ندوب الهوي ثاني عشر اجزاء بقلم ندي حسن
صباحية مباركة يا عروسة
ابتسمت هدير بخجل ورقة وهي تنظر إليها بسعادة وهتفت قائلة
الله يبارك فيكي دا عيونك بس هي اللي حلوة
استنكرت والدته حديثها وتحدثت بطريقة شعبية أصيلة وهي تفتعل صوت يدل على الاستنكار بفمها
عيوني!.. عيوني ده ايه دا أنت اللي مفيش منك يا جميل
ابتسمت إليها بود وهي تبادلها تلك السعادة وداخلها شعور يكاد يجعلها تطير من الفرح لأجل طيبة والدته وحبها لها واهتمامها بها كم هي محظوظة بوجودها! إن الله أنعم عليها بكثير من النعم التي لا تستطيع أن تقوم بعدها حتى تقدمت من والدتها وشقيقتها وسلمت عليهم بحب كبير وترحاب ثم جلست معهم جميعا وبعد قليل دق الباب مرة أخرى فذهب جاد ليرى من الطارق
نظرت إليه بعد أن دلف إليها وهي تضع العصير في الكؤوس على رخامة المطبخ وأردفت متسائلة وهي تعقد حاجبيها
مين جه
أقترب منها وأخذ ما بيدها ثم تحدث بجدية وهو يشير إلى الخارج
أومأت إليه برأسها ثم خرجت وتركته يكمل مهمتها بدلا عنها بهدوء..
ارتدت حجاب فوق العباءة واخفت خصلات شعرها ثم ذهبت للداخل عندهم وقامت بالترحاب بوالده بشدة وقابلها بالحب الشديد الذي ظهر أمام الجميع كوالدته وهذا جعل جاد يرفرف من فرط السعادة ألقت التحية على سمير بابتسامة وأكملوا الجلسة بسعادة وهم يتحدثون عن ما حدث في الزفاف وكم من شخص حضر وأشياء من هذا القبيل..
لأ أنا هاخد لفه في الشقة علشان مش معقولة شقتي ومشوفتهاش
أتى جاد سريعا من الداخل ووقف أمامها بقميصه الداخلي بعد أن أزال ملابسه عنه بسبب الجو الحار وفعلت هي المثل مرتدية قميص قطني طويل مفتوح من الناحيتين أسفل الركبة وصدره مفتوح أيضا بحمالات رفيعه أسود اللون
تذمرت أكتر لأنه لا يريدها أن ترى الشقة إلا معه وبنفس الوقت لا يريد رؤيتها!. هل جن هذا
طب ما تيجي الله
أقترب منها بخبث ثم وضع يده الاثنين على كتفيها وغمز بعينيه الرمادية الخلابة ونظرته تقل لها أن هناك أمرا ما ليتحدث بمكر
لأ مهو مش ده اللف اللي أقصده
ضيقت ما بين حاجبيها وهي لا تستطيع فهم حديثه الذي يرمي إليه بكلمات غير مباشرة وتساءلت باستغراب
غمز إليها مرة أخرى بوقاحة لم يعهد فعلها ولكنها لزوجته إذا فليتقنها تحدث بصوت ماكر خبيث
كلك مفهوميه
نفضت يده عنها بحدة وداخلها تود الابتسامة بقوة ولكن خجلها الذي لم تتغلب عليه كليا يسيطر عليها إلى الآن هتفت بحدة مضحكة وهي تتراجع
للخلف
لأ خلينا نتفق من دلوقتي أنا مش بحب قلة الأدب.. آه
أقترب منها مرة أخرى ووضع يده كما كانت وتحدث بلين ورقة وعينيه الرمادية تقابل عسليتها في نظرة حانية
أخفضت نظرات عينيها إلى صدره مبتعدة عن حدقتيه بخجل ثم رفعت وجهها مرة أخرى إليه تتسائل برفق وصوت خاڤت
هتفضل تغلبني بكلامك لامتى..
أبعد إحدى يداه عن كتفيها ووضعها فوق موضع قلبها متحدثا ولوعة الحب داخلة تشتعل أكثر
لحد ما أخد قلبك منك ويبقى ملكي
استنكرت حديثه الأبلة وأجابته بسخرية واضحة والابتسامة على محياها
فكرك لسه ماخدتوش!..
تنهد بعمق وهو يعلم أن اعترافها هو الوحيد الذي سيثبت له أنها تحبه وغير ذلك لن يأخذ بأي أفعال ربما أفعالها ونظراتها ووقوعها بين يديه بالأمس طيلة الليلة يثبت به أنها تحبه ولكنه لن يأخذ إلا بالاعتراف إذا لما لا يطبق الوضع عليه هو الآخر
حاجه واحدة هتثبتلي إني اخدته
سألته باستفهام حتى تفعل ما يريده وتثبت له أنها تحبه ولا تريد غيره ربما في السابق لم ولن تكن تفعل ذلك ولكنه الآن زوجها فحلال أن تقول ما يهواه وربما هو الآخر يقول ما تريد الاستماع إليه
ايه هي..
أبعد يده وابتسم بهدوء ليبتعد عن الحديث هذا حتى لا يلفت نظرها لشيء يريده فتفعله فقط لأنه يريده
كده ابقى بغششك... لازم تيجي منك
أبتعد عن هذا الحديث نهائيا وهو يشير إليها بيده لتنظر إلى الشقة ويلهي عقلها عن كلماته
تعالي ياستي نلف الشقة من أول الباب
نظرت إليه وهو يسحب يدها ويتجه إلى الباب إنها تعلم أنه يريد الإبتعاد عن هذا الحديث ويلهي عقلها حتى لا تفكر فيما يريد وتفعل دون تفكير.. لا يعرفها!..
هي لن تفعل أي شيء إلا أن كانت مقتنعة به وتريد فعله عن حق لو هي لم تحبه إلى الآن فلن تقول أي شيء ولن تفعل أي شيء يدل على ذلك من الأساس عليه أن يفكر قليلا ويبدأ من نقطة البداية خاصته لتستكمل هي الطريق..
تحدث بهدوء وهو يمسك بيدها يدلف من عند الباب وصولا إلى الصالون
هنا الډخلة بتاعت الشقة
فيها الكرسي الكبير