الخميس 26 ديسمبر 2024

الختامية ٢ أية محمد رفعت

انت في الصفحة 5 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز


نروح معاكم المسجد يا بابي. 
أخفض نظراته لتلك لصغيرته الفاتنة التي لا تحمل منه سوى عسليته ملامح وجهها بأكملها تشبه تلك التي تسكن قلبه بتمكن فمرر يده يخفي تلك الخصلة المتمردة من أسفل حجاب اسدالها المحاط بورود كالتاج الذي يزينه وهو يردف بحنان  
_هاخدك معايا وهستناكي تحت قدام مصلى السيدات. 

وحملها وانطلق للأسفل بعدما أطلق كلماته الخبيثة التي جعلت زوجته تصيح بضيق 
_قالتلك نروح يعني الطلب جماعي يا سيادة المقدم!! 
استدار تجاههما مجددا ليمنحهما نظرة ثابتة لا تحيل عنهما وصرح 
_مش الباشا الكبير مصرح إن الصلاة ليكم تكون بالبيت وده الأصح! 
تمردت آية على صمتها تلك المرة حينما قالت 
_عارفين طبعا الكلام ده بس أنا ورحمة حابين نخرج نشم هوا نضيف وأنت عارف الجو بعد الفجر بيكون نقي وبالأخص في رمضان تحسه ريحته مسك كده. 
ابتسم وهو يتابع حديثها فترك صغيرته عن يده وأشار لها بالذهاب لعمر الذي يشير لها خارج البوابة الخارجية للقصر بينما دنا هو منها ليسألها بخبث 
_ماما إنت عايزاني أواجه ياسين الچارحي بحرب تانيه 
أفلتت بسمة خاڤتة على شفتيها وهي تشير له بتأكيد وكأنها تستغيث لوالدها بالدفاع عنها أمام أستاذها البغيض تعالت ضحكات عدي وردد بمكر
_وأنا اللي كنت فاكرك سعيدة بحالة السلام اللي بينا! 
وضم يده لصدره وهو يشير لها 
_بينا نواجهه مع بعض وربنا يستر! 
تعلقت آية بذراعه واتبعتهما رحمة بسعادة لتوقفها نور التي تعلقت برقبتها تعاتبها بسخط 
_كنتوا هتمشوا من غيري!! 
ردت عليها باستهزاء 
_شايفانا أخدنا الأذن واحد وافق لسه التاني. 
تساءلت وهي تخطو جوارها بمحاذاة 
_مين وافق ومين لسه 
ابتسمت وهي تخبرها بالمتبقى 
_ياسين الچارحي. 
صمت شفتيها معا وهي تردد بيأس 
_يبقى الموضوع كبير! 
تفاجئ ياسين بخروج زوجته برفقة عدي للخارج فتساءل وهو يوزع نظراته المشككة بينهما 
_خير 
منحه عدي نظرة مطولة ثم ضمھا إليه واستدار بها بعيدا عن ياسين الذي يحاول استكشاف ما يود ابنه الشرس فعله تلك المرة بعد محاولاته المستميتة لترويضه انحنى عدي لطول والدته القصير عن قامته الطويلة ليخبرها بعقلانية جعلتها لا تصدق ببداية الأمر 
_بصي يا حبيبتي أنا كده كده معاك وفي دهرك وحضرتك عارفاني مبيهمنيش حد بس أعتقد إنك لو اتكلمتي معاه أنت مستحيل يرفضلك طلب أنا لو عملت كده هيفكرني رجعت أتحداه من تاني! 
رفعت أحد حاجبيها بذهول 
_تفتكر 
أومأ برأسه مؤكدا فمنحته ابتسامة هادئة ثم استدارت تجاه ياسين الذي يتابعهما واضعا يده بجيب سرواله القماشي وعينيه لا تفارقهما فما أن اقتربا منه حتى صاح بوجوم 
_بتخططي لأيه أنت وابنك المرادي! 
رفعت كتفيها ببراءة مصطنعة فتسلطت عسليته لشبله طارحا السؤال القادم إليه 
_كلتا آذني صاغية.. اتفضل! 
ابتسم وهو يشير لزوجته 
_ده موضوع خاص بيكم أنا ماليش أتدخل بيه يلا يا حبيبتي هيقيموا الصلاة. 
أسرعت رحمة ونور خلفه ومازال ياسين يقف محله يراقبه بغموض انتقل لزوجته التي ما أن تأكدت من رحيله حتى حررت ضحكاتها التي سيطرت عليها بتحكم فابتسم ياسين وهو يراقبها بنظراته العميقة بعدما تسلل إليه مفهوم ما حدث بينهما فقال بصوته الرخيم 
_أقنعتيني إنك جاية معايا المسجد إنتي والبنات وعملتي حوار على ابنك أفهم أيه أنا من لعب العيال ده 
ضحكت حتى أدمعت عينيها وأخبرته بدهشة 
_كنت بحاول اقتنع ان عدي إتغير بس دلوقتي اقتنعت. 
اقترب منها وأبعدها بذراعه عن الطريق لتخطو محله ويصبح هو خارج الطريق فاتجهوا معا للمسجد القريب من القصر وهو يشير لها 
_سامعك! 
بدأت بقص ما حدث إليه وخاصة بحديث عدي العقلاني فابتسم وفاه براحة 
_ابتدى يفهم! 
ردد الإمام الآذان بصوته الخاشع ومن بين تردده نطق جملة تقشعر لها الأبدان من لذة معناها
الصلاة خيرا من النوم.. الصلاة خيرا من النوم 
تلك اللذة التي تداعب قلوب من يهم فجرا لقضاء فرض الله عز وجل الا يكفيه بأنه في معية الله وحفظه طوال اليوم رزق الله على العبد لا يعد بالثروة والمال رزقه يكمن بصلاته محبته تكمن باستيقاظك ليلا حينما يرحل عنك النوم وتقرر بتلك اللحظة قضاء صلاة القيام أو الفجر عز وجل أرادك أن تهم إليه تدعوه بما يضيق صدرك يريد سماع صوتك يريدك مهرولا إليه وإن كنت تقدمت إليه شبرا يقترب منك ذراعا. 
انتهت الصلاة وخرج الرجال من المسجد أولا لإتاحة خروج غير محرج للنساء كما اعتادنا نحن العرب أمر ياسين الشباب بالعودة للقصر ووقف جانبا بإنتظار حفيدته وزوجته
 

انت في الصفحة 5 من 7 صفحات