للعشق وجوه كثيره ٤ بقلم نورهان العشري
لتلك الإغماءة مره ثانيه
أنا عايز اعرف حالتها أيه بالظبط مش معقول كل ما حد يكلمها كلمتين يغمي عليها .
الطبيب بهدوء
يا يوسف بيه المدام تعبانه نفسيا اكتر من جسديا و بتحاول تهرب من الواقع اللي مضايقها فجسمها بيستجيب لدا و ينسحب فبتحصلها حالة الإغماء دي . الموضوع كله نفسي بحت ..
فسب يوسف بداخله و لام نفسه بشده علي ما حدث لها و فجأه قرر ان يجري مكالمة فلم يجد هاتفه فنظر إلي تلك النائمه و اقترب منها لبرهه قبل أن يجبر نفسه على الخروج من الغرفه فوجد رائد الذي كان مكفهر الوجه و غاضب بشده لاحظ يوسف حالته فلم يهتم كثيرا لأنه كان يظنها لسبب ما هو يعرفه فقال بإختصار
ابتلع رائد ريقه بصعوبه و قال بتوجس
ليه
مالك خفت كدا هعمل مكالمه منه عشان نسيت تليفوني في الشقة قالها يوسف بسخريه
لا استغربت بس ... اصل انا شكلي نسيت تليفوني في العربيه انا كمان
قالها بعد ان حاول العبث بملابسه ليوهمه بصدق حديثه
ضيق يوسف عينيه و قال بتهكم
طب انا و عادي جدا اني انسي تليفوني و مكنش مركز في الموقف دا انما انت بقي مش مركز ليه
تمام
انصرف رائد و ظل يوسف يتعجب علي حاله ماذا دهاه ليكون متوترا هكذا
مؤلم أن تضعك الحياة في موقف الجاني والمجني عليه في آن واحد ... تعطيك الدرس علي هيئة جرعه خذلان قاسېة فتدور تذقها لكل من يقابلك فقط لتثبت أنك تعلمت الدرس جيدا ....
توجه آدهم إلي الخارج فهو لم يكن قادر على المكوث معها لحظه آخري دون أن يعتذر لها الف مرة بل و قد يتوسل لها ايضا لتسامحه فهو بحياته لم يشعر بذلك الالم في قلبه حتي عندما خانته تلك الحقېرة لم يشعر بمقدار الألم الذي يشعر به الان .
ولت دمعه هاربه من عينيه فمسحها سريعا معنفا نفسه و عاند قلبه بأن هذا هو عقابها الذي استحقته
قالها قاصدا إلحاق المزيد من الاذلال لها
تقدمت غرام منه بكل ما تحمله بداخلها من ألم و عڈاب و خزي و قالت بمراره من بين دموعها
انت ازاي قادر تكون وحش اوي كدا ازاي
انا طول الوقت كان جوايا حاجه بتخوفني منك بس كنت بكذبها واقول لا عنيه بتقول غير كدا . طول الوقت كنت بشوفك في احلامي علي هيئه وحش و اقوم مفزوعه و انت بټموت فيا و اقول لا. هو عمره ما يأذيني ! قولت دا دخل بيتنا و كل اكلنا و امي بتقوله يا ابني عمره ما هيأذيني ابدا
قالتها بكل ما يعتمل بداخلها من حزن و قهر لتلقي به في بحور الندم و الوحل فلو كانت غرزت سکين بقلبه لم تكن تؤلمه كما فعلت كلماتها فلأول مرة في حياته يشعر بأنه وضيع لتلك الدرجه كان يعلم بأنه سيندم أشد الندم على فعلته تلك و لكن ما يشعر به الآن من ألم حقا يفوق تحمله
اي لعنه حلت علي عقله لتجعله يفعل بها تلك الفعلة