الختامية ٤ بقلم أيه محمد رفعت
انت في الصفحة 5 من 5 صفحات
الفتيات تنسيق القصر لاستقبال الضيوف على أتم الاستعداد وبناء على التعليمات الملحقة بالقصر تم الاستعانة بالطاولة الاحتياطية بغرفة منعزلة لتخص الرجلين الغريبن حتى لا يختلط بمجلس النساء فقامت رحمة ونور بترتيبها بمساعدة آسيل وداليا وقد حرصت مروج ورانيا على الا ينقص الغرفة شيئا من عصائر ومياه وفواكه وغيره من المقبلات قبل أن تضع شروق ونسرين الطعام على السفرة..
_أنا هنا يا حبيبي اشتاقتلي صح!
قالتها القصيرة ذات اللسان السليط مثلما لقبها الجوكر المزعوم فالټفت إليها وهالات الڠضب تحتل عينيه فتلاشت كطيف عابرا حينما رأها تقف قبالته بفستانها الرمادي المتناسب مع لون حلاه وحجابها الأسود الطويل وابتسامتها تلك التي تنبع بمشاكسة مازالت تلاحقها حتى اليوم تلك المشاغبة التي احتلت قلبه منذ أن فرض عليه حمايتها وباتت تصارحه بحبها الشديد إليه منذ أول مرة أرغمته على الخضوع إليها رغما عن ارادته ربما لم يكن من الهين الوقوع بغرامها ولكن لين يعد ذاك الجنتل الخبير بتعامله مع النساء على عكس أخيه المنفر من أي تعامل يخص تاء التأنيث.
_ساعة عشان تجهزي يا حنين!
ابتسمت وهي تشير له بعنجهية
_مش مهم الوقت المهم النتيجة يا روح قلب حنين.
وأضافت باستنكار
_والنتيجة مرضية وزي الفل.
_ولا أنت مش واخد بالك!
وضع يده بجيب سرواله وهو يتابعها بعينيه الساحرة التي كادت باصابتها بالفتنة فأطلق صفيرا متغندج بجمالها
_القمر نزلي من السماء على الأرض.
أخفضت رأسها خجلا وطرقته بحقيبتها الصغيرة بخفة
_عاكس بعد الفطار وأنا هوافقك.
ضحك وهو يغمز لها بمشاكسة
ابتسمت وهي تنحاز بوجهها عنه فتفحصت طرقات القصور وعادت لتتطلع إليه صاړخة بحدة
_أخوك العم إبليس وشجن كآبة منزلوش لسه يعني! أنت مش شاطر بس غير تتشطر عليا ونازل رن على الموبيل لدرجة إني حسيتك شوية وهتطلع تخنقني!
أتاها صوتا رجوليا يجيبها
_وبعدهالك يا حنين مش هتبطلي لفظ إبليس اللي لازقهولي ده!
_والله بحاول أناديلك بشيء تاني بس هعمل أيه يابو زين إبليس هو اللي لازق على لساني.
ضحك مراد وهو يتابع زيتونية أخيه المشټعلة فأبعد رحيم نظراته الغاضبة عنها وإتجهت لاخيه ليردد بسخط
_عاجباك أوي!
هز رأسه وهو يضم شفتيه ساخرا فردد بثبات لزوجة أخيه
_ممكن نستبدلها بأي ألقاب تانية.
صاحت حنين بحماس
_رحيم توابيت أفضل أيه رأيك
تحولت عينيه لاحمرار قاتم وصاح من بين اصطكاك أسنانه
_متنادليش تاني يا حنين.
وتركها واتجه للخارج فلحق به أخيه وظلت شجن لجوارها تحاول منع ضحكاتها التي تلاشت حينما وجدتها تصيح بصوت عالي
_في لقب أحسن آ...
كممت شجن فمها سريعا وهي تصيح بها
_عدي الخروجة دي على خير يا حنين أبوس إيدك بلاش تجري شكل
رحيم إحنا في رمضان ومش حمل مناهدة.
هزت رأسها تؤكد إليها فربتت على ظهرها ببسمة
واسعة
_شاطرة.. بينا بقى ليتعصب علينا.
لحقت بها وهي تشير باشمئزاز
_انتوا اللي نازلين متأخر مش احنا أيه البجاحة دي متأخر وهيتعصب علينا كمان أهو ده اللي كان ناقص!
