دواعي أمنيه مشدده الجزء الثاني بقلم منال سالم
ده الأيام هتعدي هوا
وغمغم مع نفسه ساخرا
بالظبط زي ما سميرة سعيد بتغني هوا .. هوا
ربت اللواء محمد بقوة على كتف ابنه وتشدق قائلا
شد حيلك يا مسعد إنت أدها وادود يا بطل !
الټفت مسعد برأسه نحوه وأدى له التحية العسكرية وهو يرد عليه بصلابة
تمام يا فندم !
ثم أرخى جسده المتصلب وتابع بمزاح
قاطعه والده قائلا بتفاخر وهو يشير بسبابته
طالما بتخدم وطنك في أي مكان فأنت بطل وأبو الأبطال !
ابتسم مسعد عقب عبارة أبيه المتباهية الأخيرة ورد عليه
الله يكرمك يا سيادة اللوا !
ثم استدار بجسده ليودع أخته الصغرى إيناس فألقت بنفسها في أحضانه وتعلقت بعنقه وبكت وهي تقول
ضمھا إليه ثم أبعدها عنه ونظر إلى وجهها الحزين واحتضنه براحتيه ومسح بإبهاميه عبراتها التي بلت صدغيها ورد عليها بمرح
في يا نوسة نت وماسنجر وسكايب وواتس يعني هانشوف خلق بعض على طول بس تفتكري عندهم واي فاي
ضحكت وسط دموعها وردت عليه بمزاح
اشحن الباقة قبل ما تمشي !
ده على أساس إن الخط بتاعي هيبقى جوال
لكزته في صدره بخفة وهي تعاتبه
بطل غلاسة بقى !
ضمھا مسعد إليه مجددا وعبث بفروة رأسها بيده وتابع بجدية
هتوحشني والله لماضتك خلي بالك من نفسك وحافظي عليها واتجدعني عاوز أرجع ألاقيكي جايبة مجموع حلو !
ردت عليه بثقة
حاضر هاطلع الأولى !
غمز لها قائلا بجدية
رفعت له إبهامها وأكملت بنبرة مغترة
طبعا
وزع هو أنظاره على أفراد عائلته وهتف بثبات حذر
يالا أشوفكم على خير
صاحت والدته قائلة بصوت شبه مخټنق
عارف يا ضنايا اللي مطمني شوية عليك إن معاك صاحبك باسل أهو ياخد بحسك في الغربة !
كزت إيناس على أسنانها قائلة بتبرم
بسلة الرزل أهوو احنا ارتحنا منه !
يا بنتي ماتبقيش ناقر ونقير معاه هو بيسمع اسمك بيتعصب !
لوت قائلة بإستخفاف
لا والله
رد عليها مسعد بإمتعاض
ايوه زي ما تكوني سادة نفسه عن كل حاجة
انفرج بسعادة ولمعت عيناها بفرح وهتفت بحماس غريب
بجد .. ربنا يسد نفسه كمان وكمان !!!!!
تعجب مسعد من موقف أخته العدائي تجاه رفيقه المقرب وعاتبها
عبست إيناس بوجهها وهي ترد
أنا مش بأطيقه أصلا !
عنفتها والدتها صفية قائلة بتذمر
يا بت ابلعي لسانك شوية خليني أتكلم مع أخوكي !
نظر مسعد في ساعة هاتفه وأردف قائلا بتنهيدة
الوقت أزف أشوف وشكم على خير !
لم تستطع صفية كبح عبراتها الحزينة على رحيله وردت عليه بشجن
مع السلامة يا حبيبي تروح وترجع بالسلامة يا رب
وبالفعل ودع مسعد عائلته وانطلق بعدها في اتجاه المطار لينضم إلى بقية أفراد وحدته بعد أن رفض أن يصحبه أيا منهم لعدم قدرته على تحمل لحظة فراق الأحبة ...
على الجانب اﻷخر ورغم حالة الحذر والحرص الشديدين المفروضة عليها إلا أنه لم يستطع أحد الولوج إلى عقلها ومنعها عن التفكير في مسعد غراب ..
ذلك الضابط الذي أحدث انقلابا في حياتها وسيطر على تفكيرها كليا ...
هي أجبرت على قطع كافة الصلات مع من تعرفهم في القاهرة والتزمت بإتفاقها مع المباحث الفيدرالية ..
وتم محو كل ما يخصها من كافة وسائل الاتصال الاجتماعية وما له علاقة بقضيتها على المواقع الإخبارية والاعلامية حتى بات وجودها سرابا للجميع ..
