الختامية ٢ أية محمد رفعت
انت في الصفحة 7 من 7 صفحات
مانع!
انكمشت تعابيرها ڠضبا لطريقته الغريبة بالحديث فأشرأب بعنقه لها وهو يعيد رسم تلك البسمة السمجة
_متستنزفيش روح الملاك اللي جوايالسه طريقنا طويل مع بعض لنهاية الشهر روحي كملي با حبيبتي أنا هريح شوية!
أدلت شفتيها بتعجب من حديثه الغير مفهوم لها بالمرة واتجهت للاريكة مجددا ومازالت نظراتها تحيطه بدهشة
بجناح ياسين.
وجدها تغفو پسكينة لجوار ابنته الرضيعة اقترب منها ياسين وحمل عنها الصغيرة ثم أعادها للسرير الصغير الموضوع بجانب الغرفة هامسا بحنو وهو يفرد الغطاء عليها
_تصبحي على خير يا ملاكي!
وإتجه للفراش فجلس باستقامة ثم جذب مصحفه الشريف بتابع قراءة ورده اليومي لدقائق متتالية مستغلا ذاك الهدوء الطابق على الجناح ولم يدوم طويلا حينما انتفضت مليكة بنومتها وعينيها لا تحيل عنه پغضب قاټل لدرجة أرعبته فسألها
أشارت للقرآن الكريم بحزن
_إنت بتخون الاتفاق اللي بينا يا ياسين عايز تسبقني!
تهدلت معالمه باسترخاء ومنحها بسمة خاڤتة
_وماله يا حبيبتي ما أنا هنزل المقر كمان ساعتين وهسيبك تقري أكيد هتسبقيني بردو!
كشرت عن أنيابها وسحبت منه المصحف واضعة إياه على الكومود ثم هرعت أمام نظراته للحمام وخرجت بعد أن أتمت وضوئها لترتدي اسدالها سريعا وتعود للفراس مشيرة له
وجذبت الغطاء على قدميها وهي تخبره بحماس
_لازم نختم القرآن المرادي أكتر من عدد الشهر اللي فات.
منحها نظرة هادئة وهو يتابع احكام يدها على المصحف الخاص به فقال
_على أساس أني مش حافظ القرآن.
اعتدلت إليه بجلستها مرددة بحزن واستياء
_ماشي يا ياسين إنت معندكش اتفاق عادل.
_رمضان اللي فات ختمتي مرتين أكتر مني ومكنش في منافسة شريفة ولا نسيتي.
ردت عليه تبرر فعلتها
_أنا أسبقك أنت لأ يهون عليك ازاي تأخد حسنات أكتر مني!
رفع أحد حاجبيه بدهشة من حديثها فلمعت عينيها بدمع استحضرته بكل طاقتها
_مش هتكون ثقتي فيك يا ياسين صح
تعالت ضحكاته بعدم تصديق لما يحدث فجذب الوسادة وتمدد جوارها مشيرا لها بحب وهو يغلق عينيه
أومأت له بحماس وبدأت ترتل القرآن بصوتها العذب والأخر يستمع لها باستمتاع حتى غفاه النوم على صوتها المحبب إليه.
بغرفة عمر.
جابت الغرفة ذهابا وإيابا في محاولة بائسة ليغفو صغيرها وحينما فشلت بذلك وضعته بالفراش الصغير مرددة بتعب
واتجهت نظراتها تجاه عمر الذي يغفو بعمق وكأن ما يحدث حوله بمنزل أخر غير الذي يسكنه خطړ لها فكرة خبيثة فتسللت بين ذراعيه حتى أصبحت باحضانه منحها ابتسامة ومازالت عينيه مغلقة فطوفها إليه ومال برأسه إليها همست إليه بنبرتها الماكرة
_عمر أنا بأحبك أوي.
مسد بيده بحنان على كتفيها
_وأنا كمان يا قلب عمر بعشقك!
بخبث قالت
_اثبتلي كلامك.
فتح نصف عين وهو يحاول التطلع إليها محاربا نومه المغري
_أثبتلك ازاي إحنا في رمضان!!
وعاد ليضمها إليه وردد وعينيه تنغلق مجددا
_بعد الفطار عنيا.
لکمته بيدها على صدره صاړخة پغضب
_أنت مش محترم أنا أقصد شيء تاني.
فتح عينيه بانزعاج لحق نبرته المتريثة
_عايزة أيه يا نور اخلصي!
تسللت من جواره مجددا حاملة الصغير إليه وغمزت بمشاغبة وهي تعود لتتمدد على الفراش بإريحية
_اسهر مع ابنك يا دوك!
