للعشق وجوه كثيرة ٣ بقلم نورهان العشري
يكن يكفيه تأتي هي لتنطق اسمه بتلك الطريقه التي جعلته يطبق قبضته بشده فبرزت عروق يده فكان يمنع نفسه بصعوبه من الالتفات و سحقها بين ذراعيه لينسيها و ينسي بها كل ذلك الالم الذي يفتت قلوبهم فلم يكد يلتقط انفاسه حتي فاجأته بتلك القنبله التي اخترقت قلبه فبعثرته إلي أشلاء
انا بحبك يا يوسف
يتبع
أحبك.. أعترف لك مثلما يعترف المحكوم عليه بجريمه
لا يريدها.....
همست بوهن
يوسف !
وجدته يعتصر قبضه يده بشده فهو يقاوم قلبه عن الالتفات لها فرق قلبها علي حاله وحالها
فنطق قلبها و ردد لسانها بتلك الكلمه التي كالسهم استقرت في منتصف قلبه....
بحبك يا يوسف .
صدم يوسف الذي كان منذ برهه يعاني مع قلبه المشتاق
و لكن مهلا فرجل مثله يمتلك من الكبرياء ما يجعله يتحمل ان تأكله النيران حيا دون ان يرمش له جفن على ان ينطفئ بمن طعنت كبرياؤه و رجولته بخنجر الغدر و غادرته دون ذرة ندم....
فامسك معصميها بكلتا يديه بشده حتي كادا ان ينخلعا بين يديه و قال بصوت اجش من فرط الۏجع و الأشتياق في آن واحد فقد كان يتقدم خطوة و تتراجع هي آخرى
قوليلي سبب واحد بس مقنع اضحك بيه علي نفسي و علي كرامتي اللي دوستي عليهم يوم ما هربتي مني..
كان القهر يقطر من بين كلماته حين تابع
للدرجادي حبي اللي كنت مغرقك بيه كان و لا حاجه بالنسبالك!
صمت لثوان و عينيه تحاوطها پألم تجلى في نبرته حين قال
ايه كنتي بتتسلي و بعد ما لقيتي ان الموضوع دخل في الجد قولتي تهربي تشوفي تسليه جديده ردي عليااااااا
ارجوك يا يوسف متقولش كدا انا عمري ما كنت كدا معقول مش عارفني ڠصب عني والله...
طرأ من عمق وجعه استفهام ملح
طب ليه سبتيني بالطريقه دي ردي عليا و ارحميني من العڈاب اللي رمتيني فيه !
اخذت بالبكاء بإنهيار فهي لن تقدر علي اخباره بۏجعها و لن تتحمل ان ينظر اليها باحتقار ابدا فهي تعشقه حد الجنون و لا شئ قادر علي كسرها سوى كرهه لها وابتعاده عنها
تعرف ان بعد كلماتها التاليه سوف تخسره للأبد و لكن هذا ما عهدته من هذه الحياه العڈاب و الوحده و اليتم أيضا...
فها هي علي وشك خساره حياتها المتمثله فيه
فقالت بحنان و ۏجع ام علي وشك وداع فلذه كبدها
انا مكذبتش عليك ابدا يا يوسف انا فعلا حبيتك و عشقتك ...
لم يمهلها يوسف الفرصه لتكمل فعندما نطقت تلك الكلمات التي وكأنها نفخت الروح بقلبه ليحيا بحبها من جديد
فاندفع يقربها منه بقوة يبثها كل عشقه و شغفه و كأنما يريد ان يرمم بها چروح قلبه الذي خلفها غيابها.....
لم يختلف الأمر كثيرا بالنسبه لها فقد كانت تبادله شغفه و عشقه پجنون .. فقد تناسي كلا منهما العالم و لم يبقي سوي قلبيهما اللذان اذابهم العشق و اتحدا بعد شهور من العڈاب .
تركها يوسف علي مضض و فكانا كلاهما يلهث من جراء تلك المعركه و الحقيقه انه كانت هناك معركه من نوعا آخر تدور بداخل كليهما....
فكان عقله يؤنبه بشده لضعفه امامها و تركه العنان لمشاعره التي لطالما تحكم بها بمجرد كلمات حب واهيه لم تردعها عن هجره و من ناحيه آخري كان قلبه الذي كان يشعر بصدقها و عمق مشاعرها يتوسل له بالا يحكم عليه بالمۏت فالحياه بدونها بمثابه مۏت بالنسبه له ...
و كان هو بالمنتصف حائر بين تأنيب عقله و توسلات قلبه و يالها من حيرة تقود الانسان الي الجنون ....
اما عندها فكانت معركه تدمي القلوب و تفتتها..
فهي وحيده ضعيفه خائفه من شبح ماض بات يحاصرها من جميع الاتجاهات فلا هروب منه سوي بمۏتها ..
فالمۏت هو النهايه الحتميه لتلك الحياه البائسه و لكن المۏت بكبرياء افضل كثيرا من المۏت علي قارعة طريق ملئ بالإذلال و الإذدراء ...
هكذا اخبرها عقلها و المثير للدهشه و الحزن ايضا ان يستسلم قلبها