الأربعاء 25 ديسمبر 2024

رواية احتيال وغرام بقلم رحمة السيد

انت في الصفحة 3 من 51 صفحات

موقع أيام نيوز


حقدها الأسود الذي لن يفارقها يوما حتى يزهقها...! 
استدركت مريم نفسها سريعا لتقترب من فاطمة راسمة تلك الابتسامة البريئة المستهلكة في خداع بدر ثم قالت برقة
ده نور حضرتك ازي حضرتك يا طنط 
اومأت فاطمة برأسها متمتمة برفق
بخير يا حبيبتي ازيك انتي 
الحمدلله بخير 
ردت في هدوء ثم ظهر الحرج مستلا قيادة تعبيراتها الماكرة وهي تغمغم بصوت منخفض نوعا ما 

أنا عارفة إني هتقل عليكم الفترة دي أسفة بجد لكن والله حاولت اتأقلم على إني افضل لوحدي بس مقدرتش
فهزت فاطمة رأسها نافية بسرعة
لا طبعا ما تقوليش كده أنا اكتر حاجة تفرحني إن ضيف يجي بيتي 
تلوى ثغرها بتلك الابتسامة المصطنعة ثم اقتربت من بدر الذي كان واقفا بصمت لتحاوط ذراعه مرة اخرى ولكن هذه المرة بتملك ازداد ثورانا وتأججا في وجود غريمتها لتتابع بعدها بمكر انثوي
اصل انا وبدر مش بنسيب بعض ابدا طول اليوم إلا لما يروح الشغل فمبقتش بقدر أقضي يوم من غيره
اومأت فاطمة بشبه ابتسامة مجاملة وهي تردد
ربنا يخليكم لبعض
يارب 
بينما أيسل كانت تحدق بهم بعينان مشتعلتان بچحيم الغيرة الذي أهلكت فقاقيعه روحها..! 
ثم نهضت تنوي المغادرة إلا أن مريم استوقفتها قائلة ببرود خبيثة
انتي بقا أيسل صح 
استدارت لها أيسل تعقد ذراعاها معا وهي ترمقها بنظرة ذات مغزى مجيبة بنفس البرود
ايوه أنا أيسل صاحبة القصر اللي إنتي واقفة فيه ده
تلوت ملامحها كجلد الثعبان لتتغير للتأثر المصطنع وهي تتشدق ب
كان نفسي نتقابل في ظروف أحسن من كده انا عارفة إنك مضايقة إنك اضطريتي تجبري حد يتجوزك لكن فعلا مفيش حل غير ده انا لو مكانك كنت عملت كده! 
اقتربت منها أيسل بخطوات بطيئة ترميها بنظرة حادة شعرت بها تنخر عظامها من قسۏتها لتردف بحروف بطيئة قټلت تلك الهالة من البرود التي كانت تحاوطها لتظهر باطنها الذي يغلي كالمرجل
مش أيسل الرافعي اللي تجبر حد يتجوزها اديكي قولتي أنتي مش انا ! إنما أنا أخلي أي راجل يتجنن عشان يتجوزني مش العكس 
حينها تدخل بدر في الحوار مغمغما بنبرة رجولية عميقة ونظراته المظلمة مثبتة على أيسل
أي راجل مش انا يا أيسل هانم !! 
تأرجحت نظراتها ما بين السخرية والڠضب.... تشعر بالتحدي يغرس مخالبه في أعمق نقطة داخلها.
ثم اومأت برأسها بكلمة كانت بمثابة قسم سيظل معلقا بينهما حتى يصبح قلبه بين قبضتها فيسقط ذلك القسم
هنشوف يا بدر 
ما إن أنهت كلمتها حتى إنصرفت لم تنتظر كلمة اخرى بينما فاطمة حاولت التبرير بكلمات مقتضبة
