الأربعاء 25 ديسمبر 2024

دواعي أمنيه مشدده الجزء الثاني بقلم منال سالم

انت في الصفحة 4 من 50 صفحات

موقع أيام نيوز


جلسته ثم تساءل بصوت هاديء 
المهم سيبك مني ومن مشاكلي أنا كفيل بيها وقولي هاتعمل ايه مع عروستك 
فرك باسل وجهه بكفه وأجابه بإمتعاض ظاهر في نبرته 
هي مش حابة جو الأفراح والهيصة والدوشة عاوزة حاجة سيمبل بسيطة ويدوب عيلتي وعليتها وبس !!!
غمز له خالد وهو يمازحه 
ممممم .. شكل عروستك بخيلة
أوضح له باسل موقفها قائلا 

مش مسألة بخل بس هي ليها نظام وفكر معين كده وآآ...
قاطعه خالد وهو يشير بكف يده 
عامة اعملوا اللي يريحكم محدش بيفرض عليكم رأيه إنتو اللي هاتجوزوا مش حد تاني !
هز باسل رأسه بإقتناع وهو يضيف 
بالظبط ودي الميزة في الأجانب تحكمات الأهالي وغيرها مش موجودة زي هنا عندنا كل اللي احنا عاوزينه بنعمله من دماغنا وبس !
اها .. ربنا يتمملك على خير يا بسول اتجدعن بقى وخلينا نفرح فيك
ثم تصنع الضحك وصحح قائلا 
قصدي نفرح بيك !
لاح شبح ابتسامة خفيفة على وهو يقول 
وماله يا خالد اتريق براحتك بكرة نشوف هاتعمل ايه لما تتجوز تاني
تشكل طيف تلك الفتاة التي قابلها خالد في مخيلته ورد عليه بصوت رخيم 
والله لو زي اللي قابلتها يبقى مش عاوز !!
في منزل مسعد غراب 
التهمت إيناس ما تبقى من ثمرة التفاح وهي تكمل حديثها مع أخيها قائلة 
وفكيت الفيوز وطلع العيب منه !
لوى فمه في اعجاب وهو يردد متفاخرا 
والله برافو عليكي عرفتي تتصرفي
تباهت إيناس بنفسها قائلة 
أومال ايه لاحسن تكون مفكرني من البنات السايحة النايحة
رد ضاحكا 
لأ ده انتي أنشف منهم ! ولا العساكر اللي في الميس عندنا
تجهمت ملامحها وهي ترد بغيظ 
متتريقش عليا أنا هاكون سفيرة !
رد مازحا 
أكيد طبعا السفيرة عزيزة
اغتاظت إيناس من ردوده المستفزة وهتفت بحنق 
يووه يا مسعد إنت رخم بجد !
أمسك بها من كتفها ورد بهدوء 
خلاص ماتقفشيش أنا بأهزر يا نوسة معاكي
نزعت كتفها من قبضته بقوة ونهضت من جواره واسندت الصحن الفارغ على الطاولة وصاحت بتذمر 
لأ أنا قافشة وحاسب خليني أروح أذاكر !
هتف بنبرة مرتفعة نسبيا 
يا بت استني !
عبست أكثر بوجهها وهي ترد 
لأ
انضمت إليهما والدتهما وابتسمت لابنتها وهي تقول 
روحي يا نوسة كملي يا حبيبتي مذاكرتك !
ردت عليها إيناس بتبرم 
ما أنا رايحة من غير حاجة !
تابعتها صفية حتى غابت داخل غرفتها وجلست إلى جوار ابنها وأخفضت نبرة صوتها قائلة 
عاوزة أقعد معاك يا مسعد شوية !
الټفت مسعد برأسه نحوها وسألها بهدوء
خير يا ماما
تهللت أساريرها وهي ترد 
بص يا حبيبي عندي ليك حتة عروسة إنما آآ....
زفر مسعد بضيق وقاطعها قائلا على مضض 
الله يكرمك يا ماما مش عاوز سيرة في الموضوع ده أنا مبسوط كده !
قطبت صفية جبينها وتجهمت قسماتها بشدة ورفعت حاجبها للأعلى مستنكرة ثم ردت بضجر 
مبسوط!! بس أنا وأبوك لأ هو انت صعبان عليك نفرح بيك ونشوف عيالك !!!!
هز رأسه نافيا 
لأ يا أمي مش كده الموضوع بس أنا مش في دماغي حد وبعدين اللي اتجوز خد من الجواز ايه غير الهم والغم !!
لطمت على فخذها قائلة بضيق 
يا غلبي ياني أكيد في واحدة عملالك عمل مخلياك كاره الجواز وسيرته ماهو الكلام اللي بتقوله ده مش طبيعي
استنكر مسعد ما قالته توا ورد عليها بإستخفاف 
عمل هو في حد لسه بيتكلم في التخاريف دي
أجابته بجدية غريبة 
اه يا حبيبي إنت بس اللي طيب وغلبان ومتعرفش حاجة !
تمتم مع نفسه بخفوت 