وزع نظراته المنصدمة إليها تارة والى ذاك الذي يلهو بيديه ويبدو أنه على استعدادا للجلوس للصباح تارة أخرى فجذب عنها الغطاء فوجدها تغط بنوم عميق زفر بعصبية لحقت صوته المحتقن
_نور متهزريش!
توسطت الشمس كبد السماء لتنسدل خيوطها بخفة على الأرجاء لتلامس ذاك المقعد الذي يضمهما مازالت تراقب السماء بانبهار وعينيه لم تغفو عنها ولو لحظة فكسر صوتها ابمتحمس جلستهما الصامتة حينما قالت
_ شايف الجمال ده يا ياسين
_مفيش أجمل منك!
استدارت تجاهه فأحاطتها نظراته ابتلعت ريقها بارتباك وخاصة حينما قال
_دخولك لحياتي زي نور الشمس الصافي لما بيقطع ظلام الليل وبالرغم من سكونه الإ إنه بيحتاج للحظة اللي بيعانق فيها نور قرص الشمس في سماه أنت كلي ومن غيرك مبقاش أنا عمري كله ابتدى بنظرة من عينيك!
تلألأ الدمع بعينيها كانت عاجزة حتى عن الحديث لا تعلم ماذا يتوجب عليها قوله رفع أصابعه يزيح عنها دمعة فرحها بحديثه وتابع قائلا
_كل يوم بعيشه معاك بيضفلي عمر جديد يا آية!
منحته ابتسامة وليس لديها ما تمنحه سواها فابتسم وهو ينهض عن المقعد مشيرا
لساعته
_لازم نرجع!
أومأت برأسها وعادت معه للقصر صعدوا لجناحهما الخاص وبعد ساعات قليلة اضطر ياسين الهبوط للمقر فاستعد حينما ارتدى بذلة من اللون البني الداكن وخرج متوجها للمصعد فتفاجئ بملك تناديه باستياء برز بنبرة صوتها
_ياسين.
استدار إليها فوجدها تدنو منه وعينيها تحمل أثر الدموع مما دفع الاخير ليتساءل باهتمام
_في أيه يا ملك
رفعت يدها تزيح دموعها واندفعت بالحديث إليه
_طول عمرك بتعاملني زي يارا والنهاردة أنت لازم تأخدلي حقي!
ضيق عينيه بدهشة من حديثها ومازال يجاهد لاستكشاف المغزى فقالت پبكاء
_يحيى من امبارح وهو بيطردني برة الجناح ومش همه حد يا تتدخل وتشوفه بيعمل كده معايا ليه يا هروح لابني وأصغر نفسنا قدامه واللي يحصل بحصل بقى.
رمش بعينيه بعدم استيعاب فاتفلتت منه ابتسامة صغيرة جعلتها تردد بضيق
_بتتريق عليا يا ياسين!
حك أنفه وهو يستعيد ثباته القاټل
_لا طبعا بس مستغرب عمركم ما دخلتم حد في مشكلكم عشان تعملوها بعد العمر ده.
واسترسل بسخرية
_أو يمكن لإن تركيزنا كان على مشاكل الشباب!!
فتحت باب جناحها وهي تشير إليه پغضب لم تستطيع السيطرة عليه
_ابن عمك جوه ادخل اتكلم معاه والا والله العظيم هلم هدومي وأسيبله الجناح كله.
منع تلك البسمة بصعوبة وسألها برزانة
_هتروحي فين يا ملك
عبست بعينيها وهي تفكر في ضالتها فهزت كتفيها بحيرة
_أي مكان جوه القصر يعني هروح فين!
هز رأسه وأسنانه تبتلع شفتيه الباسمة بسخرية على ما يحدث أمامه فعادت لتشير إليه
_ادخله.. أنا نازلة!
وتركته وهبطت للأسفل فمنع تلك البسمة عن شفتيه واستعاد هيبته وهو يتجه للداخل قاصدا المقعد المقابل لفراش يحيى الذي تقلب بفراشه بانزعاج حينما ضغط ياسين على الزر الإلكتروني فارتفع الستار عن شرفة غرفته الزجاجية فصاح يحيى بضيق
_يووه يا ملك قولتلك اطفي النور وإنزلي تحت!!
وحينما لم يجد منها أي رد فعل فتح عينيه ليتفاجئ بمن يجلس أمامه مرددا ببسمة ماكرة
_صباحك شكاوي!
......... يتبع.........
ختامية_آل_الجارحي... بقلمي_آية_محمد_رفعت..