انتوا اكيد عاذرين أيسل اللي بيحصلها كله مرة واحدة مش شوية! 
اومأت مريم برأسها مؤكدة وبابتسامة مجعدة يكاد الحقد ينفجر من بين ثناياها ردت
اه طبعا يا طنط ربنا يقويها على ما بلاها !
على الجهة الاخرى.....
جلست ليال في الحجرة التي تقطن بها دوما شبه وحيدة تحارب أفكارها المذبذبة التي لم تجد سواها حاضرا... 
للحظات تأن كرامتها وذلك الرفض ينحرها وفي اللحظات الاخرى يكتم قلبها ذلك الڼزيف رافضا الاستسلام لتيار العقل.... 
تخشى الاستسلام للعقل فتسير في طريقه لتصل لمنتصفه وحيدة شريدة ممزقة بنصل الندم الندم الذي لن يتركها حتى يطفئ بريق روحها كما فعل بوالدتها تماما...!
قطع شرودها الباب الذي فتحته ورد ابنة عم يونس التي اقتربت منها بابتسامتها التي تشع بهجة وهتفت
ازيك يا ليال 
سړقت ليال ابتسامة من ضجيج الذكريات لترد بخفوت
الحمدلله تمام إنتي عامله إيه 
الحمدلله 
جلست جوار ليال على الفراش ثم امسكت يدها لتردف بحماس أصابت شعلته كومة اللامبالاة داخل ليال
بصي انا عارفه إن لما اتجوزتوا انتي ويونس معملناش حنة ف بنات العيلة تحت هيجيبوا واحدة بترسم حنة حلوه اوي إيه رأيك تيجي معانا ترسمي 
للحظة ترددت ليال... كادت ترفض وذاك الضجيج المؤلم داخل رأسها يتصاعد ولكنها أسكتته حينما دوى صوت موافقتها لتعلن
اشطا ياريت 
إتسعت ابتسامة ورد وكادت تنهض ولكن ليال أسرعت ممسكة بيدها وتابعت بشيء من التردد
ورد هو انا ينفع اطلب منك طلب أصلي بصراحة مليش كلام مع حد اوي هنا 
اومأت ورد برأسها مؤكدة بترحاب حار
طبعا اؤمري 
رفعت ليال يدها تتلمس خصلاتها المقصوصة التي غطتها ب حجاب صغير لتتنهد بقوة وكأنها تحيي داخلها روح المقاتلة من أجل حبها والتي استكانت للحظات في ركن ما داخلها بخواء قاس بعدما حدث...
انا كنت عاوزاكي توديني الكوافير أقص شعري كيرلي وأصبغه 
ثم هزت كتفاها معا وأكملت بصدق
انا فعلا من زمان نفسي أقصه كيرلي وكنت هعملها قبل ما أجي هنا بس ماجتش فرصة بقا !
اومأت ورد بسرعة وهي تغمزها
بمرح حلو
يا سلام ياستي غالي والطلب رخيص
ثم نهضت تحكم حجابها حول رأسها وتخبر ليال بحروف هادئة مبطنة بالتحذير
انا هروح ألبس وانتي كمان إتصلي بيونس استأذنيه وإلبسي وهستناكي تحت 
تمام يا ورد 
نهضت بالفعل ترتدي ملابسها وما إن إنتهت حتى أمسكت هاتفها لتتصل بيونس... ولكنه كالعادة رفض مكالمتها !!.. 
بعد ساعات وفي غرفة ليال ويونس.....
وقفت ليال أمام المرآة تنظر لنفسها بزهو بداية من خصلاتها التي صبغتها بخليط ما بين لون لم يصل لصفار الشمس واخر لم يصل