بالخارج.
استقبل الحرس الجوكر والاسطورة بفتح أبواب السيارة لهما صعدوا من كل جهة ليتفاجئوا بزين ومرين يجلسان على الأريكة المطولة المقابلة لمقعدهما جحظت عين مراد صدمة وراح يردد
_أيه ده!
وتابع بنفس الدهشة
_مش مارال اللي كانت جاية معانا..
انحنى إليه رحيم يهمس إليه هو الاخر
_مرين من أمته بتحب تخرج معانا!
همس الاخير پصدمة
_أنا نفسي مصډوم ومش عايز أستوعب لاني لو استوعبت هبتدي أخاف على بناتي الاتنين!
لم يفهم مغزى حديثه الا حينما تساءل بصوت مسموع للصغرين
_فين مارال
تطلعت مرين لابن عمها بحدة ومن ثم قالت
_زين زعقلها ومخلهاش تيجي يا بابي زعقلها وطلعها.
انتقلت زيتونيه لابنه تلقائيا فكاد مراد بسؤاله المندفع تجاه هذا الصغير المتسلط على ابنته منذ ولادتها ولكن منعه رحيم حينما ناب عنه وسأل إبنه
_أيه اللي حصل يا زين
جابه أباه بنفس زيتونته الجذابة وصاح بضجر
_بابي حضرتك بتغير على مامي ومسؤول عن كل البنات جوه القصر يبقى أنا كمان من حقي أغير عليها نازلة لابسة فستان مبين جسمها ولا محترمة اننا في رمضان ولا إنها خارجة معانا!
وتابع بفخر بقراره الحازم وكأنه رجلا يبلغ من العمر ما يهيأه لذلك
_عشان كده زعقتلها وخليتها تطلع أوضتها.
جحظت عين مراد صدمة وكز على أسنانه وهو يشير لاخيه بعصبية
_إبعد ابنك عن بنتي يا رحيم أنا لحد الآن هادي وعاقل بتعاملي معاه بس بعد كده هفقد أعصابي وأنت عارفني لما بتحول!
حك جبهته وهو يخفي ابتسامته وقال برزانة لم تتخلى عنه حتى بضعف موقفه
_وماله يا مراد الولد خاېف على بنت عمه ده بدل ما تشكره إنه غيور وبيدافع عن نخوة العيلة قصاد الأغراب!
برق بعينيه وصاح بدهشة
_نخوة أيه وغيور أيه رحيم متستفزنيش دول لسه أطفال أنت سامع نفسك!
غمز له بمكر
_الحب في السن ده شيء مفروغ منه اسمع مني أنا خبير!
كز على أسنانه وهو يصيح بغيظ
_اللهم طولك يا روح.
واتجهت عصبيته للصغير مردفا
_زين إبعد عن مارال ده تحذيري الأخير ليك انتهينا!
ضحك الصغير وهو يهمس له
_هحاول بس مش هوعدك يا إنكل!
ضحك رحيم واستشاط مراد وخاصة حينما انضمت إليهم زوجاتهما فجلست كلا منهما جوار زوجها فمالت عليه حنين تخبره الضړبة القاضية
_مراد أنا مستغربة جدا من مرين عمرها ما قبلت تخرج معانا في مكان وأول لما عرفت اسم صاحبك اللي ريحنله ده لبست ونزلت على طول!
استقام بجلسته وهو يهمس بړعب من القادم على بناته
_أهلا.. كده كملت!
انتهى طريقهما بعد دقائق قليلة لتتوجه سيارتهما الفارهة أمام بوابة قصر الچارحي فإنفتحت على مصراعيها واستكملت الطريق للداخل وكلا من الفتيات تراقبن الحدائق والقصر بانبهار حتى انتهت السيارة من طريقها لتتوقف أمام مدخل القصر الداخلي حيث يقف عدي الچارحي وزوجته باستقبالهم ولجواره صغيره المتآلق ببذلة آنيقة مماثلة لما يرتديها أبيه فما أن رآها تهبط حتى تهللت أساريره بشكل أذهل من يراقبه من الشرفة وقد بدى له صدق ما أخبره به عدي وما كان منه الا ترسخ خطته نحو مستقبل حفيده المقرب!
........... يتبع.....
ختامية_آل_الجارحي_بقلمي_آية_محمد_رفعت..