صبري بقلم مروة حمدي
يتململ فى نومه وبدلا من ان يسحب للخلف تقدم يميل بجسده اكثر يتابع وسؤال عقله ترى هل سيصرخ ام سيبكى! وفضول الطبيب داخله ثبت قدميه بالأرض ليلعم كيف تكون تعابير وجهه عندما تاتيه احد تلك الحالات
لقد كان مستلقي على جانبه الايمن تثاؤب بشده بعدما فتح عينيه وظل ساكنا للحظات اعتدل بعدها بهدوء يدور براسه وهو يطالع للمكان يشد جلبابه البالى عليه ظل على وضعه المستكين هذا لدقائق لتبدا عيناه مرة أخرى بالبحث حوله وقد استشف ذاك المتابع برغبته فى تناول الطعام من طريقه وضع يده على معدته وابتلاعه لريقه مرات متتالية
اندهش لها ذاك المراقب من أعلى
فتح الكيس وبأعين مغمضه قربه إلى أنفه يستنشق رائحة الجبن بداخله بعدما اخرج بعض منه هامسا بصوت مسموع ورده
أعاد احمد همسه من جديد بدهشه وردة!
احمد بهمس ضعيف ما انت قاعد عاقل أهو!
عقبما انتهى اعتدل بظهره إلى الخلف صامتا لثوانى ابتسم عليه احمد بها وقد قرر النزول بعد شعوره بالألم بساقه ليدرك انه وقف اكثر مما يجب استدار بجسده وتحرك خطوة فالأخرى وقبل ان تتطا قدمه الأرض بالثالثة توقف على سماع صوت مناداه على شخص ما
احمد محمد!
ما تزعلش منى علشان كلت الجبنه كلها وجورت على منابك انت عارف انى عحب جبنه ورده كده ايه! بس بوص سبتلك دبداب اهو علشان نتعشوا بيه بالليل
صمت لبرهه مع ابتسامه جعلت ذلك المراقب وقد عاد لمكانه من جديد يبحث حتى يستشف مكان وجود ذاك المحمد واين هو من يهديه تلك الإبتسامه
طب تزعلش تعال جارى وانا هصالحك هحكيلك حكاية حلوة زى ال كنت بحكهيالك زمان وانت صغير فاكر يا خوى!
خبط احمد على جبهته بيده وقد تذكر محمد أخاه المتوفى
الثانى متابعا
ختم حديثه بشهقات تؤنب بنوبه بكاء قادمه جعلت حيرة ذاك المراقب تصل لذروتها بعدما ازاح احمد يده عن اذنه فلقد كان يهيئ نفسه لصرخات كمثيلة ليله امس وهو يراها اقتصرت على دموع تجرى كشلال من المياة وصاحبها يتقوقع على نفسه من جديد كطفل صغير وبدون مقدمات ذهب بثبات عميق
غابت الشمس بالافق لينسدل الليل بستائره خرج أحمد من غرفته بعدما نادى عليه العم جابر ليتناولوا طعام العشاء
احمد هو مش لسه بدرى على الاكل يا عم جابر
الغفير ياضاكتور احنا بلدنا بتقفل من المغرب وكله بيتك بيتك يتعشى ويجوم يريح لأجل شقى تانى يوم
احمد وهو يلك الطعام انا كنت اتكلمت مع على فى موضوع كده بخصوص الاكل جابلك سيرة!
الغفير جابر وهو علي بيعرف يسكت برضه الرطاط ده!
احمد بضحكات صغيرة متتالية حاول على قدر الإمكان حجزها اخدت لبالى
الغفير جابر على العموم قالى وانى زعلت منك جوى فيها دى يا ضاكتور برضه إكده تشتمنى بالحثيث!
احمد والله ما اقصد حاجه بس حقيقى انا مش هكون مرتاح غير كده!
الغفير جابر على راحتك يا ضاكتور على العموم الوقت إتاخر انى اخبط على الولايا بكره الصبح قبل ما اعاود دارى هروحلهم واتفقلك معاهم
احمد ناظرا للهدوء من حوله يعنى الدنيا ليلت اهى وصاحبك ساكت ده حتى الشارع نفسه مسكت
الغفير جابر ما انا قولتلك من المغرب إهنه كله بيته بس يا دكتور ال تقصده مش صاحبى وبس لاا ده فى مقام ابنى بعدين الحالة إلى انت سمعتها امبارح مش هتكون حداه على طول
احمد يعنى ايه
الغفير جابر يعنى بيكون ساكت منسمعلوش حس ومرة واحده يبجى زى صرينه المطافي ما تفهملوش ساعه هادى ساعه يبكى ساعه يضحك ساعه ېصرخ ساعه يغنى واهو غلب وكان مستخبيله
كانا يجلسون خلف البوابه مباشرة أمام قصعه تشتعل بداخلها
النيران ليقف أحمد من مكانه يتحرك للجهة الأخرى ينظر إلى الطريق والمنازل
أحمد تعرف يا عم جابر انى بجب الهدوء جدا
العم جابر وهو مين يحب ۏجع الدماغ
احمد متلفتا للبيوت بنظره نفسى اسكن فى شارع زى كده بكتير اربع خمس بيوت فيه
العم جابر كلهم قرايب وعيلة وحده مايدخلوش غريب واصل عليهم غير وردة ال سكنت فى البيت الطين الوحيد ال قبال باب بيت صبرى
تحركت عيناه على الوصف بعدما اعتدل بجسده وعينه على ذاك الشباك