لبياض الثلج....! 
ثم ذلك الفستان الرقيق الذي ترتديه


والذي يصل حتى ركبتيها... يعري كتفاها عن عمد حتى تبرز تلك الرسمة التي أبدعت الفتاة في رسمها والتي كانت على كتفها وتصل لرقبتها...
كانت فاتنة... فاتنة لن تتوانى عن إغواء ذلك القديس الذي تزوجته !
على ذكر سيرته في خاطرها وجدته يفتح باب الغرفة كعادته عندما يعود من عمله أخذ ملابسه من الدولاب دون أن ينطق بحرف واحد... يشعر بتأنيب ضمير خاڤت لما فعله بها تلك المرة يصدح داخله ولكنه يكتمه متجاهلا صداه....
كاد يتخطاها داخلا المرحاض دون أن ينظر نحوها حتى ولكنها مالت في وقفتها امام المرآة وهي تهتف بنبرة بطيئة ناعمة وخبيثة
إيه رأيك في النيو لووك ده بتاع شعري يا يونس
تحركت عيناه تلقائيا لتحدق بها فسقط مظهرها عليه كمطرقة حديد ملتهبة الاشتعال....! 
ولكنه تجاوز ذلك الشعور سريعا لتحتد عيناه بنظرة تعرفها جيدا حينما يعلن شيطان الڠضب وجوده بعيناه ولكنها أكملت ببرود وهي تتلمس خصلاتها
شكرا إنك قصتهولي انا كنت مكسله اروح اقصه وأنت حمستني كتر خيرك والله ! 
كز يونس على أسنانه پعنف حتى أصدرت صكيكا حادا كان يحاول تمالك أعصابه بشق الأنفس... ولكنها زادت الطين بلا كما يقولون حينما استطردت وهي تنظر له في المرآة وتميل بكتفها ببطء متعمد
شوفت كمان الحنة اللي رسمتها حلوه صح 
لم تتزحزح نظراته من عليها... تلك النظرة المظلمة الخاوية المفخخة بالڠضب والكره..
ليقترب منها ببطء كالفهد الذي يتربص بفريسته ثم خرج صوته اخيرا أجش وهو يسألها
امممم حنة ودي رسمتيها امتى بقا والقرف اللي عملتيه في شعرك ده عملتيه امتى 
ردت بلامبالاة بينما عيناها تراقبه بتحفز
النهارده لما أنت روحت الشغل خليت ورد توديني
أصبح خلفها مباشرة يقرب وجهه من رقبتها عن عمد فاختض قلبها پعنف وهي تعض على شفتها السفلية تكتم اعتراضا ربما يشعره بغروره الذكوري... بينما أنفاسه الساخنة مع حصاره لها بهذه الطريقة تفعل بها الأفاعيل...
اخترقت رائحتها أنفه دون عناء بمجرد أن اقترب منها وتلك الرسمة وكأنها تستفز أصابعه ليتلمسها... شعور لحظي كرجل باغته ولكنه حجمه في نفس اللحظة بالكره الذي يسير في عروقه تجاهها....
نظر للحنة الموضوعة في طبق امام المرآة ثم اقترب اكثر حتى يستطيع الوصول لها فأصبح ملتصقا بها لتزداد حدة تنفسها... لن تستطع... لن تستطع المقاومة اكثر.... إستعر لهب عواطفها في تلك اللحظات لتشعر بجسدها كله وكأنه مستوطن بالجمر....!
إندفعت تنوي الابتعاد ولكنه حاوط خصرها في نفس اللحظة بقوة ليعيدها مكانها أمامه ثم همس جوار أذنها ببحة رجولية خشنة
هشششش اثبتي مكانك 
أغمضت عيناها بقوة تبتلع ريقها ولم تلحظ يداه التي امتدت لتأخذ تلك الحنة السوداء في يده ثم لمعت عيناه پحقد ماكر وهو يسألها بهدوء
عجباكي الرسمة مش كده 
اومأت مؤكدة برأسها ثم فتحت عيناها تحاول إجبار صوتها على الخروج
ايوه وابعد قولتلك قبل كده متقربش كده 
رفع حاجبه الأيسر باستنكار مغمغما بنفس المكر
ليه هو انتي مش عامله كل ده عشان أقرب 
إتسعت عيناها بحرج من إعلانه لها صراحة فردت بأول اجابة قفزت لعقلها
لا طبعا أنا آآ.... عامله لنفسي لكن أنت...... أنت متهمنيش! 
فعلا 
رددها بابتسامة متهكمة لا تمت للمرح بصلة ثم اقترب اكثر ليشعر بتلك الرعشة العڼيفة تهاجمها ليهمس بصوته الخشن المبحوح الذي يثير داخلها مشاعر لم تخوضها قبلا
واضح اوي إني ماهمكيش امال جسمك بيتنفض كده ليه وليه عملتي التمثلية اللي عملتيها قدام الكل اليوم اياه 
وفجأة وقبل أن تجيب رفع يده ينوي تلطيخ تلك الرسمة بالحنة التي في يده ولكنها إنتبهت بسرعة فأمسكت يده بقوة قبل أن تصل لكتفها ثم دفعته پعنف وهي تزمجر فيه بحدة
لا بقولك إيه بتعاملني بهمجية وعديتها قصيت شعري وقولت ماله مايضرش لكن تبوظلي الرسمة اللي انا متحنطة بقالي ٣ ساعات عشان أرسمها لاااا... هي سايبه ولا إيه!
كان ينوي الاقتراب منها مرة اخرى مصرا على إفساد تلك الرسمة ولكنها دفعت
يده بقوة حتى سقطت تلك الحنة من يداه على الارض فحدقت بها بانتصار وهي تتنفس بارتياح... 
بينما هو جذبها من ذراعها پعنف قابضا عليه ليتابع هدير غضبه الذي تفجر من طي الكتمان
وحياة امك لوريكي مين الھمجي هو انتي لسه شوفتي همجية انا هاسود حياتك لحد ما اعرف مين اللي قالك تعملي اللي عملتيه وساعدك
ثم دفعها بعيدا عنه پعنف لتسقط على الفراش ... فاستدار هو لمغادرة الغرفة وهو يردد بنفس العصبية الهوجاء
ومفيش خروج من الاوضة دي ولا حد هيدخلك حتى 
وبالفعل خرج وبدأ يغلق الباب من الخارج بالمفتاح الخاص بالغرفة فجلست هي على الفراش ممسكة بزجاجة الطلاء لتبدأ بطلاء أظافرها وهي تتمتم ببراءة
لا يا يونس اوعى تقفل الباب يا يونس لا والنبي متقفلوش! 
شعرت بخطواته الحادة تبتعد عن الباب فتركت زجاجة الطلاء وهي تتنهد بعمق.... لازال الطريق أمامها طويل... طويل ومخضرم بالأشواك الضارية....!!
في القصر.....
في غرفة أيسل كانت تنهي تصفيف خصلاتها الڼارية المجعدة اليوم ستذهب لتتقدم للعمل بأحدى الشركات واخيرا بعد إنتظار طال...!
بينما في الخارج كان بدر يبحث عن مريم التي

لم يجدها في الغرفة التي خصصت لها فقابل
 

انت في الصفحة 3 من 51 صفحات