الأربعاء 25 ديسمبر 2024

للعشق وجوه كثيره ٤ بقلم نورهان العشري

انت في الصفحة 5 من 14 صفحات

موقع أيام نيوز


لتلك الإغماءة مره ثانيه 
أنا عايز اعرف حالتها أيه بالظبط مش معقول كل ما حد يكلمها كلمتين يغمي عليها .
الطبيب بهدوء
يا يوسف بيه المدام تعبانه نفسيا اكتر من جسديا و بتحاول تهرب من الواقع اللي مضايقها فجسمها بيستجيب لدا و ينسحب فبتحصلها حالة الإغماء دي . الموضوع كله نفسي بحت ..
فسب يوسف بداخله و لام نفسه بشده علي ما حدث لها و فجأه قرر ان يجري مكالمة فلم يجد هاتفه فنظر إلي تلك النائمه و اقترب منها لبرهه قبل أن يجبر نفسه على الخروج من الغرفه فوجد رائد الذي كان مكفهر الوجه و غاضب بشده لاحظ يوسف حالته فلم يهتم كثيرا لأنه كان يظنها لسبب ما هو يعرفه فقال بإختصار 

تليفونك 
ابتلع رائد ريقه بصعوبه و قال بتوجس 
ليه 
مالك خفت كدا هعمل مكالمه منه عشان نسيت تليفوني في الشقة قالها يوسف بسخريه 
لا استغربت بس ... اصل انا شكلي نسيت تليفوني في العربيه انا كمان 
قالها بعد ان حاول العبث بملابسه ليوهمه بصدق حديثه 
ضيق يوسف عينيه و قال بتهكم 
طب انا و عادي جدا اني انسي تليفوني و مكنش مركز في الموقف دا انما انت بقي مش مركز ليه 
لا ابدا بس انا كنت بتكلم فيه وانا في العربيه و الظاهر نسيته هروح اجيبه و هرجعلك
تمام
انصرف رائد و ظل يوسف يتعجب علي حاله ماذا دهاه ليكون متوترا هكذا 
مؤلم أن تضعك الحياة في موقف الجاني والمجني عليه في آن واحد ... تعطيك الدرس علي هيئة جرعه خذلان قاسېة فتدور تذقها لكل من يقابلك فقط لتثبت أنك تعلمت الدرس جيدا ....
نورهان العشري 
توجه آدهم إلي الخارج فهو لم يكن قادر على المكوث معها لحظه آخري دون أن يعتذر لها الف مرة  بل و قد يتوسل لها ايضا لتسامحه فهو بحياته لم يشعر بذلك الالم في قلبه حتي عندما خانته تلك الحقېرة لم يشعر بمقدار الألم الذي يشعر به الان .
ولت دمعه هاربه من عينيه فمسحها سريعا معنفا نفسه و عاند قلبه بأن هذا هو عقابها الذي استحقته 
أخرجه صوت قفل الباب من شروده فالټفت لېتمزق قلبه الف قطعه علي مظهرها المزري و عيناها المتورمه و وجهها الذي كانت بصماته عليه فقارن بين حالها الآن من الحزن و الانطفاء و حالها قبل عدة ساعات عندما دخلت الي جناحه بإشراقتها و طلتها الفاتنه التي أطاحت بعقله فور ان رآها فود ان ېصفع نفسه لكونه المتسبب في ما اصابها فهو يعلم ان فعلته تلك ستظل محفورة في ذهنها طوال عمرها و لن تغفر له حتي و إن كان على فراش المۏت و لكن كان عقله لقلبه بالمرصاد كما هو دائما فخرجت الكلمات منه دون إرادته 
السواق هييجي يوصلك و مفيش داعي اوصيك ان اللي حصل دا ميخرجش برانا و انا اوعدك كل اما نفسي تموع هبقي ابعتلك..
قالها قاصدا إلحاق المزيد من الاذلال لها 
تقدمت غرام منه بكل ما تحمله بداخلها من ألم و عڈاب و خزي و قالت  بمراره من بين دموعها 
انت ازاي قادر تكون وحش اوي كدا ازاي 
انا طول الوقت كان جوايا حاجه بتخوفني منك بس كنت بكذبها واقول لا عنيه بتقول غير كدا . طول الوقت كنت بشوفك في احلامي علي هيئه وحش و اقوم مفزوعه و انت بټموت فيا و اقول لا. هو عمره ما يأذيني ! قولت دا دخل بيتنا و كل اكلنا و امي بتقوله يا ابني عمره ما هيأذيني ابدا 
انت اكتر إنسان وحش قابلته في حياتي و عمري ما هسامحك. انا بكرهك.... 
قالتها بكل ما يعتمل بداخلها من حزن و قهر لتلقي به في بحور الندم و الوحل فلو كانت غرزت سکين بقلبه لم تكن تؤلمه كما فعلت كلماتها فلأول مرة في حياته يشعر بأنه وضيع لتلك الدرجه كان يعلم بأنه سيندم أشد الندم على فعلته تلك و لكن ما يشعر به الآن من ألم حقا يفوق تحمله 
اي لعنه حلت علي عقله لتجعله يفعل بها تلك الفعلة
 

انت في الصفحة 5 من 14 صفحات