فأصبحت بلا هوية وبلا وجود ..
٢٤١٢ ١٠٠٨ م نودي دواعي أمنية .. مشددة
الفصل الثامن والعشرون
في منزل باسل سليم
ولج خالد سليم رضوان إلى داخل منزل أخيه بعد أن فتحت له الخادمة الباب وتوجه إلى غرفة المعيشة حيث استمع إلى صوت باسل وهو يتحدث هاتفيا بغموض
اوكي ناتالي مش هانختلف deal اتفقنا
جلس خالد بأريحية على الأريكة بعد أن حل زرار سترته ووضع ساقا فوق الأخرى وظل يتابعه في صمت ..
شرد لوهلة فيما دار قبل قليل مع تلك الفتاة الغامضة ..
وبدى منزعجا من ردها الفظ .. فهو قد اعتاد على الردود المجاملة والمدح والثناء خاصة من النساء اللائي يظهرن إعجابهن بلباقته .. ولكن تلك الصغيرة جعلت من بريقه الماسي وهما لا قيمة له ..
أغمض عينيه مجبرا ليجبر عقله على عدم التفكير في الموقف برمته .. وأخذ نفسا عميقا ثم نفسه على مهل ورفع رأسه في اتجاه أخيه ونظر له بنظرات خاوية إلى أن أنهى المكالمة فالټفت الأخير نحوه وهتف مبتسما وهو يتساءل بقلق بعد أن أخفى تلك النزعة العصبية من وجهه
خالد انت هنا من بدري !
هز خالد رأسه نافيا وأجابه بهدوئه المعتاد
لأ لسه جاي من شوية
ثم اختطف نظرات سريعة حوله وتساءل بإهتمام
أومال باقي العيلة الموقرة فين
وضع باسل يده على فروة رأسه ليحكها قليلا ثم أجابه بتنهيدة مطولة
ماما راحت مع بابا النادي شوية عندهم تقريبا ندوة هناك وهما مش بيحبوا يفوتوا أي حاجة من الحاجات دي
هز خالد رأسه متفهما وغمغم يإيجاز
أها وأحمد
رد عليه بهدوء حذر وهو يتفرس تعابير وجهه المنهكة
في العيادة بتاعته !
هز خالد رأسه بإيماءة خفيفة ثم ردد بفتور
تمام
تابعه باسل بنظرات فاحصة وراقب تنهيداته المنزعجة المصحوبة بطرقعة لأصابع كفيه فسأله بفضول
مالك بتنفخ ليه
أخذ خالد شهيقا مطولا وزفره مرة واحدة ثم أجابه بضيق
الناس هنا عندكم عجيبة أوي !
رد باسل متساءلا وهو يعقد ساعديه أمام صدره
اشمعنى يعني
أجابه أخيه الأكبر بضجر
عادة الواحد لما بيحب يساعد حد بيتوقع كلمة شكر ده الطبيعي والمفروض زي أما كنت عايش برا بس بأشوف العكس هنا !
قطب باسل جبينه وسأله مهتما
في حد ضايقك
لوى خالد للجانب قليلا وأجابه
مش ضايقني بس ردها كان قليل الذوق
لمعت عيني باسل نوعا ما ومط فمه قائلا
ممم .. دي واحدة !!
ايوه
تابع باسل قائلا بسخرية
وطبعا إنت مش متعود على البنات التنكين بتوعنا الظاهر إنك نسيتهم !
رد عليه خالد بتبرم
أنا كان قصدي أساعدها وبس مش تطفل ولا فضول !
برر له باسل تصرف الفتيات قائلا بعد أن حل ساعديه من تشابكهما
البنات هنا لو حد عبرهم بيسوقوا فيها فكبر منهم وبعدين شكلك كده بتدور على جوازة جديدة بعد ما طلقت مراتك !
عبس خالد بملامح وجهه ورد عليه بحدة بائنة في نبرته
وايه العيب في كده من حقي أشوف نفسي الحياة مش هاتقف عليها
طب وولادك وقصة الحب الكبيرة اللي كانت بينكم وآآ...
قاطعه خالد بجدية
الأولاد عايشين مع مامتهم ! وأنا بأزورهم باستمرار ومتفق معاها على كل حاجة أما قصة الحب فانتهت بانشغالها عني وبإهتمامتها الكتير !
أومىء باسل برأسه متفهما
أها .. واضح إن السلك الدبلوماسي فرق معاك جامد في حياتك
رد عليه أخيه بجدية
اها بصراحة غير نمط حياتي !
اعتدل خالد في