الأربعاء 25 ديسمبر 2024

دواعي أمنيه مشدده الجزء الثاني بقلم منال سالم

انت في الصفحة 2 من 50 صفحات

موقع أيام نيوز

 

هل يمكن أن يأتي معي come with me 
رد عليها بجمود 
لا للأسف
عبست تعابير وجهها بشدة وانطفأ بريق عينيها وسألته بحزن خفي في نبرتها 
ليه 
رد عليها بنفاذ صبر 
في مهام أخرى هو ملزم بيها وعنده أولويات
ابتلعت غصة في حلقها وتنهدت بحزن وهي ترد 
أوكي .. أنا متفهمة لما تقول !
أخذت هي شهيقا عميقا وزفرته دفعة واحدة وهي تقول 

هل ممكن تبلغه my greetings سلامي 
ابتسم بإستخفاف ورد عليها قائلا بتهكم صريح 
أكيد ولو عايزة ابعتله بوكيه ورد مافيش مانع !
انزعجت سابين من مزحته السخيفة .. ولم تعقب عليه .. ولكن أصيبت باﻹحباط والحزن الشديدين لعدم وجود أي فرصة أخرى لرؤية مسعد ....
في منزل باسل 
أغلق باسل باب منزله بعد أن استلم الطعام الجاهز الذي طلبه قبل قليل .. ثم اتجه إلى غرفة المعيشة حيث تجلس إيناس ..
تصنعت عدم الاهتمام ولكنه بفراسته لاحظ نظراتها المختلسة للأكياس فأردف قائلا بهدوء  
اتفضلي .. ماتتكسفيش 
ردت عليه بعدم مبالاة وهي عابسة الوجه 
مش جعانة على فكرة
لوى شفتيه وهو يجيبها 
ما أنا عارف انك مش جعانة يالا سمي بالله وكلي ..
أصرت قائلة بإعتراض 
لا مش عاوزة !
تنفس بعمق وهو يردد 
يا إيناس بلاش مكابرة في الاكل .. ﻷحسن تكوني خاېفة أحطلك سم فيه ولا حاجة 
شهقت مذهولة مما قاله وردت عليه بإمتعاض ظاهر على وجهها 
مش بعيد .. هو انت حد يقدر عليك ! 
وقبل أن يضيف المزيد انضم إليهما مسعد وهتف قائلا وهو يجفف شعره بالمنشفة 
كنت محتاج فعلا للدش ده
رد عليه باسل بإبتسامة عادية 
البيت بيتك يا مسعد .. انت مش غريب !
شكره مسعد قائلا بإمتنان 
الله يكرمك يا باسل !
ثم صمت للحظة قبل أن يتابع حديثه بجدية 
احنا هناكل ونتوكل بعدها على الله
تابع باسل قائلا بهدوء 
خد راحتك يا سيدي
رد عليه مسعد بنبرة منهكة 
لا كفاية كده عشان ألحق استقبل ابويا وأمي هما ركبوا مواصلات وفي الطريق !
هز باسل رأسه بإيماءة خفيفة وهو يقول 
يجوا بالسلامة 
يا رب امين
راقب باسل إيناس وهي تتناول الطعام بنهم واضح رغم انكارها الشديد للجوع .. فابتسم في نفسه وتابعها في صمت ..
أما مسعد فكان في عالم أخر يفكر في حبيبته التي لن يراها مجددا وحدق في صحن طعامه بنظرات فارغة لكن صورة سابين لم تفارق ذهنه لثانية ..
تساءل في نفسه بحزن 
يا ترى جعانة ولا شبعانة بردانة ولا حرانة 
ثم مازح نفسه ليهون عليه المسألة قليلا 
يا ترى لسه سابين ولا رجعتي صابرين !
ثم أطلق تنهيدة مطولة تحمل الكثير مما في صدره ...
بعد مرور أسبوع 
كان كل شيء تقريبا قد عاد إلى طبيعته في منزل مسعد وأصبح الوضع كما كان في السابق فيما عدا تبدل أحواله هو للعبوس والضيق ونفاذ الصبر ...
شعرت والدته صفية باﻷسف عليه وأشفقت على حاله فقد بدى أكثر استياءا وتجهما ورافضا للحديث في أي شيء ... 
بينما اهتمت إيناس بالالتحاق بمراكز تعليم اللغات لتحسن من مستواها اللغوي وكذلك لتستعد للعام الدراسي الجديد ..
انهت إسراء مع زوجها مسألة الخطبة المزعومة لأختها الصغرى من أحد معارفه وطلبت منه ألا يتدخل في هذا الشأن العائلي مجددا طالما أنها لا تزال طالبة وبناءا على رغبة والدها ..
