الخميس 26 ديسمبر 2024

دواعي امنيه مشددة الجزء الأول بقلم منال سالم

انت في الصفحة 5 من 81 صفحات

موقع أيام نيوز


متخيبش ظني فيك لأني متوقع إنك تعمل المطلوب وزيادة وخصوصا إنك أثبت مهاراتك وتفكيرك السريع في ليبيا وكينيا
تقوس فمه بإبتسامة مغترة وهو يهمس لنفسه 
دي أقل حاجة عندي !
سأله هو بإستغراب 
بتقول ايه 
رد بإرتباك قليل 
هاكون عند حسن ظن سعادتك
أشار له بإصبعه وهو يقول محذرا بلهجة شديدة 
ده المتوقع كذلك التقييم سري لأنه لو اتعرف فرصتك هاتروح وهتخسرها وإنت عارف إن المنافسة قوية

اطمن يا فندم محدش هايعرف ده مصيري متوقع على التقييم ده !
عظيم عاوزك تجهز نفسك وتطلع على المطار في الميعاد ده تستقبلها
أوامرك يا باشا
ثم مد الفريق ضياء يده بورقة مطوية وأكمل قائلا 
دي ورقة فيها بياناتها اكتب اسمها عشان لما تستقبلها لأنك مش هاتكون عارف شكلها
تناول هو الورقة منه وألقى نظرة سريعة على محتواها وتبدلت تعابير وجهه للصدمة وتسائل بقلق 
هي بالانجليزي الورقة دي
رد عليه الفريق ضياء متساءلا 
عندك مشكلة فيها 
تنحنح بحرج وهو يرد بإقتضاب 
لأ
ثم غمغم مع نفسه قائلا بتحسر 
انجليزي يا مرسي باين كده من أولها إن أنا بخ خلاص من الليلة كلها !
أضاف الفريق ضياء قائلا بنبرة عادية 
مسعد ماتنساش تلبس بدلة وإنت رايح هناك مش لازم ميري في المطار !
انتبه له مسعد ورد عليه بجدية 
حاضر يا فندم
ثم نهض عن مقعده وأدى له التحية العسكرية مجددا 
أنهى الفريق ضياء حديثه بإبتسامة متفائلة وهو يقول 
أنا حاطط أمل كبير عليك وبأنبه عليك للمرة الأخيرة موضوع التقييم سري !
حرك مسعد رأسه بخفة وهو يرد عليه 
تمام معاليك
ثم تحرك في إتجاه الباب وهمس لنفسه برجاء وهو يدس الورقة في جيبه 
يا رب صبرنا وربحنا وبين عبادك ما تفضحنا !!

