ابناء يعقوب بقلم ولاء رفعت
أقسم بالله هدخل أنا بنفسي أصحيه.
هزت رأسها بالإيجاب قائلة
لا قصدي هادخل أصحيه أنا.
دخلت إلى غرفة صغيرها لتوقظه وبعد دقيقة خرجت وهو يقف بجوارها يحدق إلى والده دون أدني خوف أشار يعقوب
بيده ليقف أمامه
تعالى أقف هنا.
أطلق الابن زفرة بضجر وفعل ما أمره به والده الذي سأله بهدوء يسبق العاصفة
تدخلت زوجته بدفاع عن ابنها
فيه إيه يا يعقوب! دول شوية عيال بيلعبوا مع بعض.
أشار إليها محذرا إياها
اسكتي انتي خالص عشان لسه حسابك بعدين.
ازدردت لعابها وتراجعت إلى الوراء بضع خطوات پخوف بينما هو نظر إلى ابنه الذي لم ينطق بكلمة ليصيح في وجهه مرة أخرى
كانت تراقب ملامح وجهه الغاضبة والتي تنذر بأنه سوف ېعنف ابنه فكانت تخشى أن يصفعه فقالت
ابنك ضربه لأن الواد شتمه بأهله.
رفع عينيه نحوها بنظرة قاټلة وقال
بطلي تدافعي عنه في الغلط ابنك مش أول مرة يعملها لما هو لسه عيل صغير عنده ٨ سنين وبيشرب سجاير أمال لما يبقى شاب هيشرب حشېش!
أنا مش عيل وأنا ضړبته عشان كل ما يشوفنى أنا وحمزة بنعمل أى حاجة بيروح يفتن علينا.
هو ما بيعملش كدا غير بعد ما بينصحك مرة واتنين لكن ازاي تعمل الصح طول ما أنت متصاحب على حمزة ابن خالتك
هنا شعرت زوجته بالحنق فقالت
وماله ابن أختي يا يعقوب
عيل قليل الأدب وأهله ما عرفوش يربوه وهو اللى بيفسد أخلاق ابنك.
كل ده عشان شربوا سجاير هما أجرموا يعني
انتفخت أوداجه من هذه المرأة الحمقاء حاول أن يسيطر على غضبه حتى لا يلقى على مسامعها ما لا يرضيها
لأخر مرة بقولك ملكيش دعوة أنا بتكلم مع ابني وبحاسبه وبطلي تدافعي عنه كل ما يعمل غلط.
عاد ببصره إلى صغيره وأمره بتحذير
إياك أشوفك ماشى مع ابن خالتك دا تاني أخرك معاه
صاحت زوجته بسخط
انت عايزه يقاطع ابن أختي
نظر إليها بامتعاض قائلا
أنا مقولتش كدا وبعدين تعالي ليا هنا انتي كنتي بتعملي إيه عند الولية اللي اسمها حسنات العرافة
أجابت بإنكار وأرادت قلب الأمر فوق رأسه فقالت
أنا مكنتش عندها هو أنت بتراقبني ولا إيه
مش محتاج أراقبك لأني واثق فيكي حتى بالأمارة سايب قدامك الفلوس وما بسألكيش صرفتي إيه ولا على إيه بس يا ريت تكوني قد الثقة دي وما تكونيش بتعملي حاجة من ورايا.
أختي كانت محتاجة قرشين سلفتها فلوس.
تنهد ثم قال
معنديش مشكلة بس ياريت بعد كدا تبلغيني الأول.
أومأت إليه على مضض
حاضر.
يلا روحي حضري لينا الغدا وانت ياض بعد ما نخلص أكل وتغسل إيدك هاخدك معايا الجامع كل ما أروح أصلي وهترجع تحفظ قرآن.
لم يعقب الصغير حتى لا
يثير ڠضب والده و عاد إلى غرفته و بمجرد أن دخلت راوية إلى المطبخ تنفست الصعداء تخشي أن يعلم بأمر ذهابها إلى العرافة ويحدث ما لا يحمد عقباه.
بعد مرور أكثر من ثلاثة أيام على مۏت العم حسين
يجلس خلف المكتب منهمكا في عمله يسجل أرقام الوارد و الصادر في الدفتر.
سلام عليكم يا معلم يعقوب.
ذلك الصوت الأنثوي الذي يخترق قلبه قبل سمعه توقف عن الكتابة ورفع وجهه ليرى البدر في تمامه يقف أمامه و ثيابها السوداء ووشاحها الأسود كسماء الليل الحالكة مسح على شاربه الكث ثم تحمحم وقال
وعليكم السلام ورحمة الله اتفضلي يا آنسة رقية تحت أمرك.
شبه ابتسامة بدت على ثغرها المرمري ثم أجابت
الأمر لله يا معلم أنا كنت جاية أشكرك على وقفتك جنب أبويا الله يرحمه قبل ما ېموت وبعدها والعزا اللي عملته له.
استند بساعديه على المكتب قائلا
الحاج حسين الله يرحمه كان راجل طيب ويستاهل كل خير واحنا في الأول والأخر جيران وواجب الجار على جاره لو التانى في ضيقة الأول يقف جنبه زى ما وصانا رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام.
عليه أفضل الصلاة والسلام.
هكذا أجابت ثم أخرجت من الحقيبة التي تمسكها بيدها ظرف أصفر اللون وضعته أمامه على المكتب و أردفت
دي الفلوس اللي اتبقت من فلوس العملية حوالي ألفين جنيه وفلوس العملية اللي اندفعت ربنا يقدرني وأسددها لحضرتك.
وضع يده على الظرف و أزاحه ليصبح أمامها وأخبرها
أنا مش هاخد حاجة وهعتبر نفسي ما سمعتش الكلام اللي قولتيه.
شعرت بالحرج من الأمر لكن زادها الحرج إصرارا فقالت
أنا طبعا مش قصدي حاجة تضايقك بس معلش يا معلم مش هقدر أقبل الفلوس ولو كنت بشتغل كنت سددت لك العشر تلاف بتوع العملية.
أخذ يتأمل هذه الفتاة التي تمتلك إصرارا وعزة نفس لا تخلو من الكبرياء لا ينكر أن إعجابه بها يزداد كل مرة أكثر عن الأخرى تحمحم ثم
قال بدهاء
أنا عندي