الختامية ٢ أية محمد رفعت
نروح معاكم المسجد يا بابي.
أخفض نظراته لتلك لصغيرته الفاتنة التي لا تحمل منه سوى عسليته ملامح وجهها بأكملها تشبه تلك التي تسكن قلبه بتمكن فمرر يده يخفي تلك الخصلة المتمردة من أسفل حجاب اسدالها المحاط بورود كالتاج الذي يزينه وهو يردف بحنان
_هاخدك معايا وهستناكي تحت قدام مصلى السيدات.
_قالتلك نروح يعني الطلب جماعي يا سيادة المقدم!!
استدار تجاههما مجددا ليمنحهما نظرة ثابتة لا تحيل عنهما وصرح
_مش الباشا الكبير مصرح إن الصلاة ليكم تكون بالبيت وده الأصح!
تمردت آية على صمتها تلك المرة حينما قالت
ابتسم وهو يتابع حديثها فترك صغيرته عن يده وأشار لها بالذهاب لعمر الذي يشير لها خارج البوابة الخارجية للقصر بينما دنا هو منها ليسألها بخبث
_ماما إنت عايزاني أواجه ياسين الچارحي بحرب تانيه
_وأنا اللي كنت فاكرك سعيدة بحالة السلام اللي بينا!
وضم يده لصدره وهو يشير لها
_بينا نواجهه مع بعض وربنا يستر!
تعلقت آية بذراعه واتبعتهما رحمة بسعادة لتوقفها نور التي تعلقت برقبتها تعاتبها بسخط
ردت عليها باستهزاء
_شايفانا أخدنا الأذن واحد وافق لسه التاني.
تساءلت وهي تخطو جوارها بمحاذاة
_مين وافق ومين لسه
ابتسمت وهي تخبرها بالمتبقى
_ياسين الچارحي.
صمت شفتيها معا وهي تردد بيأس
_يبقى الموضوع كبير!
تفاجئ ياسين بخروج زوجته برفقة عدي للخارج فتساءل وهو يوزع نظراته المشككة بينهما
منحه عدي نظرة مطولة ثم ضمھا إليه واستدار بها بعيدا عن ياسين الذي يحاول استكشاف ما يود ابنه الشرس فعله تلك المرة بعد محاولاته المستميتة لترويضه انحنى عدي لطول والدته القصير عن قامته الطويلة ليخبرها بعقلانية جعلتها لا تصدق ببداية الأمر
_بصي يا حبيبتي أنا كده كده معاك وفي دهرك وحضرتك عارفاني مبيهمنيش حد بس أعتقد إنك لو اتكلمتي معاه أنت مستحيل يرفضلك طلب أنا لو عملت كده هيفكرني رجعت أتحداه من تاني!
_تفتكر
أومأ برأسه مؤكدا فمنحته ابتسامة هادئة ثم استدارت تجاه ياسين الذي يتابعهما واضعا يده بجيب سرواله القماشي وعينيه لا تفارقهما فما أن اقتربا منه حتى صاح بوجوم
_بتخططي لأيه أنت وابنك المرادي!
رفعت كتفيها ببراءة مصطنعة فتسلطت عسليته لشبله طارحا السؤال القادم إليه
_كلتا آذني صاغية.. اتفضل!
ابتسم وهو يشير لزوجته
_ده موضوع خاص بيكم أنا ماليش أتدخل بيه يلا يا حبيبتي هيقيموا الصلاة.
أسرعت رحمة ونور خلفه ومازال ياسين يقف محله يراقبه بغموض انتقل لزوجته التي ما أن تأكدت من رحيله حتى حررت ضحكاتها التي سيطرت عليها بتحكم فابتسم ياسين وهو يراقبها بنظراته العميقة بعدما تسلل إليه مفهوم ما حدث بينهما فقال بصوته الرخيم
_أقنعتيني إنك جاية معايا المسجد إنتي والبنات وعملتي حوار على ابنك أفهم أيه أنا من لعب العيال ده
ضحكت حتى أدمعت عينيها وأخبرته بدهشة
_كنت بحاول اقتنع ان عدي إتغير بس دلوقتي اقتنعت.
اقترب منها وأبعدها بذراعه عن الطريق لتخطو محله ويصبح هو خارج الطريق فاتجهوا معا للمسجد القريب من القصر وهو يشير لها
_سامعك!
بدأت بقص ما حدث إليه وخاصة بحديث عدي العقلاني فابتسم وفاه براحة
_ابتدى يفهم!
ردد الإمام الآذان بصوته الخاشع ومن بين تردده نطق جملة تقشعر لها الأبدان من لذة معناها
الصلاة خيرا من النوم.. الصلاة خيرا من النوم
تلك اللذة التي تداعب قلوب من يهم فجرا لقضاء فرض الله عز وجل الا يكفيه بأنه في معية الله وحفظه طوال اليوم رزق الله على العبد لا يعد بالثروة والمال رزقه يكمن بصلاته محبته تكمن باستيقاظك ليلا حينما يرحل عنك النوم وتقرر بتلك اللحظة قضاء صلاة القيام أو الفجر عز وجل أرادك أن تهم إليه تدعوه بما يضيق صدرك يريد سماع صوتك يريدك مهرولا إليه وإن كنت تقدمت إليه شبرا يقترب منك ذراعا.
انتهت الصلاة وخرج الرجال من المسجد أولا لإتاحة خروج غير محرج للنساء كما اعتادنا نحن العرب أمر ياسين الشباب بالعودة للقصر ووقف جانبا بإنتظار حفيدته وزوجته