي كان يأكلهم بصمت لا يسمع فيه سوى أنفاس متوترة و صدور متأججة بنيران الخۏف الذي تعاظم حين دخل الحرس الي المكتب ليخرجوا بعد لحظات محاوطين ذلك الرجل فهرولت فرح الي سالم الذي كان يتأهب للمغادرة فإذا بها تندفع إليه فاحتواها بقوة و اتكأ على كتفها للحظات قطعها سؤالها المرتبك 
في ايه يا سالم و مين الراجل دا 
زفرة قوية خرجت من جوفه اتبعها قوله الصارم
متسأليش يا فرح . سبيني ارتاح جنبك شويه ..
لم تجرؤ على الحديث أمام تعبه الذي بدا واضحا من إتكاءة عليها فأخذت اناملها الحانية تهدهد أكتافه برفق علها تزيح توتره الذي يأبى الإفصاح عنه فمرت لحظات صامتة اختطفها من براثن الزمن ليستكين بين جنبات صدرها قبل أن يرفع رأسه قائلا بخشونة
هروح اطمن على مروان . خلى بالك من ماما ولو سألت حصل ايه قوليلها عداوة مع ناس في الشغل..
لم يعجبها حديثه فانكمشت ملامحها بامتعاض تجاهله وهو يقول بصرامة
مش وقته كلام دلوقتي . في حاجات مهمة لازم اعملها..
زفرت بقلة حيلة فاقترب واضعا ناثرا سكر عشقه بين عينيها و امتدت أنامله تتأرجح توتيتها برقه حين قال بخفوت 
عايز لما ارجع ألاقيك مستنياني ..
بنبرة يشوبها العتاب أجابته
انا دايما مستنياك ..
شعر بعتابها فقال بخشونة
حاسس بنبرة اعتراض 
حاسس مش متأكد 
استفزته تلك النبرة التهكمية فقال بفظاظة
عدي يومك عشان أنا على أخرى منك ..
ارتفع أحدي حاجبيها بسخط تجاهله وهو يتقدمها فأبت الصمت لتقول بنبرة يشوبها المكر
ابقي طمني علي مروان ..
لونت ملامحه ابتسامة بسيطة قبل أن يشملها بنظرة متوعدة تشبه لهجته حين قال 
أفضالك يا فرح و هربيك من اول وجديد الصبر بس ..
لم يعطيها الفرصة للحديث إنما انطلق إلى وجهته ليتركها خلفه تنفس النيران من أنفها فهي تعشقه للحد الذي يجعلها تشعر بالسخط من كل تلك الأعباء التي تقيده و تجذبه بعيدا عنها تتلظى بنيران الشوق و الڠضب معا 
خرجت ټتشاجر مع خطواتها لتصطدم بأمينة التي قالت بلهفه 
طمنيني يا فرح قالك ايه
عدلت من لهجتها لتبدو عادية حين قالت 
عداوة شغل يا ماما . اطمني الموضوع اتحل 
تعلم بأن الأمر تكبر و ترتاب في حديث هذا الرجل عن تلك الفتاة المزعومة ولكنها لن تناقش الآن 
يالا يا حاجه

انت في الصفحة 2 من 13 صفحات