الأربعاء 25 ديسمبر 2024

سيطرة ناعمة

انت في الصفحة 4 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز


ماهر امام توسلات جده فقال بعدم تقبل
حاضر يا جدي...حاضر
هتوصلها ازاي
هحاول اغفل بابا واخد رقم عمها من موبايله شكله واقع وعايز يوصل لأي حد فينا 
ربنا يباركلك يابني ...طب روح...روح بسرعه يالا
دلوقتي 
دلوقتي بالله عليك
خلاص يا جدي حاضر..مش عايز أشوفك كده الله يخليك
حاضر بس تروح النهارده ..النهارده يا ماهر

حاضر...النهارده والله
في احد مقار الشركات الكبرى جلست فتاة بديعة المحية ممتلئة القوام لها طله مميزه لكنها متوتره تفرك كفيها ببعض من شدة الارتباك وانتفضت منتبهه على صوت قوي من فتاة في سن مقارب لها تسأل بقوة
اشتغلتي فين قبل كده 
أا..بصراحه...دي ...أول مرة أشتغل
نظرت الفتاة الأنيقة لزميلتها التي بادلتها النظرة بسأم وترفع ثم اتجهت أنظار كل منهما لتلك المهتزة التي تجلس أمامهما بتوتر و وجه شاحب
لترفع الفتاة ذات البذلة العمليه والشعر المصفف بعنايه حاجبها وتقول بترفع
نعم ...انتي جايه تهزري! مش عارفه شركة ايه دي الي مقدمة فيها والوظيفة ايه
انكفت لونا تفتح حقيبتها بتوتر وتلجلج من شدة الإرتباك والإحساس بالدونيه أمامهما وحاولت ان تسرع في اخراج رزمة من الأوراق تعرضها أمامهم في محاولة منها للفخر وتقول
أنا....الرسومات دي بتاعتي انا الي عملاها انا شغلي حلو قوي في التصميم والجرافيك.
نظرت كل فتاة للأوراق شزرا ثم عاودوا النظر لها لتلتقط إحداهن الاوراق منها وتلقيها بأحتقار على الطاوله الفاصلة بينهم ثم اكملت بإمتعاض
اتعلمتي التصميم والجرافيك فين
توترت لونا ثم جاوبت بأهتزاز
واحده جارتي علمتني
لاحظت تبادل الفتيات النظر لبعض بسخريه منها مضاف إليه الإستحقار والإستعلاء لتقول الأولى للثانيه
أنا مش عارفة موظفين الأتش أر الي بيدوا مواعيد للمتقدمين دول بيدوهم ويقبلوهم على أساس ايه!
لتوافقها الثانية الرأي وتقول مكملة
ناقص نروح نعملهم شغلهم كمان.
لتعود الأولى والتي يبدو من فخامتها وثقتها انها المديرة لتسأل لونا
أنتي اصلا خريجة ايه
توترت لونا وتعرقت ثم قالت بصوت متحشرج من شدة شعورها بالدونية
لا أنا ماخلصتش ثانويه عامة عشان
ضحكت الفتاتان وقالت الأولى باحتقار
يعني معاكي إعداديه ...ههه مش متخيلة معاكي إعداديه وجايه تقدمي على وظيفة جرافيك ديزاين في شركه كبيره زي الوراقي بجد مش عارفة جبتي الثقه دي منين
تلجلجت لونا ثم قالت
طب بصي في التصاميم وهتعرفي اني...
آه اه خلاص عرفنا انك جامده جدا هههههههه اتفضلي اتفضلي
ثم تجاهلتها وكأن رحيلها من عدمه لا يهمها ثم بدأت تتحدث مع زميلتها باحتقار وسخريه عن الوضع وأصوات ضحكاتهم عاليه لتقف لونا بهزال وتتحرك ناحية الباب وهي مستمعه لأصواتهم الواضحة كلها سخريه لاذعه عنها.
وصلت لحيها تجر أزيال الخيبة والذل بعدما جرى معها هناك مرت على منزل صديقتها مقرره انها لن تفوت عليها لا تريد التحدث عن ماصار هناك.
اغلقت باب شقتها عليها تحمد ربها انها لم تقابل في طريق الصعود عمها البغيض ولا زوجته ذات اللسان السليط و وقفت تتطلع لبيتها الجميل المؤثث بأثاث راقي جدا لكنه
 

انت في الصفحة 4 من 5 صفحات