واضح كده إن الحاجة صفية دماغها زي ما هي ! أحسن حاجة أعملها أخلع منها بدل ما تحضرلي عفريت وتجيبلي شيخ منصر يقرى عليا !!
نهض هو من جوارها وتابع حديث نفسه بكلمات مبهمة بينما تعجت صفية من تصرفات ابنها الغير مقنعة وأصرت قائلة 
مش هاسيبك تخيب نفسك أنا هاتصرف بطريقتي ! 
خلال اليومين التاليين كان باسل قد أعد كل شيء لإقامة حفل خطبة بسيط داخل منزله ودعا إليه رفيقه مسعد وعائلته لمشاركته تلك المناسبة المميزة ..
ربما أراد أن يثبت لنفسه شيئا أن حب الماضي لم يكن إلا وهما ومن طرفه فقط وأن وجود إيناس في حياته ان لن يشكل فارقا معه .. لذلك أصر على دعوة العائلة بالكامل ولم يقبل بإعتذار أي فرد منها بإعتبارهم المقربون إليه .. 
وبإمتعاض واضح على تصرفاتها وتعابير وجهها المتشنجة اضطرت إيناس أن تذهب مرغمة مع أسرتها إلى تلك الخطبة المزعومة ..
وبالرغم من رفضها للذهاب إلى هناك والتواجد مع باسل في أي مكان إلا أنها رضخت لإلحاح والدتها وإصرار أخيها .. فلا مفر من الهروب مما هو محتوم .. ومع ذلك تأنقت في هيئتها وارتدت فستانا ملائما لتلك السهرة من اللون الأزرق النيلي يلامس طرفه الأرضية بينما يمتد ذيله الحريري لمسافة عليها .. وعقصت شعرها كعكة وأسدلت خصلة كبيرة أمامية لتغطي جبينها ووضعت لمسة من مساحيق التجميل وتعمدت المبالغة في وضع أحمر الشفاه ليظهر تميزها أكثر ..
ارتدى مسعد حلة سوداء وقميصا نبيذي اللون من أسفلها ولم يضع رابطة عنق .. 
وحينما رأى أخته بتلك الصورة الجميلة أبدى إعجابه الفوري قائلا 
ايه الجمال ده !
ابتسمت له بثقة بينما تابع هو بمزاح 
شكلك ناوية تضيعي العروسة ! وهي مش ناقصة ضياع أصلا !!
زادت ابتسامتها المغترة وهي ترد عليه 
وأنا مالي بيها دي أقل حاجة عندي
رفع حاجبه للأعلى ليرد بإستغراب 
واضح فعلا !
ها يا ولاد جهزتوا 
تساءلت بتلك العبارة السيدة صفية وهي تسحب شالها على كتفها لتخفي تلك الفصوص الفضية اللامعة ..
ردت عليها إيناس بنبرة رقيقة 
أنا تمام يا ماما
نظرت لها والدتها وردت بحماس 
النبي حارسك وصاينك زي القمر يا نوسة
ثم بضيق قليل وهي تضيف لنفسها 
مش كان عمل الفرح في قاعة كان العرسان شافوكي وجالك عدلك !!
هتف اللواء محمد قائلا بجدية 
يالا بينا احنا مش عاوزين نتأخر هتبقى قلة ذوق إن صاحبك عازمك ونيجي كمان بعد الميعاد بفترة المفروض تكون معاه من بدري
رد عليه مسعد قائلا بهدوء 
البركة في اخواته هما معاه !
ثم ولج الجميع بعدها من المنزل ليستقلوا السيارة ويتوجهوا إلى منزل باسل حيث تنتظرهم عدة مفاجآت سارة و ......................................
٢٤١٢ ١٠٠٨ م نودي دواعي أمنية .. مشددة
الفصل السابع والعشرون الجزء الأول 
خلال اﻷربع سنوات التالية 
لم يتوقع مسعد أن تمتد المهمة التدريبية إلى أربع سنوات وليس كما قيل في البداية انها لن تتجاوز بأي حال من اﻷحوال مدة عامين وذلك بسبب وجود نزاعات ومشاكل عويصة في تلك الدولة مما استدعى بقاء جميع أفراد القوات هناك ريثما ينتهي كل شيء ويعود الإستقرار ..
كاد أن يفقد أعصابه ﻷكثر من مرة بسبب اليأس واﻹحباط والضيق وطول المدة بالإضافة إلى ضعف وسائل الاتصال والتكنولوجيا الحديثة ولهذا اعتمد فقط في مهاتفته لعائلته على محادثات الفيس بوك المكتوبة ومكالمة أسبوعية دولية ..
على عكسه تماما تأقلم باسل مع الوضع الجديد و أوهم نفسه أن حبه ﻹيناس لم يكن إلا عبثا .. وهو لم يكن جديا معها وأن التفكير في
 

انت في الصفحة 4 من 50 صفحات