الختامية ٨ بقلم أيه محمد رفعت
انت في الصفحة 6 من 6 صفحات
وجاسم الذي ردد بضيق
_شوفت ولاد عمك الواطين.
حك جبهته وهو يجيبه
_أنا بقول نلم الليلة ونرجع احنا كمان مش طفينا الشمع ولبستها العقد اللي جبتهولها فل أوي كده بينا نرجع عشان شكلنا بقى مش تمام واحنا قاعدين على أكبر تربيزة فاضية!
_انت شايف كده
هز رأسه بتأكيد وهو يضيف
وغادر رائد بهما وهو يخفي ضحكاته حتى وصل لسيارته واتبعه جاسم من خلفه بسيارته.
أدمعت عينيها تأثرا بما تراه فعادت تتطلع إليه بعدم تصديق فأكد لها بهزة رأسه وصوته الدافئ
_حلمك يا نور.. وزي ما رسميتها بالظبط حتى الألوان من جوه تحبي تشوفيها
_مش معقول يا عمر.. مش قادرة أصدق!
أشار عمر للحارس الذي فتح البوابة من أمامهما لتصبح في مقابلة الحديقة المفعمة بالأزهار التي لطالما عشقت رائحتها ومن أمامها تلك البناية المزينة باللون الزهري والتي تحمل لافتة عريضة مدرسة نور
للمكفوفين
وابتعدت تتمسك بيده وهي تشير للجسر
_زي ما رسمته بالظبط.
ابتسم وهو يخبرها
_ولسه من جوه.
وجذبها ليصعد بها للأعلى مرددا
_تعالي.
اتبعته نور للداخل فتفاجئت بألوان الحوائط المبهجة وتنظيم حافة الدرج بقماش مقوي حتى لا تتأذى الأقدام ترقرقت دمعاتها من عينيها حينما تذكرت حديثها مع عمر سابقا عن حلمها ببناء مشفى لعلاج المكفوفين وبعد فترة وحيزة من حقق حلمها وعادت تخبره مرة أخرى بحلمها بمدرسة تتبنى تعليم المكفوفين بما حرمت منه وها هو يعود من جديد ليفاجئها أفاقت من شرودها على صوته الرخيم
أمسكت يديه وتطلعت تجاهه بحب يفوق ما تكنه داخلها مرددة
_أنا مش عارفة أقولك أيه يا عمر الفرحة دي كبيرة أوي عليا أنا بأحبك أوي وآ.
تلاشت كلماتها ورددت بتوتر
_مش عارفة أعبرلك عن حبي ليك.
_فرحتك دي عبرتي عن كل شيء يا حبيبتي عايزك كده دايما سعيدة.
هزت رأسها وهي تمازحه بمشاكسة
_سعيدة وهادية صح.
واستطردت بفخر
_وعشان تصدق إني عدت بسمع كلامك بطلت أطلع عين ولاد عمك وسبتهم في حالهم تماما كده أفضل.
تلاشت ضحكاته وعاد للوجوم وهو يتفوه بتريث
_لا عايزك ترجعي تاني تبقي زعيمة العصابة أهو على الأقل بتكلمي بني آدمين أفضل من لجوئك لبسنت!
إندهشت من معرفته للأمر فبرر قائلا
_عدي موصيني عليكي قبل ما يسافر وحكالي أخر حكايات جنانك!
لکمته پغضب
_إخص عليك يا عمر أنا مچنونة.
_لأ أنا يا روح قلبي متزعليش.
وأشار لها وهو يرفع ساعته إليها
_يلا نرجع نكمل كلامنا في القصر النهار هيطلع علينا هنا وفي كلام كتير لسه هنقوله!
تلاشى ضوء القمر المعتم وتلألأت الشمس بردائها الأصفر المتوهج لتعلن عن يوما جديد بعد أن مر أكثر من أسبوعين قامت به آية بإختيار الملابس المخصصة لأطفال الميتم واليوم هو المعهود للعائلة بقضائه كاملا مع الأطفال فبعد أن انتهت العائلة من السحور حتى استيقظ الجميع لترتيب أفخم وأجود أنواع الأطعمة بكميات هائلة أشرفت عليه آية والفتيات بأنفسهن حتى انتهوا من صنع ما يتعمى الربعمائة
واجبة ومنها إنتهى الشباب من شراء الألعاب والحلوى فتجهزت السيارات بالألعاب والطعام وتحركوا جميعا لميتم آية الرحمن فالتف الأولاد من حولهم بفرحة فقام عمر وياسين وأحمد والشباب بتوزيع الألعاب بينما شارك ياسين الچارحي حفيده بتوزيع ملابس العيد برفقة الشباب.
أما الفتيات فتعاونوا جميعا بصنع مائدة ضخمة من الطعام استعدادا لآذان المغرب الذي أوشك على الانطلاق فوضعن العصائر والمقبلات والواجبات على السجاد المطول أرضا بحديقة الميتم النظيفة وجلس آل الچارحي أرضا متفرقين بين الأطفال والفتيان يشاركونهم الطعام الابتسامة لا تفارق وجوههم وبالأخص ياسين الچارحي الذي مسد على ظهر حفيده وهو يخبره
_الملجئ ده خليه في أساسياتك دايما يا ياسين أنا بعز المكان ده وعايزك أنت كمان تهتم بيه.
ابتسم الصغير وأجابه
_أكيد يا جدو أنا مش ناسى إنه كان السبب في رجوعي لبابا.
ومال إليه يهمس بفرحة
_تيتا حكيتلي لما حضرتك شيلتني وسكت معاك!
وتابع بابتسامته المبهجة
_عشان تعرف إني بعزك من وأنا بيبي!
ضحك ياسين وأجابه
_مش عارف طالع لمض لمين!
جذب الملعقة المدموسة باللحم يتناول ما به بثبات انتقل لجملته
_مش عايز أطلع لحد غيرك!
_مستحيل كنت أفوق يوم زي ده!
_فين وعدك ليا!!
..... يتبع...... ختامية_آل_الجارحي...