ندوب الهوي بقلم ندي حسن
يبقى هكذا دون علم..
وقف بالسيارة أمام الورشة وهبط منها بينما هي تدلف إلى المنزل أوقفها شقيقها أمام الباب عندما كان يخرج منه..
تحدث معها سائلا إياها بجدية وهو يشير بيده بطريقة فظة متسائلا
اتأخرتي كده ليه.
أجابته بتوتر وهي تنظر إليه بصعوبة قائلة وهي تدلف إلى الداخل
زحمة مواصلات
ذهبت للداخل وذهب خلفها شقيقها ووقف هو مذهول من كذبها على شقيقها الآن أمامه لم تراه وهو يقف على مقربة منهم يستمع إلى حديثهم ولم تراه وهو في السيارة لماذا كذبت على شقيقها.. هي لم تكن اليوم في المواصلات بل أتت بالسيارة لو كانت تفعل شيء صحيح وليس خطأ كانت تحدثت ولم تخفي ما فعلته ولكنها تعلم أنه خطأ كبير..
ربما يستمع إلى صوتها العالي في المنزل ويعلم أن لسانها سليط ولكن يعلم أيضا أنها على قدر عالي من الأخلاق لن يصدق أن هناك شيء بينهم ولن يصمت إلى أن يعلم من هو ولما أتت معه ولما كذبت على شقيقها..
اتأخرتي ليه.. ما كل يوم فيه زحمة مواصلات
وضعت كتبها على الأريكة القديمة في الصالة ووقفت أمامه تضع يدها الاثنين أمام صدرها ثم تحدثت بثقة كبيرة قائلة له
جمال.. اسمع بقى الكلمتين دول هدير أنت عارفها كويس ومش هسمحلك كل شويه تلمح بحاجه شكل علشان تعمل اللي في دماغك آه خليك عارف ده.. أنت أخويا الكبير واللي المفروض يكون هو السند ليا مش العكس ومش أنت اللي تقول عني الحاجات اللي في دماغك دي.. اومال الغريب يعمل فينا ايه
وأنت عارفه أن أبوكي وصاني عليكم
أشارت بيدها بهمجية وهي تتقدم إليه تتحدث بعصبية وانزعاج شديد سيطر عليها بعد الاستماع إلى هذه الكلمات التي يقولها دائما محللا ما يفعله
لأ يا حبيبي أبويا الله يرحمه لما وصاك علينا كان مفكرك راجل قد المسؤولية مكنش يعرف أنك هتخلي البنات هما اللي يشتغلوا ويصرفوا عليك... كفاية لحد كده يا جمال
في المساء
مازال لا يعرف من الذي كانت معه في السيارة وحدها!.. داخل قلبه يشتغل بنيران لا تهدأ أبدا عقله لا يود أن يفرج عنه بل يأتي إليه بأبشع السيناريوهات ويجعله يتخيلها حركاته ليست محسوبة وهو هكذا يريد حقا أن يعلم من ذلك ولما كانت معه وكيف من الأساس أن
أو ربما هي تعرفه ربما هذه ليست أول مرة لها ربما هي هنا تمثل دور الاحترام والمثالية!..
ضړب مقدمة رأسه على هذه الأفكار السخيفة التي يرسلها إليه شيطان عقله الأبلة ليجعله يفكر بها هكذا..
خرج من شقتهم وأغلق الباب خلفه وقف أمام الدرج وانحنى بجذعه العلوي ينظر إلى الأسفل ربما يراها ولكن لن يحدث ذلك..
دلف إليه ليراها هي تجلس على المقعد بجانب السور وبيدها كتاب تقرأ منه ربما تدرس!.. تقدم إليها ثم أصدر صوتا خشنا لتشعر بوجوده معها..
أغلقت الكتاب بيدها ووقفت على قدميها بعد أن نظرت إليه لتراه يتقدم منها ووقف أمامها محافظا على مسافة بينهم تحدث سائلا إياها بنبرة رجولية خشنة
ازيك يا بشمهندسة هدير
ابتسمت بهدوء مخفضة وجهها بالأرض ثم رفعتها مجيبة إياه قائلة بخفوت
الحمدلله بخير.. بس مش لسه بدري على بشمهندسة دي
ذهب ليقف جوار سور السطح وأستند بيده الاثنين عليه ينظر إلى الخارج وتحدث بهدوء مبتسما
لأ مش بدري ولا حاجه خلاص هانت
عندك حق
نظر إليها وهو يود لو يلقي عليها جميع الأسئلة الذي برأسه لتجيبها هي وترحم عدم معرفته ما الذي يحدث معها
أنت بتعملي ايه هنا.
وقفت جواره على مسافة مقبولة ونظرت إلى الخارج بعد أن وضعت الكتاب على الطاولة جوار المقعد وهتفت قائلة بابتسامة ساخرة
زي ما أنت شايف بذاكر.. كالعادة محدش عارف يذاكر في البيت من الجو اللي عامله جمال بالاغاني في اوضته
ابتسم هو الآخر بسخرية وقد رأت تلك الابتسامة الرجولية الساحرة لتجعل قلبها يدق پعنف داخل صدرها ماذا لو وضعت يدها على وجنته وشعرت به!.. أغمضت عينيها بقوة وداخلها يقوم بالاستغفار دائما تفعل الخطأ وهي تنظر إليه..
استمعت إليه يقول متسائلا بجدية وهو ينظر إليها
هو أنت سيبتي الشغل في محل الأدوات الكهربائية ليه.. حد ضايقك
فتحت عينيها ببطء ليظهر بحر العسل الصافي المخفي خلف جفنيها
لأ لأ أبدا أنا بس لقيت نفسي مش قادرة أوفق بين الكلية
والمذاكرة والشغل قولت