الخميس 26 ديسمبر 2024

الختامية ٢ أية محمد رفعت

انت في الصفحة 6 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز


وبناته فوجد عدي ينضم إليه بتلك الزواية البعيدة عن مخرج السيدات ويراقبه ببسمة هادئة فبادله ياسين نفس الابتسامة بعدما قرأ بعينيه ما يود قوله فتحرر عن خبثه معلنا عن كشفه 
_شكل تعليمي ليك طول الفترة اللي فاتت مرحش هدر! 
ابتسم عدي وهو يشير لذاته بإطراء وغرور 
_أنا طول عمري ذكي بس حضرتك مش مدي نفسك فرصة إكتشاف شخصيتي. 

وانحنى ليهمس له ببعض الغيرة التي تعمد ابرازها عن عمد 
_التفاهم والحنان كله رايح لحفيدك. 
ضحك بصوت مسموع وسأله بجدية رغم مرح الاجواء بينهما 
_بتغير من ياسين يا عدي! 
الټفت خلفه يتفحص انشغال صغيره برفقة عمر وعاد ليجيبه 
_بغير طبعا لما بشوفكم متفاهمين ومفيش مشاكل بينكم. 
رفع أحد حاجبيه بذهول 
_وأيه المشاكل اللي بيني وبينك 
أجابه ببسمة خببثة وقد وصل لمغزاه 
_بصراحة أنا بمهد لسفري. 
تقوس جبينه بدهشة 
_سفر أيه 
رد عليه عدي بوضوح 
_في مهمة مطلوبة مني أنا ورحيم ومراد هسافر عشر أيام وأكيد بجمعتنا مستحيل تفشل فلما أجي أتكرم المرادي من الادارة عايز حضرتك تكون موجود معايا وجنبي. 
تأمله بنظرة طاف بها الحزن هل كان يوده مشاركته تلك اللحظات من قبل! كيف غفل عن تلك الاحداث لم يسبق له يوما الاهتمام بحضور حفل تكريمه ولم يسبق له التفكير بهذا الاساس كل ما يتذكره مشاركته الدائمة مع عمر بالمشفى وبأي مشروع خيري يقيمه لرغبته بالتقرب من الله عز وجل رفع ياسين يده على كتفه يحثه ببسمة هادئة 
_المرادي هتلاقيني بهنيك وسط زمايلك وأنا فخور بيك أوعدك بده! 
ارتسمت بسمة حماس على وجهه فاستطاع ياسين رؤية فرحة طفولية ترفرف داخل عينيه بالرغم من خشونة قوامه الرجولي فعلقت كلمات آية بذهنه حينما أخبرته 
مهما كبر الأولاد واتحملوا من مسؤوليات بيحتاجوا لوجود الأب والأم جنبهم يحمسه ويقوله براڤو أنا فخور بيك وباللي بتعمله كلنا بالنهاية بنحتاج لكتف حنين! 
قطع شروده احتضان حفيدته له فتراجع جسده الساهم خطوة للخلف ثم عاد يحملها بين ذراعيه وهو يسألها باهتمام 
_صليتي ولا لعبتي بالمسجد يا رحمة 
أشارت برأسها تؤكد 
_صليت مع مامي وطنط نور. 
ضمھا لصدره بحنان ومن ثم مال بها لعدي الذي التقطتها واتبع خطى رحمة ونور للقصر فحافظ على المسافة بينهما بينما انضمت آية لياسين الذي مازال شاردا بابنه الذي يبتعد عنه رويدا رويدا فرددت بقلق 
_سرحان في أيه يا ياسين 
استقام بوقفته وهو يجيبها 
_أبدا. 
وأشار بيده 
_يلا نرجع القصر. 
خطت جواره ببطء شديد جعله يستدير إليه بتعجب فأبطئ من خطاه أكثر من مرة حتى يكون على محاذاة خطاها وفجأة توقف عن المشي وهو يردف بتذمر 
_آية إنت مش عايزة ترجعي البيت صح 
لعقت شفتيها بإرتباك ومن ثم اعترفت إليه
_بصراحة حابة أشوف الشروق أنا مش بخرج كل يوم ومستحيل أفوت الفرصة دي يا باشا. 
دنا منها وهو يراقب السماء ببعض الضجر وعاد ليسلط عسليته إليها مردفا بتفكير 
_وهنقعد فين لحد ما ده يحصل! 
استطرد بعدم تصديق 
_الشارع!!! 
هزت رأسها تؤكد له ببسمة واسعة مشيرة على المقاعد المتطرفة على جانبي الطريق فهز رأسه ضاحكا 
_ما كفايا الامتيازات اللي حصلتي عليها لسه عايزة تعملي فيا أيه تاني!! 
ترجته بخبث الانثى المغرية التي تخفيها كل امرأة لوقت ضرورتها 
_عشان خاطري يا ياسين! 
خطى لجوارها باستسلام تام حتى جلس على المقعد يراقبها وهي تراقب السماء بحماس وصوتها الخاڤت يهمس 
_سبحان الله! 
تتابع السماء بانبهاء بينما هو يراقبها شاردة في ملكوت الله وعظمته وشاردا هو في إبداعه في خلقها لكل منهما شروده وواديه الخاص وبالنهاية يجمعهما مقعد واحد بشوارع المنطقة الراقية القابعة بها قصر آل الچارحي! 

ولج أحمد لجناحه فخلع عنه سترته ووضعها على مشجبه الخاص ثم إتجه لغرفته فبرق بعينيه بدهشة حينما وجدها تجلس على الأريكة وبيدها مصحفها الشريف فما أن شعرت به حتى صدقت ورددت ببسمة مشرقة 
_أنت رجعت يا حبيبي 
زم شفتيه باستهزاء
_فوقتي من الغيبوبة الحمد لله. 
تجعد جبينها في محاولة لفهم مقصده فقالت 
_آه فوقت من النوم عشان الورد القرآني بتاعي أنا بحب أصحى طول اليوم في رمضان وأعمل كل شيء بالنهار لاني بليل بسافر دنيا تانية. 
جلس على طرف الفراش ونظراته المغتاظة مازالت تحيطها فهمس بوجوم 
_صيام من كله!
وتابع بغيظ 
_هونها ال٣٠يوم دول يا رب! 
نهضت عن الاريكة واقتربت منه وهي تتساءل 
_بتقول حاجة يا أحمد 
منحها بسمة مصطنعة يرسمها بالكد وزحف بجسده ليصل لمقدمة الفراش متمتما 
_ولا حاجة. 
اتجهت إليه فرفعت عنه الغطاء باستغراب 
_هتعمل أيه 
أجابها ببسمة ساخطة 
_هتقتل زيك في عندك
 

انت في الصفحة 6 من 7 صفحات