الختامية ٦ بقلم أية محمد رفعت
طريقة أبوك وتعاندني ولا هترجع عن طريقه وتختار طريقك بنفسك ونرجع أصدقاء زي ما كنا.
حك أنفه بتفكير وصمت طال لدقيقة ثم قال على استحياء
_أنا إني غلط أقول الكلام ده بس أنا مبحبش ألعب مع حد لإني معمريش لقيت حد يشاركني فكري وطريقتي البنت دي شبههي أوي وميولها كمان شبههي.
وتابع بحيرة
_حتى لما اتعرفت على زين من شوية ولقيت إنه ممكن يكون صديقي مازلت مشدود ليها!
_ياسين أنت لسه صغير على الكلام ده كله علاقتك بيها هتكون صداقة طيب وبعدين
واسترسل ببعض الحدة
_لا دينك ولا تربيتك تسمحلك بأن يكون في شيء يجمعكم أبدا وبعرفك من صغرك الكلام ده عشان تحطه حلقة في ودانك عمر ما في صداقة تجمع البنت بالولد ولا أي علاقة تانية غير الارتباط الرسمي الجواز..
_كل ده بعيد عنك تماما طريقك لسه طويل أوي قدامك أول خطوة دراستك تاني خطوة تحقق حلمك وتكون زي ما أنت حابب.
وغمز بعسليته المهلكة وهو يتابع بمشاكسة لم يسبق له التحلي بها
_بعدها لو فضلت لسه في دماغك ومجدش جديد أوعدك أنا بنفسي اللي هخطبهالك وبلاش تقول لحد ليفكرني بشجعك على الجواز وأنت لسه في العمر ده!
بغرفة عدي.
عملت جاهدة على الحاسوب لأكثر من ساعة كاملة واتجهت للشرفة تراقب الضوء النافذ من غرفة المكتب وحينما وجدته مازال مضيئا اتجهت رحمة للفراش وحركت عدي بهدوء وهي تناديه على استحياء
_عدي نمت!
فتح عسليته بانزعاج وهو يحاول البحث عن صوتها فاستقام بجلسته وهو يردد ببعض الخۏف
كبتت ضحكاتها بصعوبة وقالت بحرج
_لا مش عايزة حاجه أنا تمام بس كنت عايزاك تنزل معايا تحت في المكتب.
بدأ بالافاقة وسألها بجدية
_ليه!
أشارت على حاسوبها وهي تخبره
_عمي مكلفني بصفقة تانية ومحتاجة أتكلم في كام نقطة مع ياسين هو تحت في المكتب وأنا مكسوفة أنزله لوحدي خاصة إن الوقت إتاخر أوي انزل معايا معلش.
_على أساس إني مش هعرف أفيدك!
سيطرت على ضحكة كادت بالانقلات منها وقالت بوضوح
_ياسين وأحمد أكتر خبرة منك يا عدي.
وحينما وجدته يكاد ينقلب بتحول قتامة عينيه أسرعت تردد
_وأنت في مجال شغاك باشا لكل مهمة بطلها يا وحش!
تعالت ضحكاته وهو يرى غمزة عينيها المشاكسة فنهض عن فراشه وهو يبحث عن قميصه جذبته رحمة وألقته إليه وهي تخبره ببسمة مشرقة
وكأنها طفلة صغيرة تحاول أن تميل والدها للخروج للتنزه عاونته رحمة على ارتداء قميصه وجذبت حاسوبها ولحقت به للأسفل.
طرق عدي باب المكتب قبل أن يدلف للداخل فوجده مازال يعمل بالأسفل ومن أمامه كوب من القهوة ضيق ياسين عينيه وتساءل باستغراب
_عدي أنت لسه صاحي
تثاءب بشكل ملحوظ وهي يجيبه على مضض
_كنت نايم والله يا ابني بس هنعمل أيه في ناس مجتهدة لازم تذل منافس ناس ملهاش في الليلة دي من أولها.
لم يستوعب حديثه الا حينما دنت منه رحمة فجلست قبالته على المقعد المقابل لمكتبه ووضعت الحاسوب من أمامه وهي تخبره بخجل
_معلش يا ياسين عايزة أستفسر منك عن حاجه في ملف الصفقة الجديدة.
أغلق ياسين حاسوبه وهو يقابلها ببسمة هادئة
_أوي أوي اتفضلي.
تثاءب عدي مجددا وأشار إليهما وهو يتجه للأريكة المقابلة إليهما بنهاية الغرفة هاتفا بنوم
_خدوا راحتكم أنا هريح هنا شوية.
عرضت رحمة من أمامه معضلتها الوحيدة بعد دراسة الملف فلم يمل من شرح بعض النقاط الهامة إليها حتى بات أمرها الشاق هين للغاية شكرته رحمة كثيرا ومازالت تراه الأفضل بين الشباب بادارة المقر ابتسم ياسين وهو يخبرها
_حقيقي متوقعتش إنك هتباشري شغلك معانا حتى في رمضان وبالنشاط ده.
وتابع مازحا
_شوية كمان وعمي هيستغنى عننا كلنا مكانتنا بقت في خطړ.
ابتسمت ورددت
_لا طبعا احنا بنتعلم منكم والله.
قاطعهما ولوج يحيى الصغير حاملا بين يده شقيقته الرضيعة الباكية تعجب ياسين من رؤيتها بين ذراعيه فهم إليه وهو يتساءل بحيرة
_واخد ملاك على فين يا يحيى
أجابه الصغير بحزن
_مامي مصدعة ونايمة تعبانه لقيت ملاك بټعيط ومش راضية تسكت فقولت أتماشى بيها وبردو لسه زعلانه يا بابي ومش راضية تسكت!
حملها عنه ياسين بضحكة هادئة فألقى عليها نظرة متفحصة ثم همس لابنه الذي قهقه عاليا
_طبيعي لإنها عملاها!
وعاد ليهمس إليه مجددا
_هنضطر نصحي مامي تغيرلها البامبرز.
نهضت رحمة عن مقعدها فوضعت الحاسوب بيد يحيى وحملت الصغيرة عن ياسين بحنان وهي تخبره
_لا مدام تعبانه سبوها نايمة أنا هغيرلها.
وطبعت قبلة خاڤتة على جبين الصغيرة ذات الوجه الملائكي فما أن غادرت للأعلى حتى اتجه ياسين بالحاسوب لعدي الذي بدى له يغفو بعمق فحركه وهو يناديه
_عدي أنت نمت
فجأه برده وعينيه تغفو
_لا صاحي سيب اللاب عندك واخلع أنت.
ردد بدهشة
_أخلع فين أنت في المكتب!!
فتح عينيه بانزعاج بدى بحدقتيه