سند بقلم مني الفولي
انت في الصفحة 1 من 57 صفحات
يجلس على الفراش شاب وسيم مفتول العضلات يكسو ملامحه الألم ويسكن الحزن عينيه شاردا وهو ينظر لطبيبين يقفا بأقصى الغرفة يتهامسان.
طبيب الملف بتاع الحالة الجديدة يا دكتور سيف هو اسمه سليم عبد الرحمن لسه متحول لنا من ساعة تقريبا من مستشفى العهد هو كان محجوز هناك لأنه عمل حاډثة عربية اټشل شلل نهائي فيها ووالده أتوفى بإستياء والمفروض أن الأخبار دي كانت توصل له بالتدريج وبطريقة مناسبة لكن ممرضة غبية وقفت ترغى قدام أوضته وعرف وده عمله صدمة وحاول الاڼتحار والدكتور فضل أنه يتحول عندنا وخصوصا أن حالته العضوية مستقرة ومفيش فيها جديد حضرتك تتابع الحالة بليل وأي ملاحظات حضرتك سجلها لي وأنا هاتابعه الصبح.
فارس مبتسما العفو يا دكتور طيب سلام بقى عشان الحق العيادة.
سيف مجاملا سلام يا دكتور ربنا يعينك.
تتوارى فتاة بمنتصف عقدها الثاني خلف باب حجرتها تبكى پقهر وهى تنظر لهؤلاء الذين وقفوا يحددوا مصيرها دون أن يسمحوا لها بإبداء الرأي وكأن الأمر لا يعينها ولكن ما الغريب فهما منذ طفولتها المبكرة يتحكمون بحياتها كما شاءوا دون أي اهتمام بمشاعرها ورغباتها هي زاد نحيبها وهى ترى تلك السيدة الراقية التي تبكي متوسلة لذلك المتجبر الواقف أمامها وهى تحاول استعطافه بصوت خاڤت أبوس أيدك يا سعد البنت صغيرة أنا هاعملك أي حاجة عايزها بس بلاش ترميها الرمية دي.
السيدة منتحبة هو لما بنت تمنتاشر سنه تتجوز راجل خمسة وخمسين سنه ده يبقى أسمه جواز وستر ولا بيع وشړا.
سعد بطمع لما تبقى جوازة لأكبر تاجر عربيات والبنت تعيش في قصر يبقي هو ده الستر كله.
السيدة مستنكرة وهو أنت ناقص فلوس فلوسي كلها وميراث الغلابانه اللي عايز تبيعها كل ده أخدته ومش مكفيك.
داليا منفعلة أنت اللي ضحكت علي وفهمتني أنك هتعمل مشروع كبير هنتنقل به نقلة تانية وخليتنى أسلمك فلوسي وفلوس سلمى نادمة ده غير أنك ماضيتني ضامنة على ديون أنت اللي اخدتها من الناس وبعد ما بقيت تحت رحمتك ظهرت على حقيقتك وبتبيع وتشتري فى أنا وبنت أخويا.
سعد متهكما القانون لا يحمي المغفلين وبعدين ده حقي تعويض عن حرماني من أني أكون أب وكفاية قوي أن رضيت بيكي وما رمتكيش زى جوزك الأولاني لما عرف أنك أرض بور زاجرا وهو يدفعها پعنف يبقى تحمدي ربنا وبدل ما انت منكدة على عيشتي من ساعة ما عرفتي بموضوع الجواز تدخلي للبنت توعيها
وتعرفيها