انضم مسعد وباسل إلى قوات الصاعقة مرة أخرى بعد حل التشكيل القديم .. ولكن ضمن كتيبة 
حتى أنه حاول البحث عن تفاصيل قضيتها في المواقع اﻹخبارية ولكن بلا جدوى ... دائما يصل إلى طريق مسدود في مسألتها ..
انساها بقى يا مسعد !
قالها باسل مواسيا إياه ومحاولا إثناءه عما يفعل ..
تابع باسل قائلا بإمتعاض 
يا مسعد الدنيا مش بتقف على واحدة وهي مش هاتكون لا أول ولا أخر واحدة هتقابلها في حياتك أو تشوفها
تنهد مسعد بعمق ثم رد عليه بضجر 
أنا عارف كل الحوارات دي بس مش قادر !
لم يرد باسل أن يستمر في ذلك الحديث الغير مثمر فغير مجراه وأضاف قائلا بجدية 
طيب .. تعالى نشوف هنعمل ايه احنا المفروض هننتقل على وحدة ...... 
هز مسعد رأسه إيجابا وهو يقول 
ايوه أنا مجهز نفسي وكل حاجة !
تابع باسل قائلا بحماس مفاجيء 
أنا سمعت انهم عاملين بعثة تدريبية للضباط ما تيجي نكلم حد من معارفنا يرشحنا فيها
كانت مجرد فكرة مچنونة من باسل تلك التي اقترحها على رفيقه ولكن كان غرضه منها هو إلهائه عن أي شيء يذكره بمن يعاني من فراقها ..
صمت مسعد قليلا ليفكر مليا فيما قاله ثم رد عليه بفتور 
بلاش أنا .. !!!!
تساءل باسل بقلق 
ليه بس ده انت كفاءة وآآ...
قاطعه مسعد قائلا بجدية 
لأ مش قصدي على المهارات القتالية على المصېبة التانية اللي أنا فيها !
قطب باسل جبينه ونظر له بثبات وسأله بإهتمام 
ايه هي 
ابتسم مسعد قليلا وهو يجيبه 
براعتي وجهبزتي في اللغة !
لكزه باسل في جانبه ولف ذراعه حول كتفه وهتف بحماس وقد تهللت أساريره 
ايوه بقى يا مسعد فوكك كده وروق دماغك
حافظ مسعد على ابتسامته الهادئة وهو يقول 
ماشي 
بعد عدة أيام 
استعان باسل بمعارفه الوثيقة وصلاته القوية في الزج بإسمه هو ورفيقه ضمن أحد البعثات التدريبية العسكرية إلى إحدى الدول الأوروبية من أجل الدراسة وتبادل الخبرات ... وشدد على بعض الوسطاء من أجل هذا ..
فهي فرصة لكلاهما للبعد عن الضغوط المحيطة والهروب مؤقتا من الظروف التي أجبرتهما على الحب في صمت تام ..
ولكن على عكس توقعاته وآماله تم ترشيحهما مع أخرين للانضمام إلى وحدة تدريبية قتالية سترسل إلى دولة أفريقية لتدريب القوات اﻷمنية في معسكر تابع للجيش الخاص هناك 
ومهمة التدريب بإيجاز تأتي في إطار عملية مشتركة بين الدولتين حيث أنها ستغطي نطاقا عريضا من المهارات العسكرية الفردية والتنظيمية ومن بينها الأسلحة الأساسية 
وكذلك تتضمن التخطيط للعمليات والدعم الطبي واللوجيستي للعمليات والحړب غير النظامية
وبالرغم من أن تلك المهمة التدريبية هي مهمة غير قتالية ﻷنها تعتمد على بناء القدرات من جديد إلا أنها ستستمر لمدة سنتين  
انزعج مسعد من ذلك الترشيح واعتبره عقاپا وليس تكليفا ..
فقد تم اقصائه إلى منطقة بعيدة للغاية لا صلة لها من قريب أو من بعيد بدولة حبيبته ..
بكت صفية بحړقة وهي تودع ابنها الذي حزم حقائبه ليتحرك وينفذ أمر التكليف ..
انحنى هو ليقبلها من كف يدها ثم احتضنها بذراعه وتمتم قائلا 
خلاص يا حاجة صفية أمانة عليكي ما تقطعي قلبي!
انتحبت وهي ترد عليه 
مش قادرة يا بني يعز عليا فراقك والله !
ابتسم بصعوبة ثم ابتلع غصة مريرة عالقة في حلقه فهو لا يريد الاڼهيار في تلك اللحظة تحديدا وهتف قائلا بمرح 
معلش هانت
 

انت في الصفحة 2 من 50 صفحات