الأربعاء 25 ديسمبر 2024

للعشق وجوة كثيره ١٠ بقلم نورهان العشري

انت في الصفحة 2 من 21 صفحات

موقع أيام نيوز


امتى ان شاء الله عموما احنا لينا قاعدة طويله عشان عنيك فيها كلام كتير يا سيادة الرائد 
تحدث علي بمرح 
دا إستجواب بقى 
أضافت فاطمه بنبرة آمرة مصطنعة
بالظبط كدا اتفضل اقعد و قولي حصل ايه 
انهت جملتها ثم امسكت بكفه و اجلسته بجانبها و اعطته إيماءة من رأسها بمعنى ان يبدأ بالحديث ليبتسم على طريقتها التي تجعلها و كأنها طفلته و ليست والدته ليبدأ حديثه من عمق المعاناة التي يشعر بها 

عمرو كلمني عشان اروح اشوف جدي لان حالته الصحية متدهورة بصراحه مكنتش ناوي اروح بس في آخر لحظه غيرت رأيي لما افتكرت بابا الله يرحمه و قولت
مينفعش يكون تعبان و مروحلوش 
صمت لثوان و صوره جده بذلك الضعف تشعره پألم لا يدري ما سببه ليتتابع بصوت حاول ان يكون ثابتا 
دخلت لقيته نايم عالسرير و متعلقله خراطيم و محاليل بصراحه اټصدمت لما شفته متخيلتش ان كل القوة و الجبروت دي في لحظة تتحول لمنتهى الضعف اللي انا شفته فيه وقتها كان نفسي أسأله سؤال واحد كل جبروتك و قسوتك نفعوك دلوقتي بس فاجئني بكلامه 
عودة لوقت سابق 
انا عارف يا علي ايه اللي بيدور في دماغك دلوقتي زمانك بتقول الراجل الضعيف دا هو اللي كان من كام سنه بس بيحاربنا و عايز ياخدنا من امنا  
كان هذا صوت هاشم الرفاعي الجد الأكبر لعلي و قد اهتزت نبرة صوته من كثرة التعب فقد تمكن منه المړض ليشعر بأن أيامه علي وشك الإنتهاء فحاول ان يصلح بعضا من أخطائه ليقول پألم 
انا عارف كل اللى بيدور في دماغك يا ابني و أنا استاهله و استاهل انك تشمت فيا 
قاطعه علي و قد غص حلقه من كلمات جده و لكنه حاول الظهور بمظهر اللامبالاه 
استغفر الله لو سمحت متقولش كدا مفيش شماته في المړض 
ابتسم هاشم ابتسامه بطيئه فأي غرور قد اعماه ليبقي بعيدا عن أحفاده فقد شعر بأنه أضاع الكثير من الأشياء القيمه في هذه الحياة ليمد كفه المرتعش لعلي و عيناه يملؤها التوسل بألا يرد يده خالية ليتبادلا النظرات لمدة ليست قصيرة حتى شعر هاشم بالحزن فهاهو حفيده يرفض حتى الإقتراب منه و حين أوشك علي إعاده يده التقطها علي محاولا ألا يظهر أي ردة فعل و أخذ يقنع نفسه بأنه يفعل هذا لذكري والده و أيضا فإن أخلاقه تمنعه من أن يرد يد عجوز قد امتدت إليه ليضغط هاشم بكل ما يمتلك من قوة علي يد علي و قد فرت دمعه هاربه من عينيه تحكي مدى ندمه وأسفه وهو يقول 
انا عارف إني مستهلش يا علي 
صدقني يا ابني عارف بس انا طمعان في شهامتك و مروءتك و عايزك متحرمنيش من اني اموت وسط احفادي اللي اتحرمت منهم عمري كله بسبب جبروتي و غبائي 
قطب علي جبينه فهل سيتجرأ و يطلب منه أن يبعدهم عن والدتهم مرة ثانية ليقول باستفهام غاضب 
تقصد ايه  
أقصد إن آن الأوان نتجمع مع بعض و نلم شملنا يا علي و تيجوا تعيشوا معايا في القصر و تاخدوا حق ابوكوا 
ثار علي و هب من مكانه منفعلا و قد تذكر معاناة والديه بسبب ذلك الرجل 
أبويا اللي انت حرمته من كل حاجه و فضلت تحارب فيه طول عمره و حتى بعد ما ماټ مفوقتش بردو و استمرت أنانيتك و جبروتك و حاولت تحرم عياله من أمهم تصدق أنا غلطان إني  
قاطع حديثه سعال قوي خرج من جوف هاشم ليتقدم اليه بلهفه ليمسك هاشم بكفه و هو يبتسم بود فقد لمسه قلبه تلك اللهفة التي وجدها في عينيه ليقول بحب 
تعرف يا علي ان عينيك نفس عنين ابوك الله يرحمه انت واخد نفس صفاته كان يتخانق معايا و يقسى عليا و لو حس اني تعبان و لا فيا اي حاجه كنا بييجي جري عليا و كنت بشوف في عنيه نفس اللهفه اللي شوفتها في عينيك دلوقتي
حاول علي أن يترك يداه فقد أصابته كلماته في الصميم ليتمسك هاشم بيده أكثر و هو يقول في ضعف 
المرادي انا عايزكوا كلكوا يا علي و تقدر تجيب الست والدتك معاكوا 
تفاجأ على من حديثه و لكنه سرعان ما أجاب بسخريه 
و إيه سبب الټضحية العظيمة دي 
ليجيبه هاشم بفظاظة و قد أبي الإعتراف بأخطائه حتى و إن نوى إصلاحها 
عشان احفادي مقدرش ابعد عنهم و اموت و هما مش حوليا مضطر اتحمل و اضحي باي حاجة في سبيل انهم يكونوا جمبي اللي باقي لي من عمري 
شعر علي بالسخرية من نفسه لظنه بأن هذا العجوز
يمكن ان يلين و يعترف بأخطائه ليتجاهل براكين الڠضب التي عصفت بداخله و تحدث بنبره قويه و ثابته 
انا مقدر تضحياتك دي بس طلبك مرفوض يا هاشم بيه انا و امي و اخواتي هنعيش في بيتنا بيت ابويا اللي اتربينا فيه و مش هنقدر نسيبه ابدا و لا
 

انت في الصفحة 2 من 21 صفحات