الخميس 26 ديسمبر 2024

صبري بقلم مروة حمدي

انت في الصفحة 6 من 35 صفحات

موقع أيام نيوز

تعليق حتى انتهوا 
صمتوا ناظرين له بانتظار حديثه 
حسين بعد فترة من الصمت والمطلوب
جار٤ شوفلنا صرفة معاه 
جار٢ يمشى من البيت إحنا تعبنا 
جار٣مكملا او حتى يروح مستشفى المجانين أو المدعوكه ال اسمها المصحة!
هنا هب حسين من مجلسه كمن لدغة عقرب 
وهو عيل عويل زيك ولد إمبارح هيجولى اعمل ايه
مع ولد اخوى لا وكمان عايزنى ازعطه من داره وارميه فى مصحة يتبهدل 
جار٣ بهمس ده على اساس انك مراعيه ماهوه اهنه ماهو متبهدل ومبهدلنا معاه 
حديثه وصل له والباقين واضح ولكنه أثر الا يعلق عليه ليلتف لهم بمكر 
الا جولولى اخبار الزرعة السنة دى ايه
نظروا لبعضهم بدون فهم ليجيب أحدهم زينة ومبشرة بالخير 
حسين وهو يذم شفتيه يعنى بعدما ما هتبيعوا المحصول هتقدروا تسدوا تمن إيجار الأرض الجديد 
الأربعة فى وقت واحد إيجار الارض الجديد
حسين وهو يجلس على الاريكه يضع إحدى ساقيه تحته والاخرى يثنيه ينظر لهما وهو يفرك كفيه ببعضهما 
اومال فاكرين ايه ماهو علشان انجله بيت جديد أو حتى مصحة فلازم ليه مصاريف كتير وبعدين دى فى الاول والاخر أرضه وانا موزعها عليكم وقولت اهم من العيلة يزرعوها بدل ما تبور وهما يستفيدوا واجرتها اهو تنفع الغلبان ده فى مصاريفه لكن طالما المصاريف هتزيد يبقى الاجره هتزيد كومان اومال هجيب من فين انا هسرج ياك!
تهاوى الأربعة على المقاعد وقد شحب وجههم لم يستطع أحدهم الحديث فلقد وضعهم بين شقى الرحى 
نظر لهم واعتلت ابتسامة رضا ملامحه ليتنهد وهو يهز رأسه بنفاذ صبر 
طيبة قلبى دى موداينى فى ابو نكله اسمع ياد منك ليه 
انتبهوا له الأربعة 
انى مش هغلى عليكم الأجره 
تهللت وجوهم من جديد 
اكمل متابعا وصبرى مش هيتحرك من بيته 
احدهم بس 
الحج حسين مقاطعا من غير بسبسه استحملوا ولد عمكم فى شدته واقفلوا شبابيكم زبن بالليل والأوضة ال بتطل على الشارع بلاش نومه فيها اصلها محبكتش يعنى 
احدهم ووقفته الجديدة ملط نعمل فيها ايه وحريمنا فى البيت
الحج حسين ال عنده معزة يلمها اكده ولا اكده بلاه كله بالليل ايه ال يخلى حرمه تطل من الشبايبك بالليالى يا دكر منك ليك 
ابتلع كل واحد منهم ريقه بصعوبة وقد اهانهم ببراعة دون أن يخطئ بحرف 
ليكمل انقلبوا على بيوتكم وماتجونيش مرة تانية فى وجت زى ديه البيوت ليها حرمه 
هزوا رؤسهم وخرجوا دون حديث يجرون خلفهم أذيال الخيبة 
جلس على الأريكة يستعيد حديثهم بسعادة متحدثا بغل
خلاص هانت قربت قربت جوى شويه إكده جدام
وأزود العيار
استند برأسه إلى الخلف شاردا فى ذلك اليوم الذى تغيرت به حياته للأفضل 
محمد پخوف طمئنى يا دكتور على اخويا هيرجع تانى زين 
الطبيب بعدما نزع نظارته الطبية وتعلقت به زوجين من العيون فى انتظار حديثه بلهفة خوف وترقب وزوج ثالث شارد بمكان أخر 
الطبيب ما تقلقوش هو الموضوع فى الاول كان صدمة عصبية بس انتوا أتاخرتوا شوية واتحول لفوبيا وخوف مرضى كان محتاج شوية جلسات يهدئ وحد يطمئنه أنه كويس وأنه هو وسطكم فى امان وبعد ال حصل مع مراته وعيلتها حسه أنه انكسر قدام نفسه وقدامها وقدامكم وده زود الضغط على دماغه 
الحج حسين يعنى ايه الحديت ده يا ضاكتور ولد اخويا هيبقى زين ولا لا 
محمد وهو ينظر إلى أخيه الشارد بسقف الغرفة بالله عليك يا دكتور فهمنى يعنى هيرجع زى الاول ولا لا 
الدكتور بابتسامه صغيرة مطمئنة هو الموضوع هياخد وقت شوية بس صبر منكم وتعامل بهدوء وتتفهموو وضعه 
محمد هشيله فوق راسى لأخر يوم فى عمرى 
حسين بنزق اومال ده احنا نشيلوو جو عيونا اومال 
خرج الثلاث من عيادة الطبيب محمد يمسك باخاه الشارد فى ملكوت خاص به وقبلهم ببضع خطوات عمهم يسير بضيق كم كان يتمنى أن يزف له الطبيب خبر فقدانه لرشده على الأخير حتى تهدى تلك النيران المستعرة بقلبه ولو قليلا ولكن 
اخ على الحظ المجندل ال حداى
هكذا همس لنفسه قبل أن يبصر لتلك السيارة القادمة بسرعه اتجاهم ليسرع بالقفز على الجانب الأخر من الطريق بينما أبناء أخاه لم يسعفهم الوقت انهمك محمد بازاحه أخاه الشارد يبعده عنها لتصطدم به هو ليطير جسده بالهواء ساقطا على بعض أمتار والډماء تتدفق من وجهه وقد ولى سائقها هاربا ولم يلتفت ولو لمرة واحده للخلف 
ليجثو صبرى على قدميه أمام چثة أخيه الراكده بدمائه يتحسس بيده يهمس باسمه ولا يتلقى أى رد ليبدأ بالصړاخ مناديا عليه 
ابتسم بانتشاء متذكرا ذاك اليوم عندما اخذه من يده وجعله يقف بعزاء أخيه وهو على حالته التى زادت سوء ليتأكد الجميع بأن حالته أصبحت مستعصية كيف اخبرهم
بحديث الطبيب بأنه لا رجاء منه بعد الان كيف ترك منزله القديم المبنى من الطين ليعيش بمنزلهم الجديد بمنتصف البلده وقد بناه صبرى خصيصا

انت في الصفحة 6 من 35 صفحات