صبري بقلم مروة حمدي
ومر عليه الكثيروقد فهم ما تعرضتا له نساء وحيدات مثلهن من مضايقات
ليقرر بينه وبين حاله أن يساعدها على قدر استطاعته
الغفير جوليلى يا بتى أنهى بيت ده
ورده وهى تشير له على منزل من الطوب الأخضر صغير يقع على بعد منزلين منهما
هز الرجل راسه امممم البيت ده أصحابه ناس زينه وولاد حلال
الغفير اومال انا اعرف كل ال فى البلد وخصوصى ال فى الشارع ديه واصحاب البيت ديه اعرفهم من وهما صغار كمان
الام بالله عليك اتوسطلنا عنديهم يأجروهولنا
الغفير بتنهيدة ينظر لها الصراحه يا بتى دول هوارة وكل ال فى الشارع ده جرايب فى بعديهم وأولاد عم مش بيسكنوا حد غريب من عيلة تانية فايش قولك لما يكون يعنى لا مؤاخذة
ورده يا
عم انت جولت عليهم اولاد حلال جرب يمكن الله يخليك
الغفير ناظرا لها ولجمالها يفكر كيف يمكن أن يساعدهما نظر للأم متحدثا اصحابه شابين اخوات عايشين لحالهم فى البيت ال فى وش البيت ال بتك شاورت عليه
الام بهلع ايه شابين ولحالهم
ورده لحالهم فى البيت ده ده واسع جوى
ورده لاا ياما سور ال محاوط البيت واخد يجى نص الشارع اطلعى وراكى كده تلاقى السور عدل
الغفير ده قيراطين بادئ من جارنا هنا لجوه
الام بيأس يالا نشوفلنا حته ولا جامع ننام فيه الليلة دى العشا على آذان والدنيا ظلمت والبلد سكتت
الغفير وهو يغلق البوابة بعدما خرج البلد هنا بتسكت من المغرب اسمعى يا بتى من عمك احنا هنعمل كيف ما البنية جالت هنروح ونشوف يمكن
الغفير هو انتوا عتعيشوا معاهم هما لحالهم وانتوا لحالكم بس دارى وشوشكم بالبردة زين ما تبينوش منها حاجة واصل علشان لو وافقوا يبقا قلبك مرتاح وتطمئنى واظن انك فهمانى
هزت رأسها صوح ياعم اعملى كييف ما عمك جال يا وردة
وردة حاضر ياما
الغفيرجابر اصحاب البيت دول شابينصبرى الكبير وأخوه محمد الصغير ابوهم وامهم تعيشوا انتوا فات لعياله البيتين دول وبيت تالت فى نص البلد وأرض وصبرى كمل علامة ومسك ارض ابوه والأرض والخير زاد على يده رجل محترم طيب العيبة ما تطلع من خشمه ابداا
الغفيرجابر صبرى طيب وال فى يده مش ليه عمره ما رد حد دق بابه فشحال اتنين ولايا لحالهم!
الغفير وهويقف أمام باب خشبى كبير يدق عليه بإذن الله مجبورين
بينما ورده انهك جسدها التعب من المشى والبحث لم تأكل شيئا منذ الصباح وكانت كلما سألتها والدتها إجابتها بأنها ليست جائعة حتى لا تثقل عليها بدأ الدوار يصيبها ولكنها تماسكت وشئ يخبرها أن هذا الصبرى لن يردهن خائبات
الغفيرجابر افتح يا محمد يا ولدى عمك جابر
محمد مرحب يا عم اتفضل
الغفير وسع هبابه من المدخل معايا ناس
محمد وهو ينزاح جانبا يا مرحب بيك انت وضيوفك
ياعم
دخل جابروخلفه السيدات
جابرلمحمد جول لصبري عمك جابرعايزك ضرورى
ماهم محمد بالتحرك لياتى صوته الرخيم
صبرى بوجه بشوش وهو صبرى يقدر يسمع صوت عمه جابرفى داره وما ينزلش يرحب بيه
الغفير جابر عيشت يا ولدى
تلك النغمة الرنانه هزت شيئا بقلب تلك المراهقة الصغيرة ذلك اللطف وهو يقطر من حديثه جعلها ترفع راسها قليلا من أسفل عباءتها تتطلع بفضول لصاحب تلك الأخلاق الحميدة التى تغنى بها ذاك الغفير الطيب
جسد طويل أظهر الجلباب الاسود رشاقته رفعت رأسها لأعلى حتى تتبين ملامح وجهه ليتوقف نظرها على ذاك الوجه القمحى بابتسامته الصافية وعيناه السوداء بخصلات شعره التى تنافسها باللون
ترنحت قليلا فى وقفتها لتمسك والدتها بيدها هامسة مالك يابتى انتى زينة
ورده بنفس الهمس ما تجلجيش ياما انى زينة
الغفير جابرحتى لا يطيل بوقفتهم استريحوا انتوا على الدكة الكنبة
نظر إلى صبرى متابعا
عايزك فى خدمة للغلابة دول يا ولدى
صبرى دون أن ينظر لهما لو بيدى ما هتأخر يا عم جابر
سرد له ما يتعلق بالسيدات مع بعض الإشارات المبطنة لوضعهن وما تعرضن له من مضايقات حتى لا يحرجن أمامه
ليصمت صبرى وهو يذم شفتيه بتفكير ليتحدث أخاه محمد بتسرع كعادته
ما انت عارف يا عم احنا ما بنأجرش بيوتنا ولوحوصل اكيد مش لحلب لا نعرفلهم اصل من فصل ولا ايه ال وراءهم
شهقة خافته تنذر بموجه من البكاء خرجت من فم تلك الصغيرة لتمسك والدتها بيدها وتقف من مجلسها
جومى بينا يا بتى ولينا رب اسمه الكريم تشكر يا ولدى
صبرى استنى يا خالة
نظر إلى أخاه بعتاب ليشيح الآخر بنظره إلى الجهة الأخرى
خوى ما يقصدش حاجه عفشة ولأجلك ولأجل البنية ال معاكى
اخرج من جيب جلبابه مفتاح وضعه بيد