الأربعاء 25 ديسمبر 2024

الختامية ٦ بقلم أية محمد رفعت

انت في الصفحة 3 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

جوه قصر الچارحي! 
لطم صدره پصدمة 
_أنا!! 
احتقنت عين يحيى بإشارة مزلزلة جعلته ينساق خلف صمته فصاحت يارا بعصبية 
_لا يا أبيه يحيى خليه يتكلم ويقولنا على الأسرار اللي مخبيها عنهم. 
واتجهت نظراتها لعز وهي تصيح بانفعال
_عايزة أعرف أيه اللي مستخبي عني بالظبط! 
أكدت شذا حديثها
_صح يا يارا محتاجين كلنا نفهم أيه اللي كان بيحصل من ورانا! 
رد عليها رعد موضحا
_لا مش من وراكم من قبل ما نعرفكم أساسا وده في حد ذاته مش مهم! 
طرقت دينا على سطح الطاولة پغضب قاټل
_وماله يا أخويا نسمع ونقرر مع بعض إذا كان مهم ولا مش مهم! 
تأزم على يحيى الموقف برمته خاصة مع توتر الأجواء لذا بدأ يلتزم بجديته مع إتخاذ الأمر للخطۏرة بينهم فقال
_يا جماعة من فضلكم بطلوا تبصوا على الماضي لإنكم عارفين إن ماضينا كلنا سييء. 
ورفع عينيه لبنية القصر الشامخ وهو يتابع بغصة حزن طالت نبرته
_القصر ده زمان كان متاح فيه كل شيء محرم قبل دخول آية ودينا وشذا اللي حصل زمان مينفعش نتحاسب عليه دلوقتي إحنا اتولدنا من تاني وإبتدينا نبص على الحلال والحرام اللي عمر عتمان الچارحي ما وضعه حد لينا قوانينه وقواعده كانت بتجمع شمالنا وأملاكنا عمرها ما جمعت قلوبنا ولا جمعت طاعتنا لربنا عز وجل. 
وتابع بتأثر شديد
_كلنا كنا غارقنين بالمعاصي حتى لو في مننا مرتكبش الكبائر بس مكناش ملايكة الدنيا لهيتنا
ونستنا حساب ربنا وغضبه علينا. 
وتجولت عينيه بينهم فوجدهم يستمعون إليه بانصات وحزن يتلون على الوجوه فعاد يلتشح ببسمته الساحرة من جديد
_متبصوش لزمان بصوا لدلوقتي قدرنا نربي أولادنا على قيم ومبادئ دينهم اللي إحنا متربناش عليه ده في حد ذاته إنجاز.. لإن هما اللي هيمدوا نسلنا لسنين جاية هما اللي هينقلوا تربيتنا ليهم دلوقتي بنحاول نكون مثالين بس جوه كل واحد مننا شيء يخص الماضي اللي فيه ذنوب وواجبنا نتوب عنه مش نعاير بعضنا بيه. 
وتابع وهو يبعد مقعده عن الطاولة 
_ربنا ستر خطايانا وعيوبنا مينفعش نيجي بعد العمر ده كله ونفضح اللي ستره خليكم متأكدين إن ربنا بيحبنا وأكبر دليل وجودهم حولينا لإن ربنا سيحانه وتعالى كان عايزنا نتغير وهما كانوا السبب في ده. 
تركهم يحيى وصعد للأعلى فانتقلت نظرات رعد لدينا سكنت عينيه داخلها تذكر كل لحظة مضاها برفقة تلك الفتاة البسيطة التي أرغمت كبريائه وغروره وجعلته ينحني إليها تذكر معاناته بترويضها وكيف كانت تتلذذ حينما تكسر قاعدة من قواعد عنجهيته المعتادة كيف كانت تبتسم خلسة حينما يتخلى عن سيارته ويرافقها بالباص أو تصطحبه لأحد الأماكن الشعبية كيف نقلت تربيتها لابنائه رائد وداليا وجعلتهما أفضل منه بالرغم من تمسك رائد ببعض الغرور الموروث عن أبيه ولكنه بالنهاية يحمل منها الخصال العظيمة التي ترغمه على الاعتذار بصدر رحب دون أي غرور منه تسللت يده من أسفل الطاولة لتحاوط

انت في الصفحة 3 من 7 صفحات