في منزل مسعد غراب 
انتهت السيدة صفية من مسح الصالة الخارجية لمنزلها وأسندت الممسحة والدلو بجوار باب المنزل  ثم تحركت في اتجاه المطبخ لتكمل طهي الطعام بعد أن رفعت صوت التلفاز 
توهمت ابنتها إيناس أنها سمعت صوت قرع الجرس ولم تضع في إعتبارها أنه منبعث من التلفاز فركضت مسرعة نحو الباب ولم تنتبه إلى الأرضية المبتلة فإنزلقت قدمها وسقطت على وجهها وهي تصرخ متأوهة من الآلم 
جاءت والدتها على إثر صړاخها ولطمت على صدرها وهتفت مصډومة 
يا لهوي مالك يا نوسة 
فركت إيناس ظهرها وتأوهت بصوت مكتوم وهي تجيبها 
آآه مش تقولي يا ماما إنك ساقية الأرض مياه !
سألتها والدتها بفتور 
هو انتي وقعتي 
تعجبت إيناس من سؤال والدتها الأغرب وردت عليها متهكمة 
لأ كنت بأعمل أمبليه !
ڼهرتها صفية قائلة بحدة 
يا بت اتعدلي وانتي بتتكلمي آآخ ياما نفسي ربنا يهديكي وتتشال الحتة الزيادة دي من لسانك
مدت يدها للأمام وهتفت بتذمر 
طب خدي بإيدي وساعديني
لوحت لها والدتها بذراعها وردت عليها وهي تتحرك مبتعدة 
أنا مش فايقة للدلع بتاعك ده أنا ورايا طبيخ قومي لوحدك
ضغطت إيناس على شفتيها بغيظ وهتفت متبرمة 
ماشي يا ماما براحتك بس افتكريها !
في نفس التوقيت فتح باب المنزل وولج مسعد إلى الداخل وهو يحمل حقيبة صغيرة على ظهره 
تفاجيء بوجود أخته الصغري ممددة على الأرضية فهتف متعجبا وهو يرفع حاجبه للأعلى 
نوسة !
ثنيت إيناس ركبتها وردت عليه بإبتسامة 
مسعد حمدلله على سلامتك
سألها مستفهما وهو يغلق الباب خلفه 
ايه يا بنتي مالك فارشة في الأرض كده ليه 
ردت عليه مازحة 
كنت بأقوم بدور الفالة الخرقة 
حرك رأسه بإيماءة خفيفة وهو يقول 
ماشي
تقوس ثغرها بإبتسامة ماكرة فقد دار في عقلها فكرة ما عابثة مثلما تقرأ في الروايات وتشاهد في الأفلام 
فكرت هي في الإستعانة بقوة أخيها في حملها لذا هتفت بلا تردد أو أدني تأخير 
ما تعمل فيا معروف يا مسعودي وتشيلني زي الأفلام لأحسن رجلي مش قادرة منها !
رد عليها مسعد بفتور وهو يبتسم لها ببلاهة 
حاضر بس كده ده أنا هاشيلك في عينيا !
ثم دنا منها وانحنى قليلا عليها وأوهمها أنه سيحملها ولكنه اعتدل في وقفته وهتف ببرود وهو يتحرك مبتعدا 
أوعي يا بت من سكتي !
اغتاظت منه وصاحت بضيق 
حتى انت يا مسعد ليك يوم !
خرجت السيدة صفية من المطبخ وهي تجفف يديها بالمنشفة القطنية وصاحت بسعادة 
مسعد يا ضنايا حمدلله على سلامتك يا بني
اقترب منها مسعد واحتضن والدته بذراعيه وقبل أعلى رأسها وهو يجيبها 
الله يسلمك يا أمي
سألته بتلهف وهي تمسح بيدها على صدغه 
خدت الأجازة خلاص 
رد عليها بهدوء 
لأ أنا جاي أغير هدومي وراجع تاني
قطبت صفية جبينها وانعقد ما بين حاجبيها في استغراب وسألته بضيق واضح في نبرتها 
الله ! مش ده وقت أجازتك !
أجابها بتنهيدة منهكة 
ايوه بس اتأجلت عندي شغل كتير
تابعت والدته قائلة بإمتعاض 
ده أنا كنت عاملة حسابي أحتفل بالترقية معاك وآآ
قاطعها بجدية وهو يتلفت حوله 
وقت تاني يا ماما أومال سيادة اللوا فين 
ردت عليه وهي تشير بيدها للخلف 
على القهوة عنده تار في الطاولة
حرك رأسه بإيماءة خفيفة وأكمل بنبرة عادية 
ربنا يعينه طيب هاروح أغير هدومي
أشارت له والدته بإصبعها محذرة وهي تقول بنبرة حانية 
ماتنزلش يا مسعد قبل ما تاكل
نفخ بنفاذ صبر وهو يرد قائلا 
مافيش وقت يا أمي !
عبست صفية بوجهها وهتفت بعتاب 
ده أنا خلصت طبيخ خلاص هاتكسفني !
هز رأسه نافيا ورسم على ثغره ابتسامة مهذبة وهو يردد 
لأ يا ست الحبايب ! اغرفيلي ولا أقولك عبيه في علب وأنا هاخد الأكل معايا !
رفعت كفيها للأعلى وأضافت بنبرة راجية 
ربنا يجبر بخاطرك يا بني زي ما بتجبر بخاطري تملي
عرجت إيناس بساقها وهي تتحرك نحوهما وتساءلت بتبرم 
وأنا ماليش دعوة متوصية زيه 
لكزتها والدتها في جانبها وصاحت بصرامة 
روحي ذاكري الأول وأبقى أدعيلك وقتها !
ثم تركتها وانصرفت عائدة للمطبخ 
تابعتها إيناس بنظراتها وغمزت لأخيها وهي تقول بعبث 
أيوه يا عم أخد اللي في وش القفص
ولج هو إلى داخل غرفته ورد عليها بإمتعاض 
كفاية أر ! ارحميني
عبست بوجهها وهي تقول بضجر 
أر ! ليه بس ما هو على رأي المثل كل هم في البلد يجي عندي ويتسند !
رد عليها بفتور 
أيوه افتحي جو الشلت !!!
ثم وقف أمام خزانة ملابسه وبحث سريعا داخل ضلفته عن حلة مناسبة ليبدل فيها ثيابه العسكرية 
عقدت إيناس ساعديها أمام صدرها وسألته بفضول 
اومال كابسولة مش جاي معاك 
الټفت برأسه  بكيزة وزغلول اللي شبهك !
ردت عليه بتذمر وهي ترمقه بنظرات مغتاظة 
متقولش على صحباتي الأنتيم كده دول فاشونيستا وستايل وآآآ
قاطعها بجدية وهو يسحبها من ذراعها إلى خارج الغرفة 
طب أوعي خليني أغير هدومي
تلوت بذراعها محاولة تحريره فأرخى أصابعه
 

انت في الصفحة 5 من 81 صفحات